الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتالعراق .. الجبهة الموحدة والنضال الموحد والمشترك

العراق .. الجبهة الموحدة والنضال الموحد والمشترك

0Shares

ما زالت انتفاضة الشعب العراقي البطل تمضي قدمًا في شهرها الرابع متوخيةً الحذر من التضليل، على الرغم من محاولات ومؤامرات عناصر خامنئي الخبيثة في هذا البلد. 

ومما لاشك فيه أن الترحيب المتزايد من جانب مختلف طبقات الشعب العراقي  بهذه الانتفاضة من أبرز معالمها ومرهون بالسياسة والرؤية الصحيحة لهذه الحركة.  وهذه هي الحلقة المفقودة التي وضعت الانتفاضات السابقة في العراق في مأزق. 

 

والجدير بالذكر أن مظاهرات الحركة الشعبية العراقية، تصاعدت ووصلت إلى ذروة جديدة في يوم الأحد الموافق 19 يناير 2020.  

 

 العاصفة الجيوسياسية ويقظة الثوار العراقيين

 

هذا وقد حددت لجان تنسيق المظاهرات مهلة مدتها أسبوعًا واحدًا وأعلنت أنها سوف تصاعد من احتجاجاتها ما لم يتم تحقيق مطالبهم.

وفي 18 يناير 2020، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن " المتظاهرين العراقيين تدفقوا بأعداد ضخمة إلى الساحات في 10 محافظات، من بينها  بغداد وذي قار وكربلاء والنجف، وغيرها من المدن، وأعلنوا أن المظاهرات ستتصاعد هذا الأسبوع لذروتها. 

 

كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في 19 يناير 2020 أن "الشباب العراقي الغاضب من بطء وتيرة الإصلاح سوف يصعدون من احتجاجاتهم يوم الأحد ويغلقون الشوارع بإحراق الإطارات، وهددوا بالمزيد من التوترات ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم". 

وأضافت الوكالة سابقة الذكر مؤكدة على أن الانتفاضة تشمل معظم المناطق ذات الأغلبية الشيعية، قائلةً: "إن الاحتجاجات قد تضاءلت في الأسابيع الأخيرة بسبب التوترات المتزايدة بين إيران وأمريكا. إلا أن المتظاهرين يخشون من أن يُحاصر العراق في معمعة العاصفة الجيوسياسية، ولذلك منحوا الحكومة يوم الاثنين الماضي مهلة مدتها أسبوعًا واحدًا لإحراز تقدم في التزاماتها الإصلاحية".

 

 

 السياسة المبدئية لضمان استمرار الثورة

وكما ذكر أعلاه، فإن استمرار الانتفاضة في العراق وانتشارها، يؤكد سياستها المبدئية في استهداف نظام الملالي. وتصبح أهمية هذه السياسة أكثر وضوحًا عندما نتذكر أن تصدير الإرهاب هو أحد المكونين الحياتيين لنظام الملالي اللذين دائمًا ما يعتمد عليهما  في الحفاظ على سيادته، ومن هذا المنطلق، فإن العراق له أهمية خاصة بالنسبة للملالي.  فيما أن تدخلات نظام الملالي الممتدة في أدق الشؤون العراقية جديرة بالاهتمام من هذا الجانب. وبناءً عليه، فإن الثوار العراقيين أدركوا جيدًا أنه يجب عليهم توجيه رأس سهم هجومهم نحو نظام الملالي الذي احتل بلادهم لمدة ما يقرب من عقدين من الزمن. وهذا هو المبدأ التوجيهي الذي وحّد حوله مختلف طبقات الشعب العراقي؛ من السنة والشيعة وغير المسلمين حتى القوميات الكردية والعربية والتركمانية بحيث أنهم رأوا أن الحل يكمن في التركيز على العدو الرئيسي. هذا هو المبدأ التوجيهي الذي قرب الشعبين الإيراني والعراقي من بعضهما البعض بشكل غير مسبوق قضاءً وقدرًا.  

 

 

 والنقطة الأخرى الجديرة بالاهتمام هي الجهود التي يبذلها عملاء نظام الملالي لإحباط هذه الانتفاضة. ومنها على سبيل المثال، دعوة مقتدى الصدر، حسبما ورد في تقرير موقع "إيلاف" في لندن بتاريخ 17 يناير 2020، للثوار العراقيين في تغريدته على تويتر من قم، للمشاركة في مظاهرة مليونية ضد التواجد الأمريكي في العراق، معبرًا عن تعاطفه معهم برياء. 

ومن الواضح كالشمس أن مقتدى الصدر لا هدف له سوى تقديم العراق لخامنئي على طبق من ذهب أسوة بما فعل الأمريكان سابقًا، لكن عندما أدرك أن لكمة الثوار الموجهة إليه قوية للغاية، يحاول بالخداع أن يتظاهر بأنه مع الثوار لكي يضلل الثورة وينحرف بمسارها في الاتجاه الخطأ بغية إحباطها. 

 وردًا على هذا الاقتراح الخادع من جانب مقتدى الصدر، أصدر الثوار العراقيون أيضًا بيانًا وصفوا فيه مظاهرته المليونية بتهكم على حيلته التافهة بأنها مظاهرة شعارها " مقتدى الصدر لا يمثل العراق بل يمثل نظام الملالي".  

وكما ركز الشعب الإيراني على هدفه الرئيسي جيدًا، أي المجرم المحترف خامنئي، في انتفاضتي نوفمبر 2019 ويناير 2020، أظهر العراقيون أيضًا وعيهم وعزمهم الراسخ على تحرير أراضيهم من مخالب نظام الملالي بنشر البيان المشار إليه أعلاه.  

 

 الأمر يتعلق بالقيود التي يجب أن ينفرط عقدها

 

هذا هو أول مبدأ يركز عليه قائد الثورة الإيرانية، مسعود رجوي ، لعقود عديدة ونرى الآن ثماره في انتفاضتي الشعبين المضطهدين الإيراني والعراقي. ووصف قائد المقاومة نظام الملالي، في رسالته بالعدو المشترك للشعبين الإيراني والعراقي مشيدًا بالثوريين العراقيين الذين استولوا على أوكار خامنئي للتجسس، في العراق وشاكرًا إياهم على ما قدموه من أعمال بطولية. وأكد على ضرورة تشكيل جبهة موحدة وعلى النضال الموحد المشترك من إيران حتى العراق و اليمن و سوريا و لبنان ، وأضاف قائلًا:

" إن الثورة في العراق ولبنان وإيران هي ثورة حتى النصر. وقد عقدت شعوب هذه المنطقة من العالم العزم على الإطاحة بالاستبداد الديني  وعملائه ومرتزقته. والأمر يتعلق بالقيود التي يجب أن ينفرط عقدها، وبقبول التاريخ والمصير للإرادة المنتصرة لشعوبنا". 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة