الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالنظام الإیراني.. معالجة الأمور بالقتل!

النظام الإیراني.. معالجة الأمور بالقتل!

0Shares

یوماً بعد یوم یتّضح بشكل متزايد أنّ المرکز الذي أطلق علیه نظام الملالي تسمیة "المرکز الوطني لمكافحة كورونا"، یعمل علی قلب الحقائق وتزویرها بغیة تمهيد وتسريع عملیة زجّ الحشود الجماهیریة إلى مذبحة كورونا.

خلال اجتماع ما یُسمّی بـ "المرکز الوطني لمکافحة کورونا" یوم الأحد 19 أبريل، تحدّث روحاني- بصفته رئیساً للمرکز- عن تنفيذ خطة النظام الإجرامية المسماة بـ "التباعد الذكي".

في هذا الصدد، أشار روحاني کعادته إلى بعض الإحصائيات الکاذبة والمختلقة لوزارة الصحة مدّعیاً أن تنفيذ خطة "التباعد الذكي" المزيّفة، قد أدّی إلی انخفاض وتیرة تفشّي فیروس کورونا في بعض محافظات البلاد واستقرارها في محافظات أخرى.

وزعم عدم ظهور موجة حادّة من الإصابات أو الحالات السریریة، لا بل أشار إلی انخفاض عدد الحالات السریریة الحرجة وتراجع حصیلة الوفيات لتبرير خطة استئناف الأنشطة الاقتصادیة!

تأتي مزاعم روحاني الکاذبة هذه، في الوقت الذي يقدّم فيه عناصر النظام بمن فیهم بعض أعضاء المرکز الوطني لمکافحة كورونا، صورة متناقضة تماماً لتلك التي یقدّمها روحاني.

علی سبیل المثال، أعلن "زالي"، رئيس لجنة مکافحة كورونا في طهران عن: «زیادة الحالات التي تحتاج إلی رعایة خاصة في غرف العنایة المرکزة بنسبة 7 في المائة مقارنة باليوم السابق».

هذا وأنّ تصريحات روحاني لا تتناقض مع تصریحات عناصر النظام الآخرون فحسب، بل إنها تتعارض فیما بینها أیضاً؛ فهو من ناحية يدّعي أنّ الأوضاع في البلاد آخذة بالتحسّن والاستقرار ویأمر برفع القیود عن الأنشطة التجاریة والاقتصادیة بما في ذلك أنشطة الأسواق والمولات مع ضرورة اتباع البروتوکولات الصحیة، لکنه في الوقت نفسه يوصي بالبقاء في المنازل! فأي تناقض یفوق هذا التناقض.

وقد اعترف هو نفسه بالتناقض الذي یربکه ویربك قادة النظام قائلاً: «نواجه تناقضاً. إذا نصحنا الناس بالتنقّل داخل المدن عن طريق مترو الأنفاق والحافلات، فهذا یسبب مشکلة صحیة. وإذا  طلبنا من الناس استخدام سياراتهم الخاصة، فإنّ ذلك سیحدث ازدحاماً في حركة المرور، وقد اخترنا هذه الطريقة الثانية».

ومن الواضح أنّ السبب وراء تفضيل الطريقة الثانية ونصح الناس باستخدام سياراتهم الشخصية، یعود في المقام الأول إلی زیادة بيع البنزين من أجل كسب أموال إضافیة من شأنها أن تساعد في انتشال اقتصاد البلاد من مستنقع الانهیار والإفلاس.

كل هذه التناقضات والأكاذيب الملفّقة والإحصائيات المزيفة والسخيفة التي تقدمها وزارة الصحة في النظام بشكل يومي، تدور في رحی تعزيز الاستراتيجية التي حدّدها خامنئي ویعمل روحاني علی تنفیذها بأکمل وجه، وهي استراتجیة "معالجة الأمور بالقتل والدمار".

بناءً علی هذه الاستراتیجیة الإجرامیة، وجب استئناف الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية ومواصلتها "بأي ثمن" کان. حتى لو كان الثمن هو حياة مئات الآلاف أو ملايين الإيرانيين كما يقول خبراء النظام أنفسهم.

 

السؤال هو كيف أصبح اقتصاد البلاد هاماً للغاية بالنسبة لنظام عمل علی تدمیر الاقتصاد الذي وصفه خمیني بأنه یعود إلی الحمیر؟!

الحقيقة أنّ الاقتصاد والإنتاج في نظام ولاية الفقيه الفاسد ليسا سوى نهب وحشي وممنهج للممتلکات الشعب وثرواته.

 

ثنائیة الحیاة والأمن

 

في خضم أزمة کورونا، تمزّق نظام الملالي بين خيارين وصفتهما بعض صحف النظام بـ «ثنائیة الخبز والحیاة»، بينما وصفتها أخری بوصف أکثر دقة وواقعیة هو «ثنائیة الحیاة والأمن»! الذي یشیر إلی ضرورة الاختیار بین الحفاظ علی حیاة الناس وأرواحهم أو الحفاظ علی النظام وأمنه علی حساب الخیار الأول.

وعلیه لم یتردّد الولي الفقيه للنظام في اختیار الخیار الثاني أي الحفاظ علی النظام. لأنه لم يرغب في دفع تکالیف الحجر الصحي للناس کما هو الحال في معظم بلدان العالم، في حین أنه یعتبر فیروس كورونا الحاصد للأرواح "نعمة إلهیة" و"فرصة" ثمینة تضمن بقاء نظامه، مثلما اعتبر خميني الحرب المعادية للوطن "نعمة إلهية".

وبالتالي وضع خامنئي یدیه علی أموال الناس ودفعهم إلی العمل أو بالأحری إلی مذبحة کورونا لإعادة تدویر عجلة الاقتصاد القائمة علی محور النهب والسرقة والاختلاس بدلاً من توفیر سبل معیشة الناس في ظروف الحجر الصحي والإنفاق من ثرواته المتکدسة في إقطاعیته الخاصة والتي تقدّر بـ 200 ملیار دولار.

في هذا السیاق، یقوم روحاني المحتال بنسج الأكاذيب والتناقضات الحادّة بغیة تهدئة الأوضاع المتأزّمة في البلاد وإظهارها علی أحسن ما یکون.

 

فشل النظام وعجزه في التستّر على الواقع

 

نظراً إلی الأبعاد الواسعة للکارثة والمسافة الشاسعة بين الواقع ومزاعم روحاني، لا يمكن للنظام التستر على الواقع الذي أخذ ينكشف شئیاً فشیئاً علی أیدي عناصر النظام ومسؤولیه، مما یفضح أکاذیب روحاني وحیله رغماً علی أنفه.

خاصة وأنّ أولئك المديرين والمسؤولین قلقون علی مستقبل النظام وعلى مستقبلهم في آن واحد، وهم يعلمون أنّ التضحیة بأرواح مئات الآلاف من المواطنین لا بل الملایین (وهو ما تنبّأ به عدد من الخبراء الحكوميين) لن تمرّ دون ردّ ناري من قبل الشعب الإیراني والمقاومة.

لقد بذل النظام قصاری جهده لمنع انتشار الحقائق المتعلّقة بتفشّي وباء کورونا. في هذا الصدد، قام بنشر قوات الحرس والباسيج في المستشفيات وحتى المقابر لمنع الناس من التقاط الصور ومقاطع الفيديو ونشرها في الفضاء الإلكتروني. حتى أنه شدّد الرقابة إلى درجة تمنع نشر الأخبار المتعلّقة بوفاة عناصره وعملائه.

لكن ما یزعج جهاز الرقابة في النظام ویرهقه، هو جهود المقاومة الإیرانیة الدؤوبة التي تقوم بنشر الأخبار والإحصائیات الحقیقیة لحصیلة الوفیات والإصابات بكورونا في إیران بشکل یومي، مما دفع المصادر الدولیة إلی اعتماد إحصائیاتها بدلاً من الاستشهاد بالإحصائیات المزیّفة والسخیفة للنظام والتي تثیر السخریة حتی في الأوساط الداخلیة.

فقد احتجّ أحد مسؤولي النظام قائلاً إنه بعدم الإعلان عن الإحصائيات الحقیقیة، یفقد الناس ثقتهم تماماً بالحکومة، وعلى العكس من ذلك، اکتسب مجاهدو خلق والمقاومة الإيرانية مکانة دولية وثقة اجتماعية.

في هذا الصدد، احتجّ "محسن هاشمي" نجل "رفسنجاني" ورئيس مجلس مدينة طهران قائلاً: «عدد إصابات ووفیات کورونا في البلاد أكثر بكثير من العدد المعلن عنه رسمياً».

نعم، خامنئي المجرم يحاول تحویل کورونا إلی "نعمة" و"فرصة" -كما صرّح بعظمة لسانه- تضمن الحفاظ علی النظام مقابل خسائر بشریة مروّعة.

لكن المقاومة الإیرانیة التي عقدت العزم علی تطهیر الوطن والتاریخ الإیراني من فیروس "کورنا ولایة الفقیه"، تقف للحیلولة دون تنفیذ هذه الخطة الشريرة والشیطانیة، وهي تؤمن إیماناً تاماً بأنّ محاربة فیروس کورونا یتطلّب محاربة کورونا ولایة الفقیه واجتثاثه من تربة الوطن إلی الأبد.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة