السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالمنحدر الحاد للغلاء

المنحدر الحاد للغلاء

0Shares

وحش الغلاء وعفريت وباء كورونا يحاصران حياة أبناء الوطن من الجانبين، ويسمع أبناء الوطن المضطهدون أصوات تكسير عظامهم في كل لحظة.

وتفيد الأنباء الواردة في الصحافة الحكومية الصادرة في 28 نوفمبر 2020 أن استهلاك الدجاج تراجع مؤخرًا بنسبة 70 في المائة. ولذلك اتجه أبناء الوطن إلى شراء أرجل الدجاج وما يسمى بمجموعة الأحشاء المكونة من القوانص والقلب والكبد والأمعاء.

"واعترف مهدي يوسف خاني، رئيس نقابة تجار الدواجن والأسماك بأن: " استهلاك القوانص والقلب والكبد وأرجل الدجاج ازداد بما لا يقل عن 3 أضعاف نتيجة لارتفاع أسعار الدجاج في الـ 20 يومًا الماضية".

هذا وقد اجتاح تسونامي الغلاء الآن أهم الأصناف الغذائية والاحتياجات لأبناء الوطن. وأشار خامنئي في التصريحات التي أدلى بها مؤخرًا إلى أزمة معيشة الشعب وأزمة وباء كورونا، قائلًا : " إن "سبل عيش الناس شحيحة حقًا".

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا لا يتم كبح جماح الغلاء على الإطلاق ، بل نجد أن الأسعار في ارتفاع مستمر، في حين أن كلا من خامنئي وروحاني يتحدثان عن ضرورة التصدي للغلاء؟

للإجابة على هذا السؤال، دعونا في البداية نلقي نظرة على مشهد الغلاء وأبعاده ومجاله.

أفادت وكالة "تسنيم" الحكومية للأنباء في 22 نوفمبر 2020 أنه بموجب قرار مجموعة عمل تنظيم السوق، ارتفع سعر الحليب الخام و 10 أنواع من منتجات الألبان والزبدة و 4 سلع من مجموعة الزيوت و 4 سلع من مجموعة مدخلات الثروة الحيوانية اعتبارًا من 21 نوفمبر 2020 .

وارتفعت الأسعار، ولاسيما أسعار السلع الأساسية، على الرغم من أن الحكومة أعلنت عن اتخاذ تدابير للحيلولة دون ارتفاع الأسعار، خاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية بدلًا من المنافسة على رفعها بغية تقليص الضغط على الطبقات الضعيفة في المجتمع، ولا يجب أن يقحم المسؤولين أنفسهم في المنافسة مع الأسواق في رفع الأسعار. 

وذكرت وكالة "تسنيم" الحكومية للأنباء في 22 نوفمبر 2020 أن: " الزيت شحَّ في الأسواق في الأسابيع الماضية، ووصل سعر الزيت الجامد للمستهلك من 43,000 تومان إلى 200,000 تومان.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الموقرين كانوا في الوقت نفسه قد قطعوا وعودًا على أنفسهم للناس بعدم رفع أسعار الزيت لأنه موجود بوفرة في الأسواق وبأنه سيتم في القريب العاجل توزيع الزيت الجامد في جميع المتاجر، بيد أنه بعد مرور أسبوعين على هذه الوعود لم يشهد الناس توزيعًا للزيت الجامد، بل على العكس من ذلك، إذ صدموا بخبر رفع الحكومة لأسعار الزيت بنسبة 13 في المائة. 

ومن المؤكد أن هذه هي الأسعار المرتفعة التي تم الإعلان عنها رسميًا، ولكن هنا ارتفاع سري للأسعار ناتج عن حاجة نظام الملالي ومخاوفه.

بمعنى أن نظام الملالي في حاجة ماسة لرفع أسعار السلع من أجل تغطية العجز الفلكي في ميزانيته من ناحية، بيد أنه شديد القلق من رد الفعل الاجتماعي من ناحية أخرى، خشيةً من تكرار أحداث رفع أسعار البنزين.

ولذلك يتبنى نظام الملالي أسلوب رفع الأسعار بطريقة احتيالية وبدون الإعلان عنه رسميًا. والجدير بالذكر أن نظام الملالي تبنى هذا الأسلوب لسنوات عديدة في رفع أسعار المياه والكهرباء والغاز والهواتف، وفي الآونة الأخيرة يستخدم هذا الأسلوب في رفع أسعار الخبز أيضًا. إذ أنه وفقًا لسيناريو متكرر، يجبر نظام الملالي الفاشي المخابز على شراء الدقيق من السوق السوداء بسعر مضاعف بمقدار 3 مرات من خلال تقليص حصتهم من الدقيق الحكومي لفترة ما، وبهذه الطريقة يرتفع سعر الخبز دون الإعلان عنه رسميًا.

ومن الواضح أن تناول خامنئي لقضية معيشة أبناء الوطن وتفشي وباء كورونا على أنهما أزمتان خطيرتان؛ لا معنى له سوى إذراف لدموع التماسيح. ولكن في الوقت نفسه لا يمكننا تجاهل القلق العميق الذي يطغى على تصريحاته حول هاتين الأزمتين، إذ أنها تنطوي على الخوف من حدوث الانفجار الاجتماعي المصيري الذي سوف يبيد أساس نظام ولاية الفقيه من جذوره.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: إذا كان الغلاء خطيرًا على خامنئي ونظامه إلى هذه الدرجة، فلماذا لا يبادر باتخاذ أي إجراء جاد لكبح جماح الغلاء وتركه يتفاقم بسرعة مطردة؟.

وعندما ترتفع أسعار المساكن المملوكة من حيث المبدأ للبنوك الحكومية بنسبة 600 في المائة، يصبح من الواضح أن جميع تصريحات خامنئي وغيره من قادة النظام الفاشي ليست سوى خدعة تجسد الخيانة الوطنية والدينية. وهذا هو السبب في أن مقر تنظيم السوق، الذي كان من المفترض أن يتحكم في الأسعار، يرفع فجأة أسعار 20 صنفًا من المواد الأساسية لمعيشة أبناء الوطن في يوم واحد.

وصرح خامنئي في خطابه منذ ثلاثة أسابيع بأنه "لا يوجد أي تبرير حاسم على ارتفاع الأسعار".

وفي هذا الصدد، لا بد من القول إن هناك حجة منطقية واحدة وراء كل هذه الموجات المتلاحقة من الغلاء والمحن. إذ تسيطر مجموعة من مصاصي الدماء على اقتصاد مريض وفاسد تمامًا، وكل شخص منهمك في مص دماء الشعب من زاوية بطريقة جشعة لا تشبع.

بمعنى أن جوهر المشكلة لا يكمن في أي شيء سوى في "ولاية الفقيه" نفسها، وطالما هذا النظام اللاإنساني موجود في سدة الحكم، فإن معاناة ومحن الإيرانيين لن تنتهي. وبناءً عليه، فإن الحل الوحيد هو الإطاحة بهذا النظام برمته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة