الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتانقطاع الماء .. ازمة اجتماعية تتقدم أزمة أمنية

انقطاع الماء .. ازمة اجتماعية تتقدم أزمة أمنية

0Shares

    أزمة المياه تحدي رئيسي آخر يواجهه نظام الملالي الذي يصارع الشعب خاصة سكان المحافظات الوسطى والجنوبية من البلاد.

وتعاني في الوقت الحاضر أكثر من 11 مدينة في محافظة خوزستان من نقص حاد في المياه وتفتقر 700 قرية إلى البنية التحتية للمياه من محطات وشبكة انابيب وغير ذلك، ويتم توفير المياه فيها عن طريق الصهاريج  التي لا تستطيع تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم.

فيما يتعلق بهذه الأزمة كان "عيسى كلانتري" رئيس منظمة حماية البيئة في حكومة روحاني قد قال : أنه وحتى عام 2041 لن يكون هناك أي أثر للزراعة في الأراضي المحيطة بجبال زاغروس وجنوب البرز حتى البحار الجنوبية والحدود الشرقية، وتقع الحياة الطبيعية في ايران ضحية لسياسات الدولة. "وكالة أنباء ايرنا 17 مايو 2021"

   أدى السحب غير المنتظم للمياه من قبل المؤسسات الحكومية وخاصة قوات الحرس، لتوفير المياه لمصانع وأراضي مؤسسات النهب التابعة لهم في مناطق عديدة من البلاد وخاصة في المحافظات الوسطى والجنوبية، إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية وجفافها من الأراضي الرطبة والأنهار.

ويقول خبراء البيئة بعد تقييم الحالة الحرجة للأراضي الرطبة والبحيرات مثل كاوخونی، بختكان، هامون، پریشان و ارومیه كنتيجة مباشرة لبناء سد في منطقة استجماع المياه الخاصة بهم.

    توقع مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لحكومة روحاني عام 2016 أن أزمة المياه هي الأزمة الثانية بعد الاضطراب الاقتصادي،

والآن وبعد خمس سنوات من هذا التوقع اجتاحت أزمة المياه المقاطعات الوسطى والجنوبية وسيستان وبلوشستان ملحقة أضرارا شديدة بسكانها، وخاصة المزارعين التي تعتبر الزراعة مصدر دخلهم وتتعطش أراضيهم للمياه.

والحقيقة أن أزمة المياه في البلاد كانت متوقعة منذ خمس سنوات ، وكانت هناك إمكانية لإيجاد طريقة لمنع هذه الأزمة، لكن حكومة نظام الملالي حكومة اللصوصية والسلب والنهب لم تبالي ولم تتخذ أي إجراء في بهذا الصدد، ليس ذلك فحسب بل ضغط على المزارعين المحرومين وخاصة في محافظتي خوزستان وأصفهان.

  منعت الحكومة المعادية للشعب المزارعين من زراعة محاصيل كالأرز وغيره بحجة أنها مستهلكة للمياه، في حين قامت بتحويل مياه أنهارهم إلى مشاريع صناعات المياه التابعة للحرس والحكومة.

تمر محافظة خوزستان اليوم بازمة حادة في المياه، وهي المحافظة التي تجري فيها انهار الكارون، وكرخة دز، بهمن‌شیر، وجراحي، وأنهار أخرى تغمرها بالمياه، لكنها اليوم وبسبب تدمير البيئة وخطف هذه المياه من منابعها بواسطة مؤسسات كالحرس، وكل أنهار خوزستان تلك التي تفيض بالمياه اليوم تفتقر الى الحد الأدنى من الماء.

     أدت هذه الوضعية الكارثية الى ابقاء الحيوانات عطشى، وقد كتبت صحيفة "ابتكار" الحكومية في هذا الصدد : تعرض جزء كبير من بيئة المحافظة للخطر بسبب التوتر المائي في خوزستان، ويعتبر موت الجواميس وفقدان آلاف الأنواع من الأسماك جزءا من الأضرار البيئية بسبب فقدان المياه في خوزستان، وتربية الجاموس هي المهنة والمصدر الرئيسي للدخل لأهالي الأهوار في خوزستان ، ونقص المياه من المشاكل التي يعاني منها الأهالي ومواشيهم، ووفقا لقول بعض سكان هذه المنطقة فقد نفق خلال الأيام القليلة الماضية العديد من هذه الجواميس بسبب نقص المياه، بينما هلك البعض الآخر بسبب الحر ونقص المياه." ابتكار 17 يوليو 2021"

أدى هذا الوضع المروع إلى انتفاضة وطنية واسعة لأهالي خوزستان احتجاجا على نقص المياه، وعلى الرغم من إجراءات النظام القمعية الا انها مستمرة لـ الليلة الثالثة على التوالي.

   على الرغم من نهوض الناس بسبب الجفاف لكنهم وبترديدهم شعارات الموت للديكتاتور والموت لخامنئي أظهروا ادراكهم أن الحل الوحيد هو رفض حكم ولاية الفقيه، حكومة تحرم الشعب في ظل ظروف كورونا المأساوية تحرم الناس من أمصال اللقاح، ومن الماء والكهرباء والخبز والمسكن لتمويل المشاريع النووية المعادية للوطن، والمشاريع الصاروخية والتحريضية التوسعية في المنطقة.

إن انتفاضة أهالي خوزستان، وكذلك الاحتجاجات اليومية لمختلف شرائح الشعب، والنقابات في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك عمال النفط  تشير إلى أن الظروف الموضوعية موائمة للتغيير، وأن حالة العصيان والتمرد بالمجتمع في وجه سلطة ولاية الفقيه القمعية الفاسدة قد تنفجر ولا تبقي أثرا لهذه السلطة.

ذات صلة:

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة