الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانایران: ردود فعل نظام الملالي الغارق في أزماته على آلية الضغط على...

ایران: ردود فعل نظام الملالي الغارق في أزماته على آلية الضغط على الزناد

0Shares

العقوبات المفروضة على نظام الملالي

قبل وبعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن استئناف العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على نظام الملالي أطلق قادة نظام ولاية الفقيه وعناصره ردود فعل مثيرة للسخرية، نلخصها جميعًا في: "الغضب واليأس والفزع وخيبة الأمل في نتيجة الانتخابات الأمريكية، وأخيراً التبجح والتهديد الوهمي التافه. ولا شك في أن كل ذلك يتم في سياق نوتة موسيقية من الخداع والدجل ويكون الصوت الناشز فيها هو تصريحات حسن روحاني.

التبجح والتهديد الوهمي التافه

إن التبجح والتهديد الوهمي التافه بتصدير الحرسي حسين سلامي، الذي يقوم بدور غوبلز النازي في الدعاية لنظام الملالي، ومهمته الرئيسية في قيادة قوات حرس نظام الملالي رفع شكو] آلامه بالعواء نحو القمر. والهدف من ذلك ينحصر في الاستهلاك المحلي ليس إلا. وبالنظر إلى أن هذه التبجحات والتهديدات تتم في مراحل زمنية معينة فقد تم الكشف عنها بشكل كامل، وهذا الأمر يدل على أنه عندما يكون نظام الملالي في موقف ضعيف، فإنه يلجأ إلى استخدام التهديدات الوهمية التافهة المتهورة والثرثرة المملة التي لا جدوى منها للتغطية علي هذا الوضع الحرج، والادعاء بأن الملالي يفعلون ما يشاؤون، إذ هدد القائد العام لقوات حرس نظام الملالي ترامب بنتف ريشه. وقس على هذا النوع من أنواع الهراء الذي يدعو إلى السخرية.

خداع روحاني والانتصار الزائف من الفشل

وبغية رفع الروح المعنوية لقوات نظام الملالي، يقول الجهاز الدبلوماسي وحسن روحاني أن أمريكا فشلت سياسيًا وقانونيًا ولم تتمكن من التوصل إلى توافق بالاجماع في مجلس الأمن. وفي اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في 20 سبتمبر 2020، أطلق حسن روحاني وابلًا من الشكر لأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على الرغم من وضوح رعبه من عواقب آلية الضغط على الزناد، مدعيًا أن نظام الملالي حقق انتصارًا وهميًا، حيث قال:

"أعرب عن شكري وتقديري لإندونيسيا، بصفتها الرئيس السابق لمجلس الأمن، والنيجر، بوصفها الرئيس الحالي لمجلس الأمن، على صمودهما في مواجهة الإجراءات الأمريكية غير القانونية. كما أشكر روسيا والصين بوصفهما دولتين صديقتين وقفتا بحزم في مواجهة اللاعقلانية الأمريكية سواء في المراحل السابقة أو في هذه المرحلة. كما يجب أن أشكر الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن والدول الأوروبية وغيرها من الدول وجميع الدول الـ 12 أو 13 التي دعّمت إيران ووقفت في وجه أمريكا". (صحيفة " مشرق نيوز "، 20 سبتمبر 2020).

الخوف من تحرك جيش الجياع

وعلى عكس تصريحات روحاني الخادعة الموجهة للاستهلاك المحلي، حذر الحرسي قاليباف نظام الملالي بأكمله في اجتماع مجلس شورى الملالي المنعقد في 20 سبتمبر 2020، معربًا عن غضبه وإصابته بخيبة الأمل جراء تفعيل آلية الضغط على الزناد؛ من تجاهل جوهر القضية بهذا التفاؤل والإهمال والتهور وعدم التفكير.

وأضاف : "يجب ألا نثلج صدورنا بهذه الهزائم القانونية والسياسية التي حلت بأمريكا، وألا ننسى أن عدونا الطاغي سيمضي قدمًا في تكثيف العقوبات بالتدريج ليضفي شكلًا جديدًا على نظام فرض العقوبات، في حالة الاستمرار في بعض حالات الإهمال والتقاعس".

ثم سلط الضوء بعد ذلك على أصل القضية، ألا وهو غضب جيش الجياع، وأشار إلى ضرورة عدم رهن هذه القضية بالعقوبات، قائلًا: " لا ينبغي لنا أن نربط مصير البلاد ومعيشة المواطنين بالغرب". (صحيفة "جوان"، 20 سبتمبر 2020).  

والحقيقة هي أن هذه التصريحات تظهر وجه عملة تبجحات وتهديدات الحرسي سلامي وتشير إلى الرعب الحقيقي الذي انتاب خامنئي وحراسه من الإحداثيات الجديدة لنظام الملالي. والجدير بالذكر أن رعب الملالي الحقيقي لا يكمن في المقام الأول في تكثيف العقوبات وإغلاق منافذ تنفسهم اقتصاديًا، بل يكمن في تحرك جيش الجياع وأبناء الوطن الذين ذاق نظام ولاية الفقيه جانبًا من جوانب انفجار غضبهم في انتفاضة نوفمبر 2019.

الإصابة بخيبة الأمل في نتيجة الانتخابات الأمريكية

حتى الآن، تستند الدعاية الحكومية على فرضية أنه بفوز بايدن في الانتخابات الأمريكية وعودته إلى الاتفاق النووي، سيتم تسوية كل شيء جيدًا وعن رضا وسيتم رفع العقوبات. بيد أنه بتفعيل آلية الضغط على الزناد الآن ؛ يقولون صراحةً أن الوضع سيكون أسوأ مما هو عليه الآن في حالة فوز بايدن.

الحرسي قاليباف:

"علينا أن نضع المواطنين في الأولوية وعلينا أن نستفيد من التجارب الجلية للأمة الإيرانية، ونعلم أن عداوة أمريكا لهذه الأمة متجذرة، وأنه لا فرق بين أن يكون ترامب رئيسًا للجمهورية أو بايدن، حيث أنه لن يحدث أي فرق في السياسة الأصلية الأمريكية المتمثلة في ضرب الأمة الإيرانية. لذا، يتعين علينا أن نركز على تعزيز الأمة الإيرانية ونعلن عن النصر الحقيقي عندما يكون اقتصادنا وشعبنا أقوياء ويشعر المواطنون بتغييرات ملموسة قد حدثت في حياتهم". (المصدر نفسه).

استكمال أجزاء اللغز

وعلى عكس افتراءات وعبثية حسن روحاني حول عزلة أمريكا وهزيمتها قانونيًا، قالت الصحف وخبراء زمرة خامنئي صراحةً أن رضوخ أوروبا السطحي للاتفاق النووي يشبه نوعا من استكمال أجزاء لغز لمحاصرة نظام الملالي محاصرةً كاملة. 

وفي غضون ذلك، هناك خطر لا ينبغي تجاهله، ألا وهو أن الخلاف بين أمريكا وأعضاء مجلس الأمن حول العقوبات المتعددة الأطراف لا يجب أن يصرف انتباهنا عن اللعبة الأمريكية – الأوروبية الرئيسية التي تُحاك ضد بلادنا. فهذه اللعبة المشتركة لا تعتمد على وجود ترامب أو بايدن في البيت الأبيض". (صحيفة "رسالت"، 20 سبتمبر 2020).

ويستكمل عماد آبشناس، أحد الخبراء في نظام الملالي، هذه الفرضية على النحو التالي:

" والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : هل هناك دولة في العالم لا تلتزم بالعقوبات الأمريكية؟ . ومن المؤكد أنه لا أمل في مجلس الأمن، لأن هذه الدول من الممكن أن تدعي ظاهريًا عدم التزامها بالسياسات الأمريكية، بيد أنها ملتزمة على أرض الواقع بتنفيذ السياسات الأمريكية المناهضة لإيران على أكمل وجه كما ينبغي". (صحيفة "سياست روز"، 20 سبتمبر 2020).

المعارضة الأوروبية الشكلية

وصفت صحيفة " كيهان شريعتمداري" في عددها الصادر في 20 سبتمبر 2020، تصريحات الدول الأوروبية ومواقفها وبياناتها ورسائلها بأنها شعارات وادعاءات متكررة تلعب دورًا دعائيًا شكليًا، وكتبت:

"إن معارضة أوروبا لتطبيق الآلية الأمريكية المتعلقة بالضغط على الزناد هي مجرد معارضة شكلية ليس إلا، نظرًا لأن الأعضاء الأوروبيين في الاتفاق النووي كانوا سباقين قبل أمريكا خلال الشهور الماضية في اتخاذ زمام المبادرة في تنفيذ آلية الضغط على الزناد".

وكتبت وسائل الإعلام الاحتكارية لخامنئي علانيةً أن هدف أوروبا هو وضع نظام الملالي في خانة اليَّك من خلال الحفاظ على قشرة الاتفاق النووي حتى يتم استكمال أجزاء لغز الإجراءات الأمريكية وتمديد حظر التسلح أيضًا.

والحقيقة هي أن أوروبا تسعى إلى إبقاء الحكومة الإيرانية متمسكة بالاتفاق النووي، وفي الوقت نفسه تمدد حظر التسلح المفروض على إيران؛ من خلال لعب دور في اللغز الأمريكي. ففي السنوات الأخيرة، تواطأت أوروبا مع أمريكا بحيث لا يمكّنا إيران من الحصول على أي امتيازات من وراء الاتفاق النووي. ومن المهام الرئيسية للتحالف الأوروبي الثلاثي في السنوات الأخيرة هو المماطلة في الاتفاق النووي وإبقاء إيران في هذا الاتفاق بوعود جوفاء لا طائل منها".

من الفائز ومن الخاسر في نهاية المطاف

هناك معيار هام للغاية يجب وضعه في الاعتبار في كل من الفرضيات والاحتمالات، ألا وهو أن المقاومة الإيرانية نجحت بادئ ذي بدء في أن تعلن للعالم أجمع بصوت عالٍ من خلال عقد مؤتمر "السياسة حيال إيران" الذي شارك فيه سياسيون وشخصيات بارزة من جانبي الأطلسي؛ أن الاستراتيجية الرئيسية هي الإطاحة بالفاشية الدينية برمتها تمامًا على أكمل وجه كما ينبغي. والجدير بالذكر أن هذه هي السياسة الحقيقية الوحيدة والمجربة في إيران. وبكل ما تحمل الكلمة من معنى، من المؤكد أن نظام الملالي هو الخاسر في نهاية المطاف وأن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية هم الفائزون بمشية الله، حيث أنهم جاهزون مقدمًا لكل الاحتمالات. وقد حان الوقت لمرحلة جني ثمار سنوات عديدة من الصمود والمقاومة الدموية من أجل حرية الشعب الإيراني المطحون تحت نير ديكتاتورية الملالي.

وما يحدد مصير التطورات ليس مناورات الملالي للخروج من الأزمة، بل هو تصميم وإصرار المقاومة الإيرانية ومعاقل الانتفاضة والشعب الثائر.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة