الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالعتالة هي الوجه الثاني لعملة النهب والاستلاب

العتالة هي الوجه الثاني لعملة النهب والاستلاب

0Shares

هنا إيران، حیث العتالون عائمون على بحر من النفط والغاز

أناس يصعدون الجبال المغطاة بالثلوج لكسب رزقهم وقوتهم؛ ويخاطرون بحياتهم من أجل كسب لقمة العيش! إنهم يضعون أرواحهم على أكفهم بحثًا عن لقمة العيش لعائلاتهم في رحلة يمكن أن تكون بلا عودة بإطلاق نار من قبل وحوش حراس الجهل والجريمة.

والسؤال المهم هو لماذا يزاول عشرات الآلاف من الناس في دولة إيران الغنية عملا يعجز اللسان عن وصف حجم ما ينطوي عليه من صعوبة وقسوة، ألا وهو العتالة.

نعم في بلد تحكمه سلطة ناهبة. وبحسب إحصائيات رسمية قدمها وكلاء النظام بأنفسهم، فإن عشرات المليارات من البضائع يتم تهريبها من القواعد التابعة لقوات الحرس.

والجدير بالذكر أنه تم الكشف عن 80 رصيفًا غير قانوني في محافظات هرمزكان وبوشهر وسيستان وبلوجستان وخوزستان ومازندران وأن محافظة هرمزكان التي تضم 40 مرسى غير قانوني تحظي بنصيب الأسد من هذه الإحصائية. ويستخدم الحرس هذه الأرصفة كمكان "للصادرات والواردات غير المشروعة"، أي التهريب وكسب الأموال غير المشروعة.

ولكن ينظر لقيام العتال بنقل هذه البضائع الصغيرة تحت وطأة ما ينطوي عليه هذا العمل المحفوف بمخاطر قد تودي بحياته على أنه وجه ضربة قاصمة للاقتصاد لتدميره ، وعقابه الموت!

نعم، إن المبدأ في ثقافة الجهل والجريمة والنهب والسلب، هو القمع، بغض النظر عما إذا كان العتال يحمل ولو حملاً صغيراً أم لا ؛  حيث أن إطلاق النار على العتال في غرب البلاد أو ناقل الوقود في شرق البلاد من أوجب الواجبات للحفاظ على نظام ولاية الفقيه!

نعم، إن الأمنية الوحيدة للعتالین الذين يفنون سنوات شبابهم وحياتهم  فی كسب لقمة العيش من العبور فی الطرق الوعرة ومراصد المجازر التي تنصبها قوات الحرس لهم، هي الحصول على وظيفة بدخل مشروع بحيث يكون لديهم خبز على المائدة لأنفسهم ولعائلاتهم.

ولذلك، يضطر الأطفال إلى العيش تحت وطأة حكم النهب مهمومين بأحزان آبائهم العتالين، بدلًا من الجلوس في الفصول الدراسية لتلقي العلم وأداء الواجبات المنزلية. والعیش بین أحضان المعرفة.

والغيض المكبوت في صدور أطفال العتالين ليس من فراغ، فالكثير منهم يحتضنون الموت بعد معركة صعبة من أجل كسب لقمة العيش، حتى في سن المراهقة.

لكن النهابين والمجرمين الحاكمين لا مهرب لهم من المصير المحتوم المرسوم لهم؛ وسيأتي اليوم الذي يزيل فيه أبناء إيران كل عوامل السرقة والنهب إلى الأبد ويلقون بهم في مزبلة التاريخ، كما هتفوا في تشييع جثامين الأطفال العتالين المضطهدين: الموت للديكتاتور

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة