السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةأخبار إيران إيران..فقر وبؤس غالبية الشعب الإيراني وخوف قادة النظام من انفجار الغضب...

إيران..فقر وبؤس غالبية الشعب الإيراني وخوف قادة النظام من انفجار الغضب الشعبي

0Shares

الخبز بالتقسیط

یتسع نطاق الفقر والبؤس في إیران بشكل یومي، ویعجز الناس عن توفير احتياجاتهم الأساسية، لدرجة أنهم فقدوا القدرة حتی على توفیر الخبز، ولهذا لجأووا إلی شراء الخبز والمواد الغذائیة الضروریة بالدين.

في وقت سابق، كتبت بعض وسائل الإعلام الحكومية أن الناس في طهران يشترون الجبن والبيض بالدين والأقساط، وكتب موقع "خبر فوري" الحکومي في 14 دیسمبر 2020:

"في المناطق الفقیرة من طهران، فقد الناس قدرتهم الشرائیة، لدرجة إنهم يشترون الجبن والبيض بالدین".

ومع ذلك، نفى التلفزيون الرسمي للنظام بيع وشراء الخبز بالدین، وحاولت بعض وسائل الإعلام الحكومية الأخرى، مثل موقع تابناك ووكالة أنباء إيلنا، تکذیب الأمر.

والحقيقة أن معاناة الناس وآلامهم الناتجة عن سياسات النهب الحکومیة، أجلی وأوضح من أن تستطیع وسائل الإعلام الحکومیة نفیها وتکذیبها، کما لا يستطيع العملاء الحكومیون التستر عليها أو إنکارها.

ولا ننسی أن رئيس مجلس شوری الملالي، محمد باقر قاليباف، الذي سرق ملایین الدولارات من الأراضي والمنشآت من بلدیة طهران، قد اعترف، خلال حرب الذئاب علی السلطة والنهب، بحقیقة شراء الخبز بالدين (التلفزیون الرسمي، القناة الأولی، 4 دیسمبر 2020).

وکتب موقع "عصر إيران"، في السابع من دیسمبر 2020، في شرح کیفیة كسب المواطنین المحرومین للقمة العيش:

"هناك العديد من العائلات التي تشکل الإعانات مصدر دخلها الوحيد. عائلات تتکون من 8-9 أشخاص تنتظر كل شهر دفع الإعانات التي تسدد بها ديونها المتعلقة بالخبز. طبعاً هناك جمعيات خيرية تأتي للمخابز وتقوم بسداد ديون المدینین للمخابز ولكن ما فائدة هذه الأعمال؟".

 

من ناحية أخرى، هناك عدد كبير من المتقاعدين وغيرهم يتقاضون رواتب ضئیلة تبلغ ثلاثة ملايين تومان فقط، وبهذا یندرجون تحت خط الفقر بشکل تلقائي، وهناك حوالي خمسة ملايين شخص من الفئات العشرية الثلاثة الأدنى یفتقرون إلی أي مظلة حماية اجتماعية وتأمين اجتماعي، مليونين و 600 ألف منهم من كبار السن».

على الرغم من هذه المشاكل التي یعاني منها معظم الشعب الإیراني بنسبة 96٪، فإن الدعم الذي تدفعه حكومة المعمم حسن روحاني للأسرة المكونة من أربعة أفراد شهریاً لا يصل حتى إلى 200 ألف تومان. هذا المبلغ لا يحل أياً من مشاكل الفقراء والجوعى الذين لا یملکون رغیف خبز جاف یسدون به رمقهم.

هذا هو الوضع المعيشي بالنسبة لغالبیة الشعب الإيراني، یا تری کیف هو الوضع المعیشي لقادة حكومة الملالي وأبنائهم؟ كم من قادة هذه الحكومة يفكرون في تكلفة المعيشة؟ من منهم عانی مما یعاني منه الشعب وقاسی المشاکل المعیشیة الصعبة؟

القادة والمسؤولون الذين انتهكوا حياة الناس وممتلكاتهم وشرفهم وهتکوا أعراضهم تحت مسمی "المعمم" و"المسؤول" و"الحرسي"، أولئك "القادة" والذوات والمقربون الذين غرسوا مخالبهم الحادة في أرواح الناس واستولوا علی قوتهم.

في هذا الصدد، عنونت صحیفة "جام جم" الاختلاف بین المستوى المعيشي لهؤلاء الناهبین وسارقي ممتلكات الشعب الإيراني وبین المستوی المعیشي لعامة الشعب المحروم بـ: "من الجبن بالدین إلى القهوة البرازيلية الأصلية".

وحذر الحرسي سعید قاسمي، أحد القادة الجناة التابعین لخامنئي، خوفاً من الغضب الشعبي:

"يجب أن نخاف من اليوم الذي سيغضب فیه مرتدو النعل في الشوش وشاه عبد العظيم وشارع بيروزي، ویتخلون عن الولایة. في ذلك اليوم اهربوا إلی الخارج" (موقع آفتاب نیوز، 29 نوفمبر 2020).

لكن على الرغم من مخاوف هذه المجموعة من المنتسبین إلی بيت خامنئي، فإن الفقراء والمنتفضین الذين يرتدون النعل حسب قول قاسمي ولا يستطيعون حتى شراء الأحذية، سوف يطیحون بالنظام قريباً، وبالتأكيد في ذلك اليوم سيفكر قادة ومسؤولي النظام في الهروب خوفاً من غضب الناس المضطرین إلی شراء الخبز بالدین في الوقت الراهن.

إذن، قلق العديد من وسائل الإعلام والشخصيات الحكومية من تصاعد الانتفاضات الشعبية في جميع أنحاء البلاد، له مبرراته وأسبابه. وفي هذا الصدد، قال مسؤول حكومي یدعی عماد افروغ، قبل أیام، في إشارة إلى المواجهة الشعبية مع الحكومة:

"كانت لدينا اضطرابات في مواجهة هذه السياسات، شبيهة جداً بالاضطرابات التي شهدناها في نوفمبر 2019، على أي حال هذا أمر الطبيعي، أي أن تبني تلك السياسات بنفس المكونات وأحياناً بنفس الأشخاص، سیؤدي بطبیعة الحال إلى نفس النتيجة" (التلفزیون الرسمي، القناة الرابعة، 13 دیسمبر 2020).

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة