الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالمخاطرة بالحياة للحصول على لقمة العيش: العتالة في غرب إيران و...

المخاطرة بالحياة للحصول على لقمة العيش: العتالة في غرب إيران و نقل الوقود في شرق إيران

0Shares

إن العتالة أو نقل الوقود ليست وظيفة بل هي ظاهرة مفروضة للحصول على لقمة العيش التي بسببها يتعرض جسم الإنسان وحياته للخطر بدءًا من الأحداث الطبيعية المكروهة وصولًا إلى القتل على أيدي قوات حرس الحدود في نظام الملالي اللاإنساني.

وبناءً عليه، تستمر جريمة قتل العتالين على أيدي قوات حرس نظام الملالي و مأموري حرس الحدود بالتوازي مع هذه الظاهرة المحفوفة بالمخاطر.

وإذا كان السبب الرئيسي في الاتجاه نحو العمل في العتالة هو الفقر المتفشي في المجتمع نتيجة لسياسات نظام الملالي، فإن السبب الرئيسي في قتل العتالين هو الطبيعة الإجرامية للنظام الفاشي الحاكم في إيران.

العتالة في المحافظات الغربية لإيران

واستنادًا إلى الأرقام المعلنة على مدى عام، أي اعتبارًا من يناير 2018 حتى يناير 2020 قُتل وأصيب ما لا يقل عن 249 فردًا من العتالين.

وتفيد الأرقام المعلنة، اعتبارًا من عام 2019 حتى هذه اللحظة أن 63 عتالًا  والكسبة قُتلوا برصاص قوات حرس الحدود وأن 155 عتالًا آخرين أصيبوا برصاص قوات نظام الملالي أو بسبب السقوط من المرتفعات.

شجون العتالين

قال عتال: هذا بسكويت. هذا هو خبزنا الظهيرة. "في الليل ، لم نعد ننام ونُصاب بالإغماء من شدة الإرهاق".

وتقول سيدة تعمل في العتالة: " أذهب إلى الجبل برفقة شقيقي مغطيةً وجهي بالنقاب متوخية الحذر من أن يكتشف أحدًا أنني امرأة. والحقيقة أنني ليس أمامي خيار آخر لإعالة ابنتي سوى العمل في العتالة. ورأيت العديد من الأشخاص المختلفين خلال السنوات الـ 8 التي قضيتها في العمل في العتالة، وما يدعو للدهشة أن من بينهم من هم حاصلين على درجة الماجستير وعاطلين عن العمل، ومن هم ليسوا لديهم أقساط التأمين حتى بعد مرور 65 عامًا من عمرهم.

وقال عتال شاب يبلغ من العمر 14 عامًا فقط: " لم التحق بالمدرسة للدراسة لأنني لم يكن لدي المال الكافي للدراسة.

ويُقدر عدد العتالين في المناطق الحدودية الغربية من البلاد بما لا يقل عن 80,000 فرد، وعددهم آخذ في الازدياد تزامنًا مع تصاعد الفقر والبطالة. ونجد بين العتالين أطفالًا يبلغون من العمر 11 عامًا ومسنين يبلغون من العمر 70 عامًا معظمهم من أصحاب البنية الجسدية النحيلة ومضطرون إلى حمل أحمال ثقيلة مرهقة بحثًا عن لقمة العيش. 

وفيما يتعلق بالعتالين، كتبت إحدى الصحف الحكومية: " يكفي أن نلقي نظرة على المدن الواقعة في المناطق الغربية من البلاد لنجد أن أكثر من 40 في المائة من أهالي هذه المناطق عاطلون عن العمل وأنهم مضطرون إلى العمل في العتالة ويعبرون الحدود حاملين حملًا يزن 100 كيلوجرام مقابل 70,000 تومان في اليوم". (صحيفة "جهان صنعت").

وكتبت صحيفة حكومية أخرى: "إذا نجا العتالون من برودة ليالي الشتاء القارس والانهيارات الجليدية والسير فوق الألغام والانقلاب فجأة من فوق المنحدرات الصخرية والجبال، من المحتمل جدًا أن يُقتلوا بالرصاص". (صحيفة "شرق"، 4 أغسطس 2020).

نقل الوقود في المنطقة الشرقية من إيران

وفي ظل نظام حكم الملالي المشؤوم، يجتاح العمل في العتالة محافظة سيستان وبلوجستان الفقيرة. وتعد هذه المحافظة من أفقر المحافظات في البلاد ويعيش أكثر من 75 في المائة من مواطنيها تحت خط الفقر المدقع.

ولا يحصل ثلثا سكان هذه المحافظة على مياه الشرب الصحية، والعديد من الأطفال غير قادرين على الالتحاق بالمدرسة  ويتركون الدراسة بسبب الفقر وانعدام الإمكانيات التعليمية.

وتقدر وكالة "إيلنا" الرسمية للأنباء معدل البطالة في محافظة سيستان وبلوجستان بما يتراوح بين 40 و 60 في المائة، وتشير إلى أن موائد سفرة هؤلاء الناس خالية من الخبز والمواد الغذائية.

وتشهد هذه المحافظة أعلى معدل بطالة في البلاد، والعديد من مواطنيها الفقراء مضطرون إلى اللجوء إلى العمل في نقل الوقود لكسب لقمة العيش.

ونقل الوقود عمل محفوف بالمخاطر حيث يتعرض العتالون إلى القتل برصاص قوات حرس نظام الملالي مثلما يحدث مع العتالين الأكراد. 

وقال شاب يمارس هذا العمل بالغ من العمر 18 عامًا: "إنني مضطر إلى ممارسة هذا العمل. ونحن مضطرون إلى المقامرة بأرواحنا لتوفير لقمة العيش لزوجاتنا وأولادنا. إذ لا توجد فرص عمل هنا، حيث لا يوجد الكثير من المصانع . و لا توجد مياه لري الأراضي الزراعية التي تراها".

وفي إشارة إلى قضية التهريب المنظم للوقود إلى خارج البلاد بواسطة المؤسسات والعناصر الحكومية، يقول شاب يعمل في نقل الوقود: "إنهم يهربون الوقود بأنفسهم عبر الحدود بسهولة، ولكن عندما ننقل الوقود يطلقون علينا وابلًا من الرصاص".

خلاصة القول

يرجع العمل في العتالة في المناطق الحدودية الغربية من البلاد ونقل الوقود في محافظة سيستان بلوجستان الواقعة في المناطق الشرقية من البلاد؛ إلى الفقر المدقع في هذه المناطق. والحقيقة هي أن الهدف الأساسي لنظام الملالي من قتل العتالين الفقراء وناقلي الوقود الكادحين هو خلق جو من الترويع في المنطقة وبين أبناء الوطن المطحونين.

 

وتحدث هذه الجرائم في حين أن مئات الآلاف من شاحنات الوقود تقوم بتهريب ملايين الليترات من البنزين والديزل يوميًا إلى أفغانستان وباكستان برعاية قوات حرس نظام الملالي. كما تقوم الزمر الحكومية التابعة لقوات حرس نظام الملالي بعمليات التهريب من القواعد الرسمية أو عبر الأرصفة الخاصة بها دون دفع الرسوم الجمركية. وبناءً على اعتراف مصادر نظام الملالي الرسمية، يقدر حجم تهريب البضائع بـ 25 مليار دولار.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة