منظمة مجاهدي خلق وحقوق القوميات

منظمة مجاهدي خلق وحقوق القوميات

منظمة مجاهدي خلق وحقوق القوميات

منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي حركة مقاومة وطنية للشعب الإيراني ضد نظام الملالي، فإن جميع القوميات لديهم حضور فعَّال وواسع النطاق في هذه المنظمة. فعلى سبيل المثال، نجد أن كلًا من مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، محمد حنيف نجاد، وسعيد محسن، من الأتراك الآذريين، وأن علي أصغر بديع زادكان، من أهالي أصفهان.

كما نجد أن الامینات العامات في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، خلال العقود الـ 3 الماضية؛ کن من مختلف قوميات الشعب الإيراني، ومن بينهم السيدة مهوش سبهري من المواطنين الكرد، والسيدة فهيمة أرواني من الأتراك الأذريين، والسيدة موجكان بارسائي من الأهواز، والسيدة صديقة حسيني، من شمال إيران.

والجدير بالذكر أن منظمة مجاهدي خلق الأيرانية قدَّمت أثناء النضال ضد نظام الملالي، على مدى أكثر من 4 عقود، العديد من الشهداء من جميع القوميات الإيرانية.

نجد أن جميع من استُشهدوا أثناء مجزرة أشرف، في 1 سبتمبر 2013، التي استُشهد فيها 52 بطلًا من مجاهدي خلق من أبرز كوادر المنظمة؛ هم من جميع القوميات، ومن بينهم الشهيد إبراهيم أسدي من الإخوة العرب في الأهواز، والأخت جيلا طلوع، والأخ بهروز فتح الله نجاد، من الإخوة الأذريين في تبريز، والشهيد عبدالحليم ناروئي، من الإخوة البلوش، وحسين مام رسولي، من مدينة نقدة، وهو من الإخوة الأكراد، والأخت زهرة قائمي، وبعض الإخوة من طهران وغيرها من المدن الإيرانية.

وهذه هي اللوحة الحقيقية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. ونجد حتى الآن أن أبرز مسؤولي المنظمة من جميع القوميات. 

إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وقوته المركزية المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أكد في خطة على حقوق القوميات منذ 4 عقود وأعلنوا عنها. وقال السيد محمد محدثين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في مقابلة مع صحيفة السياسة الكويتية، في 27 يونيو 2018:

كما أكد السيد محمد  محدثين في حوار مع صحيفة الرياض السعودية بتاريخ 17 يونيو 2021:

نحن في أدبياتنا وفي سياستنا لا نعرف رسميا شيئا اسمه أقلية، نحن لاندعي أن الفارس أكثرية، وان الاكراد أقلية مثلا، نحن نعتقد أن المجتمع الايراني يتكون من أتباع الاديان والقوميات المختلفة وكل هؤلاء يجب أن تكون لهم مشاركة فعالة ومساوية في الحياة السياسية، ولذلك فان شعارنا كان”الديمقراطية لايران والحكم الذاتي للقوميات المختلفة”، هذا ماقد قاله السيد رجوي في مارس 1979، بمثابة اعلان الحد الادنى من برنامج “مجاهدي خلق”، أي الديمقراطية لايران والحكم الذاتي للقوميات المختلفة من عرب وكرد وبلوش، وأي قومية أخرى في ايران.
في البرنامج المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، في سبتمبر 1981، هناك مادة تؤكد ان من أجل ضمان الديمقراطية في ايران ومن أجل ضمان استقلالها، فان الحكم الذاتي للقوميات المختلفة أمر ضروري. الحكم الذاتي ليس شيئا تم تقديمه كهدية من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومنظمة “مجاهدي خلق” بمثابة أخ أكبر،الحكم الذاتي عبارة عن ضرورة للانسجام والتآلف.

كما أكد السيد محمد  محدثين في حوار مع صحيفة الرياض السعودية بتاريخ 17 يونيو 2021:

«تتكون منظمة مجاهدي خلق من قوميات مختلفة، وفي المجلس الوطني للمقاومة أعضاء من قوميات وديانات وطبقات مختلفة من إيران.. إن مواقف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من مختلف القوميات والديانات لا تقتصر فقط على المرحلة الحالية اليوم، ومنذ اليوم الأول للإطاحة بنظام الشاه، أكد على ذلك مراراً وتكراراً مسعود رجوي، زعيم المنظمة، والسيدة رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية.

ومن بنود برنامج الحكومة المؤقتة التي تأتي إلى السلطة بعد الإطاحة بنظام الملالي التأكيد على حقوق القوميات الواردة في المادة (5) من هذا البرنامج الذي أعلنه السيد مسعود رجوي في أكتوبر 1981م، والتي توضح أن «الحكم الذاتي الداخلي، بمعنى القضاء على الظلم المزدوج لكافة الفروع والتنوع الوطني لبلدنا، وإتاحة جميع الحقوق والحريات الثقافية والاجتماعية والسياسية لهم في إطار وحدة تراب الوطن وسيادته وسلامته بشكل غير قابل للتجزئة، أمر ضروري».

و«ستحاول الحكومة المؤقتة التأكيد على حقوق القوميات مثل كردستان من خلال تحقيق ودعم حقوقها المحقة كجزء من القومية التقدمية للأمة الإيرانية بأكملها، وإخراج الاثنين من التعارض والصراع مع بعضهما البعض إلى الأبد».

ولا توجد في أدبياتنا وسياستنا كلمات مثل أقلية عرقية أو دينية عندما نتحدث عن الشرائح المختلفة من المجتمع الإيراني، ونعتقد أن المجتمع الإيراني يتكون من أتباع ديانات وقوميات مختلفة ويجب أن يكون لهم جميعاً مشاركة نشطة ومتساوية في الحياة السياسية»..

وبعد شروع المقاومة الايرانية في العمل ضد النظام الديني في شهر يونيو/حزيران1981، تم تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في طهران في 21 يوليو/تموز من العام نفسه.

وبعد ذلك بشهرين أعلن رئيس المجلس عن برنامج عمل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والحکومة المٶقتة، حيث جاء في الفصل الخامس من هذا البرنامج(الصفحة32)، مايٶکد على حقوق الشعوب المضطهدة بهذه العبارات:” من البديهي ان ديمومة الوحدة الوطنية والسيادة الوطنيه مربوطة بتحقيق حقوق جميع المكونات المشكلة للوطن. إذن الحكم الذاتي الداخلي الذي يعني إزالة الاضطهاد المزدوج من جميع الأفرع والتنوعات الوطنية في البلاد وتحقيق جميع الحقوق والحريات الثقافية والاجتماعية والسياسية لهم في إطار الوحدة والسيادة وتوحد البلد غير القابل للتقسيم.

النقطة المهمة التي يجب أن نشير إليها ونتوقف عندها مليا، هي إنه وبعد عامين تمت المصادقة بإجماع الأصوات على مشروع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للحكم الذاتي لكردستان إيران في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1983. إن مشروع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للحكم الذاتي لكردستان إيران، يعتبر نافذا وساريا لجميع القوميات الاخرى ومن ضمنهم العرب، والامر واضح وليس فيه أي غموض وإلتباس.

النقطة الاخرى التي يجب أن نأخذها هنا بنظر الاعتبار هي إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لم يکتف بإعلان ذلك الموقف التأريخي من حقوق القوميات في إيران وبعدها يلوذ بالصمت ولايتطرق لهذا الموضوع، وهذا أيضا أمر له أهميته ومعناه ومدلوله، وهناك الکثير من التصريحات والمواقف الرسمية للمقاومة الايرانية والمعلنة أمام العالم کله تٶکد على إلتزامها بهذا النهج، وکأمثلة على ذلك إن السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد أکدت في شهر يونيو/حزيران1995، خلال خطابها الموجه لإجتماع کبير للإيرانيين في مدينة دورتموند الالمانية بالصيغة أدناه:

« منع أي نوع من أنواع الاضطهاد في إيران المستقبل ضد القوميات كالأكراد والبلوش والعرب والتركمان وغيرهم وضمان جميع حقوقهم وحرياتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية في إطار وحدة البلاد وسيادته الكاملة.»

هذا إضافة الى ماجاء في الفقرة الخامسة من المواد العشرة التي أعلنتها السيدة رجوي في عام 2005 من على منصة البرلمان الاوربي:” إننا ندافع عن المساواة الكاملة بين القوميات المختلفة ونعتبر لغة وثقافة مواطنينا من أي قومية وطائفة كانوا في عداد الثروات البشرية لجميع أبناء الشعب الإيراني حيث يجب أن تتم تنميتها ونشرها في إيران الغد”، کما إنه وفي حوار مع قناة العربية في أغسطس/آب2014، قالت السيدة رجوي:” في إيران المستقبل ستحظى جميع القومیات بحقوق متكافئة في إطار السيادة الوطنية الإيرانية. إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية صادق على مشروع الحكم الذاتي لكردستان الإيرانية، وهذا المشروع يلبي حقوقهم كافة، ومنها لغتهم الأم وحقوقهم الأخرى، والأثنيات الأخرى أيضا باستطاعتها التمتع بحقوق متكافئة. على هذا، فحقوقهم مضمونة في إطار السيادة الوطنية الإيرانية ووحدة التراب الوطني، وهي التي تلبي مطالب جميع الإثنيات”.

كما في 23 يونيو 2022صرَّحت السيدة مريم رجوي في كلمتها عند ترحيبها، بـ “مايك بنس”، مساعد رئيس الولايات المتحدة السابق بأن: مجاهدي خلق، بسبب إيمانهم بالإسلام الديمقراطي، يشكلون نقيضًا فاعلا لإيديولوجية الملالي الشريرة، انظروا إلى ما فعلوه باسم الإسلام في الدول المجاورة لإيران من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن.
إسلامنا يرفض الاستبداد وقهر النساء، ويعترف بحقوق القوميات المضطهدة. كما أننا لا نفرق بين نهج سيدنا المسيح ونهج سيدنا موسى ونهج سيدنا محمد.

حيل نظام الملالي للتمادي في المزيد من قمع القوميات قدر الإمكان، وطريقة إنقاذ القوميات الإيرانية من اضطهاد الملالي

لهذا السبب يسعى نظام الملالي بشتى الطرق إلى الحيلولة دون تضامن القوميات، من خلال الانضمام إلى المقاومة المنظمة، والتمكن في الوقت نفسه من التمادي في المزيد من قمعهم قدر الإمكان بحجة رغبتهم في الانفصال، والافتراء على مجاهدي خلق وتشويه سمعتهم، من خلال بث بعض الأكاذيب، من قبيل أن مجاهدي خلق حركة فرس، أو أنهم يدافعون عن مصالح قومية خاصة، ولا تهتم بحقوق القوميات الأخرى في إيران. وهذا هو الاتجاه الذي يتنباه نظام الملالي على وجه الدقة.

الحقيقة المؤكدة هي أن حصول مختلف القوميات في إيران على حقوقهم مرهون بالإطاحة بنظام الملالي. وبناءً عليه، فإن دعم المقاومة المنظمة على الصعيد الوطني لإسقاط نظام الملالي يخدم المصالح العليا لجميع القوميات في إيران بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

والحقيقة هي أنه يجب على المدافع الحقيقي عن حقوق القوميات أن يربط نفسه أولًا وقبل كل شيء بالحركة الوطنية للمقاومة ضد نظام الملالي، لا أن يروِّج للأكاذيب المناهضة لها. خاصة ضد حركة لها مواقف تقدمية للغاية ومُعلنة في قضية حقوق القوميات.