الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران..المطالبة بحل قوات الحرس وتصاعد الهرج والمرج في أركان نظام الملالي...

إيران..المطالبة بحل قوات الحرس وتصاعد الهرج والمرج في أركان نظام الملالي

0Shares

منذ أن رفع زعيم المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي، شعار حل قوات حرس نظام الملالي في رسالته رقم 28 في 7 سبتمبر 2020، انتشر هذا الشعار في المجتمع الإيراني الملتهب خلال أكثر من 20 يومًا مضى وأثر فيه إلى حد بعيد، وأجبر التسلسل الهرمي لقوات حرس نظام الملالي، على وجه التحديد، على أن يبدي رد فعله.

 

الهرج والمرج في أركان نظام الملالي

في البداية، تصدر الولي الفقيه المشهد في 21 سبتمبر 2020، وتذمر وتأوه من أن هناك تحريف في المستندات الرسمية بدافع التشكيك في أسس الدفاع المقدس. 

وبعد ذلك، وبإيعاز منه، تصدر طابور طويل من قادة قوات حرس نظام الملالي المشهد في كل ليلة وكل يوم على شاشات تلفزة هذا النظام الفاشي وفي غيرها من وسائل الإعلام الحكومية بعدد حلقة التسبيح لتفنيد ما يسمى بالشبهات والرد على الأسئلة.

ومن أجل أن يبدو مشهد هذه البرامج المسرحية للأسئلة والأجوبة طبيعيًا، عادة ما يتم استدعاء عدد من الشباب المختارين بعناية من قوات حرس نظام الملالي والباسيج في كل برنامج لطرح الأسئلة والجدل في بعض الحالات أيضًا.

والجدير بالذكر أنه على الرغم من أن بعض الأسئلة التي طُرحت في برنامج الحديث مع الحرسي محمدرضا نقدي، منسق قوات حرس نظام الملالي والقائد السابق للباسيج؛ كانت نموذجية، غير أنها تظهر إلى حد ما كمية وطبيعة الأسئلة والشبهات المتراكمة في أذهان قوات نظام الملالي، والدليل على ذلك ما يلي: 

– يشك البعض في قوات حرس نظام الملالي، ويطالب البعض هذه القوات ببعض المطالب.

– يقول البعض بأنه ليس هناك داعي لمساعدة البلدان الأخرى طالما أن أبناء الوطن يعانون من مشاكل اقتصادية. كما أن هذه المجموعة تعترض على تشكيل قوة القدس.

– ولدى البعض أسئلة حول القضايا المالية والاقتصادية والصاروخية لقوات حرس نظام الملالي، ويشعر الكثيرون بالقلق بسبب إسناد المشاريع الثقيلة لهذه القوات.

والجدير بالذكر أن رفع شعارت "لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران" و " ما الداعي لإنفاق أموالنا على سوريا"، فضلًا عن الشبهات التي تظهر في البلاد، وهلم جرا. فإنه لا يزال من غير الواضح بالنسبة لبعض الناس، دور قوات حرس نظام الملالي خارج الحدود، على وجه التحديد.

والحقيقة هي أن تدخل قوات حرس نظام الملالي في القضايا الاقتصادية وفي مصافي النفط والإنشاءات والمخيمات وغير ذلك، وحتى في بيع النفط، قد خلق تساؤلا في الأذهان حول قوات الحرس باعتبارها حكومة الظل.

وفي الرد على كل من هذه الأسئلة والشكوك، فبرك الحرسي نقدي عددًا كبيرًا من الأكاذيب والتناقضات مثلما فعل مشاطريه الرأي، ومن بينها ما يلي:

– تصريحاتكم من صنائعكم العقلية، ومن أي استطلاع أتيتم بهذه التصريحات؟

– لم يكن لدينا أي قوات عسكرية في سوريا، وقادتنا يقومون بدور استشاري ليس إلا.

– عدد كبير من قتلانا في سوريا والعراق والمنطقة من بين متقاعدي قوات حرس نظام الملالي.

– إذا اصطدمت الطائرة، فهذا يعني أننا ارتكبنا خطأً وسوف نعوض الخسائر.

– إن قوات حرس نظام الملالي تتمتع بشعبية كبيرة بين الناس.

– إن مستوى الأوضاع المعيشية لقادة قوات حرس نظام الملالي أقل من المستوى المتوسط ​​لأبناء الوطن.

هذا وكانت تصريحات غيره من قادة قوات حرس نظام الملالي الذين شاركوا في برامج مماثلة، على نفس القدر من الاستطراد والوقاحة والغباء. 

ومن بينها القول بأن قوات حرس نظام الملالي قوة مثالية ولا حدود لها، وغير ذلك من السفاسف. وسوف نسترد أي أموال أنفقناها في سوريا أو أي بلد آخر.

الأسئلة التي لم يتم الرد عليها

وعلى الرغم من الاستهانة بهذه هذه الأسئلة وتمييعها مرارًا وتكرارًا مقارنة بما يتم يتداوله على ألسنة الناس في المجتمع. لم ترد على سبيل المثال، إشارة واحدة لا من قريب ولا من بعيد تتعلق بالحجم المذهل لسرقات قوات حرس نظام الملالي أو بأن هذه القوات تسيطر عمليًا على المجالات الاقتصادية الكبرى في البلاد وتهريب السلع وتهريب المخدرات.

بيد أنه في المجمل كشف النقاب عن جزء ورسم بياني لبعض الأسئلة التي تطرح في المجتمع، وخاصة بين الشباب. أسئلةٌ وجدت طريقها في صفوف قوات نظام الملالي أيضًا وجعلت نهج الاتجاه نحو الإطاحة أكثر حدة.

وهذه حقيقة مؤكدة لدرجة أنها تجلت أيضًا في تصريحات الأشخاص المختارين بعناية الذين كانوا يلعبون دور ممثلي جيل الشباب. فعلى سبيل المثال كانوا يقولون: "الآن يشعر الجميع بالخجل من كونهم أعضاء في الباسيج أو أنهم لا يفتخرون بذلك".

والجدير بالذكر أن رد قادة قوات حرس نظام الملالي على هذه الأسئلة كان استطراديًا لدرجة أنه لم يكن من شأنه أن يقنع العناصر التي تم اختيارها بعناية، كما أنهم كلما عجزوا عن الرد والتسويف كانوا يلجأون إلى سلاح الإدعاء بأن هذه تحريضات العدو عبر ألبانيا حيث يستقر مجاهدي خلق ويعكسون هذه القضايا في الفضاء الإلكتروني. (تصريحات رئيس الأركان العامة لقوات حرس نظام الملالي أثناء الحرب الإيرانية العراقية، الحرسي عليرضا أفشار، على شاشة تلفزيون نظام الملالي – 24 سبتمبر 2020). 

وهكذا، أصبحت جهود نظام الملالي ومقاومته وآلته الدعائية وصمة عار أخرى لحقت به في تبييض وجه قوات حرس نظام الملالي وتبرأتها.

بوادر المرحلة الأخيرة للديكتاتورية

إن التشكيك في شرعية قوات حرس نظام الملالي في أذهان قوات النظام الفاشي ورفع شعار حل هذه القوات في المجتمع يعتبر من بوادر المرحلة النهائية لنظام الملالي، لأن هذه القوات القمعية تتمتع بمكانة أكثر حسمًا في تحديد المصير من مكانة السافاك في الديكتاتورية الملكية؛ باعتبارها الركيزة الأساسية التي تحافظ على ديكتاتورية ولاية الفقيه.

وعندما سقط السافاك من مكانته المحظورة في النظام الملكي وأثيرت قضية حله علنًا، لم يعد هناك شك لدى المستنيرين أن نظام الشاه ساقط لا محالة.

وندرك الآن أيضًا أن الرد الحتمي على هذه الأسئلة والشكوك المحيطة بقوات حرس نظام الملالي من البوادر الواضحة على نهاية عصر هذا النظام الفاشي.

بيد أنه يجب علينا أن نعلم أن هذا النظام الفاشي وقوات حرس نظام الملالي ووزارة الاستخبارات وأجهزتها ومؤسساتها الأخرى لن يكفوا عن القمع والتعذيب والإعدام والنهب والسلب وبيع الوطن حتى اليوم الأخير من عمرهم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة