الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةأخبار إيراناقتصادالعتالون المحبطون فريسة لقوات حرس نظام الملالي والبرد والجليد

العتالون المحبطون فريسة لقوات حرس نظام الملالي والبرد والجليد

0Shares

انتشرت في الفضاء الإلكتروني في الأيام القليلة الماضية أخبار وإحصاءات عن جرائم نظام الملالي ضد العتالين الكادحين.

ففي شهر ديسمبر الماضي قُتل وأصيب 18 عتالًا، وفي 25 يناير 2021 أيضًا تم العثور على 3 جثث للعتالين في المناطق الحدودية لأرومية، حيث كان هؤلاء العتالون قد فُقدوا منذ بضعة أيام نتيجة للانهيارات الثلجية بمعية عتالين آخرين تم العثور على جثتيهما أيضًا في 26 يناير 2021.

وللعلم، من الممكن أن تستهدف قوات حرس نظام الملالي العتالين المضطهدين في كل رحلة يقومون بها إلى الحدود أو أن تحوِّل حوادث الطرق، من قبيل السقوط من على الارتفاعات العالية أو الانهيارات الثلجية رحلتهم إلى سفر بلا عودة.

وفي حين أن العتالين يقحمون أنفسهم في العمل بالعتالة الشاق لكسب لقمة العيش، بيد أن الإحصاءات الرسمية التي قدمها المسؤولون في الحكومة ووسائل الإعلام تفيد بأنه يتم تهريب سلع تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، من المصادر الرسمية المملوكة لقوات حرس نظام الملالي.

وتم كشف النقاب عن 80 رصيفًا غير قانوني في محافظات هرمزكان وبوشهر وسيستان وبلوجستان وخوزستان ومازندران، وتحظى محافظة هرمزكان بنصيب الأسد من هذا العدد، حيث يوجد بها 40 رصيفًا غير قانوني. 

وتستخدم قوات حرس نظام الملالي هذه الأرصفة كمكان للتصدير والاستيراد غير المشروع، أي للتهريب  والعملة القذرة.

بيد أنه على الجانب الآخر يعتبر قيام العتال بنقل بضاعة قليلة لا تذكر بكثير من العناء والمشقة؛ تدميرًا وضربة موجهة للاقتصاد الإيراني وعقوبتها الإعدام.

وفيما يتعلق بمشقة وصعوبة العمل بالعتالة وجرائم قوات حرس نظام الملالي المرتكبة في حق العتالين الكادحين، قال عتال أصيب برصاص هذه القوات القمعية المجرمة: " منذ ما يقرب من 4 سنوات، ذهبنا بمعية بعض العتالين الآخرين للعمل في العتالة بالقرب من الحدود، ولم يسمح لنا حرس الحدود بالذهاب. وعدنا وأطلقوا علينا النار بالقرب من القرية رغم أننا لم يكن بحوزتنا أي بضاعة، وأُصبت في الرقبة أثناء إطلاق النار، مما أسفر عن إصابة الحبل الشوكي وبتره.

وفيما يتعلق بمعاناة ومشقة والدها، تقول فتاة أنه يسعى إلى كسب الحد الأدني من الرزق من أجلها ولشقيقتها وشقيقها، ودائمًا ما تكون يداه صلبة وقدماه متقرحتان.

وهناك العديد من الأطفال والشباب ممن يعملون في العتالة مضطرون إلى أن يعرضوا حياتهم للفناء من أجل لقمة العيش وهم في بداية شبابهم، من أمثال فرهاد وآزاد خسروي. والجدير بالذكر أن السبب في لجوء سكان المنطقة الغربية من البلاد إلى العمل في العتالة وتحمل مشقة هذا العمل ليس سوى انهيار اقتصاد المنطقة وانعدام فرص العمل وانتشار البطالة.

وكتبت وكالة "تسنيم" للأنباء، في 15 يناير 2021 معترفةً بارتفاع معدل البطالة في هذه المحافظات: " أن محافظتي كرمانشاه وكردستان سجلتا أكبر معدل من البطالة بين الخريجين أو من يدرسون في التعليم العالي بنسبة 28,5 في المائة و 25,5 في المائة على التوالي.

والأنكي من ذلك هو أن العديد من هؤلاء الخريجين يلجأون مضطرين إلى العمل في العتالة، نظرًا لأن فرص التوظيف والحصول على دخل ثابت في هذه المناطق محدودة للغاية. 

وكتبت وكالة "فارس" للأنباء، في 20 ديسمبر 2020، معترفةً بالوضع المزري للتوظيف في محافظات الشريط الحدودي أن: " 60 في المائة من الموظفين في المحافظات الحدودية غير رسميين".

وكتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" الحكومية، في 7 نوفمبر 2020 أن: "البطالة والهجرة وجهان لعملة المشاكل في سردشت".

وفي صراع الزمر أيضًا، وجَّه عضو في مجلس شورى الملالي كلمة للمعمم روحاني، مذرفًا دموع التماسيح على أبناء الوطن، يقول فيها: "إن أبناء الوطن المضطهدون في محافظة كردستان ومدينة بيجار فاض بهم الكيل من صعوبة المعيشة وغير ذلك من مشاكل، وأصيبوا بخيبة الأمل من الوعود المتكررة التي يطلقها المسؤولون ولم تُنفذ على أرض الواقع. فمن هم المتسببون في البطالة وهروب أبناء الوطن؟ (إذاعة "فرهنك"، 22 نوفمبر 2020)

 نعم، إن السبب في فقر أبناء الوطن ولجوئهم إلى العمل في العتالة في غرب البلاد ونقل الوقود في شرق البلاد ليس سوى نهب نظام الملالي لرؤوس أموال المواطنين.

ويفيد تقرير صندوق النقد الدولي، أن أيران تحتل المركز الـ 73 على مستوى العالم من حيث القدرة الشرائية للفرد، على الرغم من أننا من بين الـ 20 دولة الأولى الغنية على مستوى العالم من حيث الموارد الطبيعية (صحيفة "اقتصاد سرآمد"، 18 يناير 2021).  

ولكن هل من الممكن أن يستمر هذا النهب الضخم لأصول أبناء الوطن وجر عشرات الملايين من المواطنين إلى مستنقع الفقر والبطالة؟

لقد أظهرت انتفاضة نوفمبر 2019 الوجه الآخر للعملة، ألا وهو غضب وكراهية الفقراء في إيران لنظام الملالي الفاشي.

وهم المواطنون الذين يعتبرون طريق نجاتهم من الفقر المدقع تحت وطأة هذا النظام الفاشي يكمن في الإطاحة بهذا النظام برمته.

والجدير بالذكر أن النهاية التي لا مفر منها للناهبين والجناة الحاكمين، هي النهاية الحتمية يوم يجمع أبناء الوطن نظام الملالي الناهب السارق حقوق الشعب ويلقون بهم في مزبلة التاريخ للأبد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة