الثلاثاء, أبريل 30, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممؤتمر "ذكرى انتفاضة نوفمبر العظیمة"؛ الأهداف والرسائل

مؤتمر “ذكرى انتفاضة نوفمبر العظیمة”؛ الأهداف والرسائل

0Shares

في ذکری انتفاضة نوفمبر 2019، عقد مؤتمر موسع أونلاین بعنوان "ذكرى انتفاضة نوفمبر العظیمة في أشرف 3 إحياء لذكرى الشهداء"، يوم الثلاثاء 10 نوفمبر/ تشرین الثاني، بمشاركة 300 من ممثلي الجمعیات الإيرانية في 2400 نقطة حول العالم وبحضور السیدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإیرانیة.

 

المكانة الرفيعة لانتفاضة نوفمبر

انتفاضة نوفمبر النارية لها مكانة فريدة في تاريخ نضال الشعب الإيراني ضد الاستبداد الدیني القروسطائي. لأنها غيرت كل المعادلات الخاصة بإيران، سواء من جانب النظام أو من جانب الشعب والمقاومة بشكل كامل وجذري. اللافت في هذه الانتفاضة هو الآتي:

1. اتضح للعالم أجمع أن هذا النظام لا أساس له في المجتمع الإيراني وأن جميع الإيرانيين يريدون الإطاحة بهذا النظام حتى اخر نفس. قبل انتفاضة نوفمبر، كان المساومون والمداهنون هنا وهناك يهمسون بأن النظام لا يزال لديه قاعدة ومکانة بين الشرائح الفقیرة والمحرومة من المجتمع، لكن انتفاضة نوفمبر 2019، والتي اندلعت بشكل خاص في الضواحي الفقيرة والمدن الصغيرة المحرومة، وضعت حداً لهذا الهراء ودفنته إلى الأبد، وشاهد العالم أن الملالي الحاكمين هم مجرد أقلية ضئیلة محاطة بنیران غضب المجتمع الإيراني.

 

2. لا يحكم هذا النظام بالخداع الديني وبالشعارات المخادعة المناهضة للاستکبار، بل بالقمع والقتل أساساً. لو لم يفتح النظام النار على الناس ویقتلهم بمنتهی القسوة والوحشية وبمشارکة کافة قواته الأمنية والقمعية، لاقتلعه فیضان الانتفاضة الهائج بلا شك- الفيضان العنيف الذي دمر الآلاف من مراكز القمع والنهب التابعة للنظام في غضون يومين أو ثلاثة أيام فقط- ولاجتاحت نيران الانتفاضة التي عمت بشكل متزامن وبسرعة فائقة أكثر من 200 مدينة في 29 محافظة، أرکان النظام برمته ولم تترك له أثراً.

 

3. لم تكن انتفاضة نوفمبر انتفاضة عشوائیة، بل كانت مثالاً حقيقياً لانتفاضة ومعرکة من أجل إسقاط النظام، وأنموذجاً لانتفاضة يشکل الشباب الواعون والمحرومون عناصرها النضالیة. لم تکن انتفاضة نوفمبر 2019 نيزكاً عابراً، بل هي مظهر من مظاهر العزم الناري الذي یستمر حتى الإطاحة بنظام ولاية الفقيه. والدليل على هذا الادعاء یتمثل في خاصية الوعي والانضباط التي تمتاز بها الانتفاضة والمنتفضون، بحیث أن في أثناء الانتفاضة تعرضت جمیع المراکز الحکومیة والعسکریة والنظامیة للهجوم والتدمیر من قبل المواطنین، دون أن تتضر ممتلکات المواطنین ومنازلهم ومحلاتهم وسیاراتهم، وما حصل من هذا القبیل کان حصیلة اعتداء عناصر النظام الذین أتلفوا ممتلکات الشعب وزهقوا أرواح أبناء الوطن.

 

4. تم اختبار وإثبات صحة وأصالة إستراتيجية معاقل الانتفاضة في ساحة العمل خلال انتفاضة نوفمبر. بلورت هذه الانتفاضة المصيرية، الحالة الثورية للمجتمع الإیراني. عبر هذه الانتفاضة العظیمة في معظم المدن الکبیرة والصغیرة، خاض الفقراء أعمق نضال للإطاحة بالنظام. عملياً، أظهر الشباب الثوار أن رد الصاع بالصاعین هو الرد الصحيح والوحيد على نظام أظهر خلال 42 عاماً من حكمه أنه العدو الأسوأ والأشرس لإيران والإيرانيين.

 

5. لم يستطع ولن یستطیع النظام قمع انتفاضة نوفمبر والقضاء علی ارتداداتها وتبعاتها. الدلیل علی صحة هذا الادعاء نجده في الاعترافات المتكررة لمسؤولي وقيادات النظام، الذين يشيرون إلى الانتفاضة على أنها نار تحت الرماد ويحذرون بعضهم البعض باستمرار من تأجج ألسنة لهیبها. ولكن الأهم من ذلك هو استمرار الانتفاضات والاحتجاجات في المجتمع کله طوال العام الماضي والوضع المتزلزل والهش للغاية للنظام والظروف المتفجرة للغاية التي یعیشها المجتمع الإيراني في الوقت الراهن، لدرجة أنه طیلة العام الماضي لم يذق النظام والولي الفقیه المجرم طعم الراحة.

 

6. رأينا استمرار انتفاضة نوفمبر وتجددها بعد مرور شهرين فقط عن طریق انتفاضة يناير 2019، الانتفاضة التي أظهرت للجميع أصالة البديل الديمقراطي بشعار "الموت للظالم- سواء کان الشاه أو خامنئي"، والحدود الفاصلة بشعار "لا الشاه ولا المعممين"، والتوجه الثوري للمجتمع الإيراني الثائر لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية.

 

7. یکمن المثال الآخر على استمرار انتفاضة نوفمبر 2019 بوضوح في هذا المؤتمر الذي عقد بمناسبة ذكرى الانتفاضة بمشارکة 300 جالیة ومجتمع إيراني، وفي عشرات الشباب الذين تحدثوا نيابة عن جمعياتهم في هذا المؤتمر الضخم، وأقسموا جمیعاً بإيمان راسخ على مواصلة طریق ثوار وشهداء انتفاضة نوفمبر حتى تحقيق مثلهم، مثل الحرية والديمقراطية والازدهار والتقدم لإيران.

 

8. لم یتمکن الملالي وحرسهم من العثور علی مخرج من مأزق السقوط، على الرغم من المذبحة الوحشیة التي ارتکبوها بحق المنتفضین وعملیات التعذیب الهمجية واللاإنسانية لمعتقلي الانتفاضة.

 

9. أكد كل من الشخصيات السياسية البارزة من أوروبا والولايات المتحدة والمشرعين الأوروبيين الذين تحدثوا في المؤتمر، علی جانب أو عدة جوانب من الحقائق المذكورة أعلاه. وقد طالب هؤلاء المتحدثون بالتقاضي لـ 1500 شهيد سقطوا في انتفاضة نوفمبر، ودعوا إلى إنهاء سياسة الاسترضاء، وتقديم مرتكبي هذه الجريمة الكبرى للعدالة. المجرمون الذين هم حالیاً في أعلى مناصب النظام، ولكن لا شك في أنهم سيقدمون عاجلاً أم آجلاً إلى العدالة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة