الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانضحايا حفر "هوتك" وتماسیح "غاندو" في خضم أزمة شحة المیاه

ضحايا حفر “هوتك” وتماسیح “غاندو” في خضم أزمة شحة المیاه

0Shares

جاء التمساح وأخذ أختي من جوار الماء.

مسك یدها.

نعم.

هنا مسك یدها.

لقد مسکها من هنا أولاً، ثم أفلتها ومسکها من هنا.

كان يمسك بيدها ویسحبها.

نعم، هکذا فعلت بيدها وقالت: هيا تعال وأمسك بي ثم صرخت، وبعد ذلك سحبتها من شعرها إلی الأعلی وأمسکت بیدها.

ألم تخف؟

كنت خائفاً لكنها كانت أختي.

هذا جانب صغیر من الحياة الشاقة والمحفوفة بالمخاطر التي یعیشها الأطفال ممن يضطرون إلى قطع أمیال في كل يوم لاستحصال قلیل من مياه الشرب لعائلاتهم. رحلات لا عودة فیها في بعض الأحيان!

هؤلاء الأطفال موضوع التقرير، إما یقعون فریسة سهلة لتماسیح "الغاندو" وإما یغرقون في حفر تخزین المیاه المسماة "هوتك". استمرار الظروف القاسیة والأخطار الجمة التي تهدد حياة الأطفال في محافظة سيستان وبلوشستان، یظهر السلوك الإجرامي لنظام الملالي في مواجهة المشاکل التي تعاني منها المحافظة.

ليس لديكم ماء، يجب أن تأتوا هنا لإحضاره

ألم يزودوکم بأنابيب المياه؟

لا.

ألم يزودوکم بأنابيب المياه؟

لا.

هذا يعني أنه عليكم المجيء إلى هنا كل يوم لإحضار المیاه؟

نعم.

عليكم أن تسلقوا الجبل جمیعاً

أيمكنكم فعل ذلک؟

أعني هل يمكنكم تسلق الجبل وهذه فوق رؤوسکم؟

نعم.

ألا تسقط؟ ألم تسقط مرة من علی رؤوسکم؟

لا.

يتربص الخطر بهؤلاء الأطفال باستمرار، ففي العام الماضي، فقدت ثلاث فتيات حياتهن في منطقة دشتياري، كتبت عنهن وكالة أنباء إيلنا الحكومية: «الضحايا أردن إحضار الماء إلى المنزل».

في هذا العام أیضاً، غرقت زينب بورغلامي البالغة من العمر 10 أعوام في أحد الأنهار. كان عليهم الذهاب إلى النهر لاستحصال المیاه وغسل الملابس بسبب انقطاع الماء في قريتهم.

وفقاً لإحصائیات النظام نفسه، يعيش أكثر من 50٪ من سكان سیستان وبلوجستان البالغ عددهم 2.8 مليون نسمة، في القری والمناطق الريفية، ویفتقر 700 ألف شخص منهم إلی شبكة إمدادات المیاه.

وبحسب الإحصائیات يتم تزوید ألف و261 قرية بالمياه بواسطة الصهاريج، بینما تبلغ حصة الفرد من المیاه 15 لتراً فقط في اليوم. لهذا السبب، یضطر أهالي القری إلی الذهاب إلی حفر المیاه الاصطناعیة ما یسمی "هوتك" لإحضار المياه.

قبل أيام وقع حادث في أعلی هذا النهر. حیث أتت أم مع طفلها إلى هنا لغسل الأطباق لکن تماسیح الغاندو هاجمت الطفل وعضت یده.

وقد أصيبت يد الطفل من المعصم وكادت أن تُقطع، وقد تم نقله إلى مركز طبي لتلقي العلاج وبعد ذلك تم نقله إلى جابهار، ولأنه لم يكن من الممكن السفر إلى طهران، اضطروا إلی نقله إلى باكستان وبالأخیر قطعت یده من المعصم.

لكن الحقيقة الأکثر مرارة هي أن العديد من حالات الوفاة غرقاً في الـ "هوتك"، تدفن وسط الفقر المدقع للأهالي دون أن یتم التحدث عنها ونشر أخبارها في مکان ما.

وقد أقر موقع "قطرة" الحکومي بعمق المأساة وكتب:

«هذا العام أيضاً، شنت الحفر المائیة "هوتك" هجمة عنیفة. في الثامن من أبریل، غرق علي أصغر في هوتك في قرية عارف آباد نوبنديان في منطقة دشتياري، وفي 22 أغسطس، وقع علي أكبر، البالغ من العمر ستة أعوام من قرية سند مراد دشتياري، الذي ذهب إلى هوتك لقضاء حاجته، فريسة لهذه الحفرة. قبله بعشرة أيام، وقع أمير حمزة في قبضة تمساح غاندو في هوتك هوت کت ومات. والآن فاطمة ويحيى ويسنا. هؤلاء هم ضحايا هوتك المسجلون، وهم بالتأكيد عدد أقل بكثير من الضحايا الحقيقيين، الذين لا يزالون مجهولي الهوية»

يقع الأطفال الأبرياء في وطننا فريسة لغاندو أو يسقطون في حفر وبرك المیاه (هوتك) ويغرقون، فلماذا لا یتم حل مشكلة شبکة المياه في تلك القرى؟ هل المیزانیة هي المشكلة؟ لا، ليست المشكلة في الميزانية على الإطلاق، لأن تخصیص جزء یسیر من الأموال التي یتم إنفاقها في دول أخرى من أجل استمرار الإرهاب والحفاظ على المیلیشیات، یکفي لحل مشكلة المياه في قری سيستان وبلوشستان.

فضلاً عن أن إيران تقوم بدعم عشرات الآلاف من الأسر العراقية ذات الدخل المحدود وتزودیهم بحزم اقتصادية بشكل يومي عن طریق لجنة خمیني للإغاثة، اللجنة التي يدين لها الكثير من العراقيين نتیجة الدعم المقدم لهم في أوقاتهم العصیبة.

الأمر لا یقتصر علی العراق، بل إن نظام الملالي ینفق أصول الشعب الإيراني في سوريا وبلدان أخرى، ویقوم بتفریغ جیوب الشعب الإيراني المحروم وتبدید أمواله علی دعم النظام السوري الإجرامي.

وقد اعترفت وكالة "جمهوري إسلامي" الرسمیة بهذه القضية في 25 أغسطس وكتبت:

«وأكد الجانبان خلال الاجتماع الذي عقد الاثنين في دمشق، علی حضور إيران في بناء وحدات سكنية للضمان الاجتماعي وإسكان الشباب السوري وخطط التنمية»

لکن التاريخ سیکتب يوماً ما عن تغییر هذا الوضع، يوم لن نسمع فیه عن أخبار القمع والتمييز في وطننا، يوم سيبني فيه الشعب الإيراني وطننا إيران من جدید يداً بيد، يوم لا تكون فيه سبل العيش مصدر قلق للناس بل حق مشروع متاح للشعب الإيراني بأکمله.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة