الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتانتفاضة العطشى، ورصاص قوات حرس نظام الملالي، والنظام الإيراني يقلب الحقائق

انتفاضة العطشى، ورصاص قوات حرس نظام الملالي، والنظام الإيراني يقلب الحقائق

0Shares

إن الطريقة المعروفة التي يتبناها نظام الملالي السفاح في مواجهة الاحتجاجات الشعبية لم يطرأ عليها أي تغيير. إذ أنه يقوم في بداية الأمر بالتستر على جوهر القضية، وعندما يتم تسريب الخبر للمجتمع عبر شبكات التواصل الاجتماعي يسعى هذا النظام الفاشي إلى البحث عن المصدر الذي نشر الخبر لكي يبادر باعتقاله. ثم إذا کانت القضیة أکثر من مجرد خبر وأدت إلى أزمة اجتماعیة، يبادر هذا النظام السفاح بإرسال قوات الشرطة ويتمادوا في الاعتقالات التعسفية وضرب المحتجين بالرصاص وإلقاء الغاز المسيل للدموع بدلًا من أن يقدم إجابة واضحة مقنعة على جوهر القضية. وفي الوقت نفسه، يقلب الحقائق ويدعي قلة عدد المتظاهرين وأنهم مدفوعين من الخارج ويطلق عليهم افتراءً اسم الأوغاد أو المخربين أو الانفصاليين. وأبشع دعاية يروج لها هذا النظام الفاشي هي تحميل المواطنين مسؤولية قتل المتظاهرين في الاحتجاجات والانتفاضات. والأنكى من ذلك أن هذا النظام الكذَّاب يدعي بوقاحته المعهودة أن بعض المتظاهرين كانوا يحملون السلاح وأطلقوا النار على أنفسهم.

 ولن تتوقف هذه الإفتراءات وقلب الحقائق إلا عندما تزداد الاحتجاجات الشعبية حدة وتصل إلى مستوى الانتفاضة الشعبية وتجعل الشوارع تنبض بالثورة.

وقد اكتشف شعبنا منذ زمن بعيد أن الحق لابد وأن يُسترد، ولن نسترده إلا من خلال التدفق في الشوارع.

والآن جاء دور محافظة خوزستان. محافظةٌ تعاني من شح المياه وانقطاع التيار الكهربائي صيفًا ومشكلة الصرف الصحي شتاءً، استنادًا إلى اعتراف صحيفة "جوان" الحكومية، على الرغم من أنه يجري فيها بعض الأنهار، من قبيل كرخه ودز وبهمن شير وجراحي وشاوور وزهره وسيمره وكركر وشطيط والعديد من الأنهار الأخرى الغنية بالمياه.

أين تتدفق أنهار هذه المحافظة الغنية بالمياه؟ ومن ذا الذي سرق مياهها؟ وكيف حوَّلوا نهر كرخة إلى نهرٍ يبوس؟ وماذا حدث حتى يجف الهور العظيم؟

 ومن حق الإيرانيين وأهالي محافظة خوزستان أن يوجِّهوا هذه الأسئلة وما شابهها لسلطة الملالي المخربة وأن يصروا على طرحها.

إن من حق الإيرانيين أن يسألوا فيما تم ويتم إنفاق ثروات هذا الوطن وموارده، ومن هم الذين حوَّلوا هذه الأرض الخضراء منذ القدم إلى أرض بائسة وعاجزة.

ماذا حدث لخوزستان حتى يصرخ أطفالها من العطش، وتصارع جواميسها في برک الصرف الصحی الجافة من أجل البقاء.

إلى متى يضطر النساء إلى حمل القوارير والدِلاء بعيون حزينة وخائفات ومحدقات في الطرق الترابية انتظارًا لوصول صهريج المياه الذي من المقرر أن يجلب لهم المياه كصدقة ولم يجلبها.

والجدير بالذكر أن رد سلطة الملالي على انتفاضة العطشى ليس سوى إطلاق النار والغاز المسيل للدموع على المحتجين. ولم يرتكب مصطفى نعيماوي، وقاسم خضيري، وعلي مزرعة أي ذنب حتى تطلق قوات حرس نظام الملالي النار على صدورهم سوى أنهم نزلوا في الشوارع للمطالبة بالمياه. والحقيقة هي أن السلطة الفاشية ارتكبت خطأً كبيرًا.

 والجدير بالذكر أنه استنادًا إلى اعتراف صحيفة حكومية، فإن أكثر من 700 قرية من قرى محافظة خوزستان التي يتجاوز عدد سكانها 4,700,000 نسمة يعيش 24,5 في المائة منهم في القرى؛ تعاني في الوقت الراهن من أزمة في المياه، وتعتبر غيزانية نموذجًا صارخًا على ذلك. وتؤكد كل الأحداث المشار إليها أعلاه على فرضية اندلاع حرب المياه المتوقعة في المستقبل، نظرًا لأن نقص الموارد المائية وجفاف البحيرات والأنهار أدى هذه الأيام إلى اندلاع احتجاجات شعبية والكثير من الانتقادات في مختلف المدن، حتى أن أولئك الذين يقطنون على بعد مئات الكيلومترات من الأراضي الرطبة في الهور العظيم منزعجون وقلقون من موت هذه الأراضي التي كانت تحظى بأهمية كبيرة فی یوم من الأیام". (صحيفة "آرمان"، 17 يوليو 2021).

 والحقيقة هي أن ما تسميه هذه الصحيفة بـ "حرب المياه" هو انتفاضة العطشى التي اندلعت في 15 يوليو 2021 ولا تزال مستمرة حتى الآن. وهذه هي الانتفاضة التي قام فيها المواطنون المطحونون بإغلاق الطرق بإشعال النيران وتحدي حكومة الملالي. وما يميز هذه الانتفاضة هو عدم خوف المواطنين من الإجراءات القمعية التي يتخذها الاستبداد الديني.

هذا وتضاف اليوم انتفاضة العطشى إلى انتفاضة حفاة الأقدام والجياع. فهل من شأن الرصاص أن يثني المواطنين الذين لم يعد لديهم ما يبكون عليه عن التدفق في الشوارع والمطالبة بحقوقهم؟

هذه هي النار التي سيجعلها قمعها أكثر اشتعالًا. ولا شك في أن خامنئي وإيجئي سيواجهان خيارات أكثر صعوبة في الأيام المقبلة. فخوزستان ليست المحافظة الأولى الملتهبة في إيران ولن تكون المحافظة الأخيرة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة