الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالمجتمع الإيراني الملتهب وردود فعل نظام الملالي الناشئة عن الرعب

المجتمع الإيراني الملتهب وردود فعل نظام الملالي الناشئة عن الرعب

0Shares

إن الأوضاع في المجتمع الإيراني حرجة في كل المجالات. فالضغوط الاقتصادية تُنهك ملايين الأسر، بسبب الغلاء المطلق العنان والبطالة والخوف من المستقبل المبهم المجهول. ومن لديهم وظائف غير مطمئنين بشأن استمرارهم في عملهم الشهر المقبل من عدمه، فضلًا عن أن كارثة كورونا فاقمت من هذه الأوضاع المروعة أضعافًا مضاعفة.

 

وفي مقابلة متلفزة في 27 أكتوبر 2020، أشار الحرسي غلامرضا جلالي، رئيس الدفاع السلبي في نظام الملالي، إلى الاستياء الاجتماعي؛ وحذر من مخاطر الانتفاضة ودور شبكات التواصل الاجتماعي في هذا الصدد والاتجاه الذي سيقود إلى انطلاق الانتفاضة، قائلًا: "إن شبكات التواصل الاجتماعي والمجالات الاجتماعية ستصبح حقل اختصاص في الفضاء الإلكتروني لمختلف الطبقات، حيث يتم تنظيم الناس على شبكات التواصل الاجتماعي.

 

وسيصبح الاقتصاد الذي يتشكل في إطار الحرب الاقتصادية حجر الأساس لهم، ثم يقودهم نحو تبني سيناريوهات أمنية واضطرابات وأشياء من هذا القبيل".

 

المجتمع الإيراني الملتهب وردود فعل نظام الملالي الناشئة عن الرعب

بدأت التوترات والاستفزازات في الآونة الأخيرة منذ تشهير الشباب عنوة في الشوارع وإهانتهم وتعذيبهم بوصفهم بلطجية.

حيث أن هذه الخطوة البربرية اللاإنسانية تسببت في موجة عارمة من الغضب والاشمئزاز الاجتماعي وأجبرت نظام الملالي المرعوب على التراجع.

واضطر قادة الشرطة إلى تصدر المشهد وألقوا باللوم على المسؤول التنفيذي، وتحدثوا عن معاملة قوات الشرطة لأبناء الوطن بمودة؛ في محاولة لحل القضية. كما تصدر المشهد كبير الجلادين في سلطة قضائية خامنئي، إبراهيم رئيسي، ببيان مكون من 37 مادة أطلق عليه اسم "وثيقة الأمن القضائي"، بيد أن عمر هذه المناورة لم يدم أكثر من يومين أو ثلاثة أيام.

 

وبعد ذلك، وتحديدًا في 20 أكتوبر 2020، بعث خامنئي برسالة بمناسبة أسبوع الشرطة، وقال مشيدًا بجهاز الشرطة: "إن الناس يرحبون بمبادرات قوات الشرطة الإيرانية "ناجا" في التصدي للمنكرات ". 

 

ويقصد خامنئي بـ "مبادرات ناجا" تشهير الشباب عنوة في الشوارع وإهانتهم وتعذيبهم علانيةً أمام الناس. وبتصريحات خامنئي اللامسؤولة هذه تنفس برابرة الشرطة الصعداء واستردوا أنفاسهم وتمادوا في بربريتهم وارتكاب الجرائم في الشوارع، حيث قتلوا بعض أبناء الوطن في مشهد واسفراين، وانهالوا بالضرب والسب على بعض المواطنين على الملأ مثلما حدث مع سيدة آبادانية، فضلًا عن أن قادة الشرطة وغيرهم من عناصر نظام الملالي سبحوا على منابر نظام الملالي بحمد الولي الفقيه لتضليل الناس وصرخوا مهددين في تصريحاتهم لترويع أبناء الوطن.

 

فعلى سبيل المثال، قال الحرسي سلامي، قائد قوات حرس نظام الملالي: "إن تصدي الشرطة للبلطجية أمر رائع ومرحب به للغاية ويجب أن يستمر باقتدار، … فالشرطة هي تجسيد لأجمل معاني النظام في نظام الحكم".

 

وبعد ذلك لجأ نظام الملالي إلى أكثر أنواع القمع وحشية، ألا وهو الإعدام، وبادر في الأيام الأخيرة بإعدام 10 أفراد في مختلف المدن. وأعدم 5 أفراد شنقًا في يوم واحد، وتحديدًا في 29 أكتوبر 2020. 

 

ولذلك، نشهد منذ التشهير الإجرامي للشباب عنوة في الشوارع وتعذيبهم؛ مناوشات بين المجتمع ونظام الملالي.

 

ففي البداية أدى رعب نظام الملالي من انطلاق الانتفاضة والانفجار الاجتماعي الحتمي إلى أن يضطر هذا النظام الفاشي إلى البدء في موجة من القمع لتكثيف الترويع داخل المجتمع، بيد أنه اضطر إلى التراجع مباشرة أمام موجة غضب واشمئزاز المجتمع خشية من التمرد العام. وفي الخطوة التالية لهذا التراجع، اضطر نظام الملالي إلى القيام بموجة عكسية للتراجع السابق ضد المجتمع، ولاسيما عندما واجه موجة من اليأس والانهيار داخل قواته بعد هلاك أحد حراس الباسيج على أيدي الشباب.

 

واضطر خامنئي شخصيًا إلى تصدر المشهد للإشادة ببرابرة الشرطة، ومواصلة هذا الأمر من قبل إبراهيم رئيسي الجلاد. ولا شك في أن هذا الشوط يسرِّع من انفجار المجتمع في ظروف يتعرض فيها نظام الملالي لأزمة الإطاحة. مجتمعٌ يتمتع بوعي ذاتي وقدرة ثورية لا حدود لها، بعد أن خاض ثلاث انتفاضات كبرى في غضون عامين، وأصبح الكابوس اليومي لخامنئي ونظامه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة