الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران..قمع مواطني سيستان وبلوشستان يزيد من زخم الانتفاضة

إيران..قمع مواطني سيستان وبلوشستان يزيد من زخم الانتفاضة

0Shares

يلخص المشهد في بلوشستان اليوم ملحمة الانتفاضة العارمة بسبب الحرمان، حيث تفصح شوارعها عن بسالة في المواجهة بشكل تبدو فيه مرفوعة الرأس رغم ما أصابها من قمع وبطش، بينما تدخل الاحتجاجات يومها الخامس، بانتفاضة مشتعلة في مختلف أنحائها، تضيئ سماء إيران بالعزة والإباء.

وكان من بين الشرارات التي أدت لتأجيج الحراك يوم الاثنين 22 فبراير، حادثة مقتل الشباب ناقلي الوقود على يد الحرس المجرم في سراوان، حيث رد المواطنون الغاضبون من أبناء الشعب، والشباب بشجاعة على ذلك بمهاجمة الحرس والمخفر التابع لهم والاستيلاء على مبنى القائممقامية والتخريب فيه، وقد انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية الحرائق والاحتجاجات بسرعة في المناطق المحيطة بسراوان ثم إلى أبعد المدن وأجزاء من سيستان وبلوشستان.

خوف النظام من اتساع رقعة الانتفاضة

ويشعر النظام بقلق بالغ إزاء الانتفاضة التي تعم البلاد بأكملها، ليتخذ على الفور إجراءات قمعية من قبيل قطع الإنترنت، إضافة لإرسال قوات كبيرة مجهزة لأعمال القمع، والاستعانة بأعداد إضافية من أنحاء مختلفة من البلاد للمساعدة في إخماد الانتفاضة، مثل أصفهان، كما تقوم طائرات الهليكوبتر التابعة للحرس بدوريات في سماء جابهار منذ صباح الجمعة.

وأصدر مرعشي نائب محافظ سيستان وبلوشستان في شؤون الأمن، على خلفية الأحداث، بياناً يعكس ذعر النظام من انتشار الانتفاضة إلى سائر الأقاليم، قائلاً: "في ما حدث في سراوان يفيد بأن بعض الناس قد ركبوا الموجة، وهاجم البعض مخفر كورين وقلعة بيد العطاء مما يبين أنهم ليسوا من الفصائل الشعبية بل هم من مجاهدي خلق"، وأضاف "في هذا الحادث قامت الجماعات المناهضة للثورة بالصيد في الماء العكر من خلال دعمها قضية أهالي سيستان وبلوشستان بهدف زعزعة استقرار المحافظة".

بدوره اضطر موهبتي، محافظ سيستان وبلوشستان، أثناء محاولته تبرير إطلاق النار وقتل الناس، للاعتراف بأنه "في كورين، بدأوا إطلاق النار على ثلاث مجموعات بالبنادق، وقتلوا أحد رجال إنفاذ القانون ببنادق القناصة، متسائلاً: هذا الذي يستهدفنا بقذائف (آربي جي) هل هو من الناس؟".

خطة "رزاق" الابتزازية

لكن لماذا وكيف اشتعلت نار هذه الانتفاضة؟ والسبب هذه المرة تنفيذ الخطة القمعية للحرس المسماة "رزاق"، ففي حين يتربح الحرس بما مقداره 6 مليارات دولار سنويًا عن طريق تهريب 15 مليون لتر من الوقود (البنزين والديزل) يوميًا، إلا أنه على الرغم من هذه الإيرادات الضخمة، فإن ناقلي البترول يحصلون على مقابل مادي بخس من خلال عملهم في نقل الوقود إلى باكستان بصعوبة كبيرة وعبر المخاطرة بحياتهم، في وقت حاول فيه الحرس حرمان ناقلي الوقود المحرومين أصلاً، من هذا الرزق بطرح خطة باسم "رزاق".

ووفقًا لهذه الخطة، فقد تم إصدار بطاقات لبعض الأشخاص على الحدود، بحيث يخصص لكل 5 عائلات بطاقة مرور مرخصة، والتي يتعين عليها دفع 5 ملايين تومان لها، يمكن لكل من هذه العائلات، بدورها، عبور الحدود مرة واحدة فقط في اليوم ومرة ​​واحدة يوميًا لمدة 5 أيام، مع شاحنات عادية تحمل حاوية خاصة تحتوي على 3000 لتر من الوقود وتبيعه عبر الحدود (باكستان)، لكن وفقًا لهذه الخطة، يتعين عليهم تسليم العملة المستلمة إلى الحرس والحصول على مبلغ صغير فقط كرسوم.

وبالإضافة إلى النهب والاستغلال الوحشي لناقلي الوقود المحرومين، تجرم الخطة العديد من ناقلي الوقود غير المشمولين للخطة وتعرضهم بشكل متزايد للهجوم وإطلاق النار من قبل الحراس المجرمين.

وقد اندلعت نيران الاحتجاج والانتفاضة على خلفية هذه الخطة الابتزازية، وعندما تجمع الثوار أمام حاجز الحرس يوم الاثنين تعرضوا لهجوم وحشي من قبل قوات الحرس الإجرامية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم، جاء هذا العمل الإجرامي في أعقاب الهجوم البطولي للشباب والمواطنين البلوش، مما أدى إلى انتفاضة مستمرة منذ خمسة أيام.

الانتفاضة تحظى الآن بدعم وتعاطف المواطنين في جميع أنحاء إيران، فضلاً عن معاقل الانتفاضة، حيث يجري التعبير عن التعاطف  ليس فقط في الفضاء السيبراني من خلال إطلاق هاشتاغ "سراوان ليست وحيدة"، بل يقومون في المدن بكتابة شعارات على الجدران وتوزيع المناشير والمخطوطات التي تعبر عن دعمهم لمواطنيهم البلوش، وهذا التضامن الوطني والثوري هو ما أثار مخاوف النظام.

المخاوف المشار إليها يمكن التقاطها في تصريحات محافظ سيستان وبلوشستان موهبتي الذي أعرب عن قلقه من الصراع بين العصابات الداخلية للنظام، وحذر من أن نيران الانتفاضة ستخرج عن السيطرة، قائلا: "إذا انتشرت النيران ستحرق الأخضر واليابس"، مضيفا بأنه "عندما تندلع النار، يحترق اليمين واليسار معًا، الاصوليون والاصلاحيون سيحترقون معا"، وهنا لا بد من التأكيد على القناعة بأن هذه النار ستجتاح كل هذا النظام الفاسد والقمعي، وبكل أركانه، حيث سيكون مصيره الدمار والتحول إلى رماد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة