الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيراناخرجوا من سوريا

اخرجوا من سوريا

0Shares


بقلم:فلاح هادي الجنابي


عندما کانت الدول الاستعمارية تغزو و تستعمر البلدان، فإنها کانت تفکر في تحسين أووضاع شعبها و جعلها تحيش في درجة واضحة من الرفاهية، أما في ظل النظام الديني المتطرف القائم في إيران فالوضع و الصورة مختلفة تماما، إذ إن هذا النظام يقوم بالتدخلات في بلدان المنطقة علی حساب المعيشة العادية للشعب الايراني، ولذلک کان من الطبيعي أن يکون هناک رفض شعبي إيراني واسع لهذه التدخلات و المطالبة بإنهائها.
عندما يهتف محتجون إيرانيون بشعار “اخرجوا من سوريا واهتموا بأوضاعنا”، خلال مظاهرة يوم الاربعاء الماضي ، لمزارعي محافظة أصفهان الذين خرجوا لليوم الرابع احتجاجا علی انقطاع المياه الزراعية وتدمير محاصيلهم. فإنهم يعبرون عن الواقع المأساوي الذي خلفته تدخلات نظام الملالي في بلدان المنطقة و تأثيراتها السلبية علی الشعب الايراني بالدرجة الاولی، وهذا الشعار تم ترديده أيضا بالاضافة الی إصفهان في مدن وبلدات مجاورة أخری، علی وقع استمرار الاحتجاجات المناهضة للسلطات، حيث ندد المحتجون بتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمات وانتشار الفساد، في ظل اهتمام النظام بإنفاق المليارات علی حروبه الإقليمية والميليشيات الطائفية في المنطقة.
هذه التدخلات الحمقاء و المجنونة التي يقوم بها النظام الاستبدادي للملالي في طهران، إنما هو من أجل تنفيذ مشروعهم البائس بإقامة إمبراطورية دينية علی عساب شعوب و بلدان المنطقة، وهو المشروع الذي صار مکشوفا و مرفوضا في نفس الوقت خصوصا وقد صار واضحا من إنه يسعی لإشاعة بذور الفرقة و الاختلافات و الانقسامات و الفتنة الطائفية في تلک البلدان من أجل ضمان تنفيد مشروعه بسلام و أمان.
الشعب الايراني الذي هتف خلال إنتفاضتين کبيرتين ضد تدخلات نظام الملالي و دعا لإنهائها، کانت المقاومة الايرانية قد حذرت منذ البداية من خطورة هذه التدخلات ومن إنها تؤسس لأوضاع بالغة السلبية تتضرر فيها شعوب المنطقة کلها بصورة عامة و الشعب الايراني بصورة خاصة، ودعت المقاومة الايرانية ولازالت تدعو شعوب المنطقة و الشعب الايراني نفسه الی الوقوف بوجه هذا المخطط و إيقاف التدخلات السافرة في بلدان المنطقة و التي ألحقت الضرر الکثير بجميع الاطراف.
قيام جماهير من الشعب الايراني بترديد شعار يرکز علی تدخلات نظام الملالي في سوريا، يأتي في وقت أوصلت التدخلات السافرة لهذا النظام الاوضاع في سوريا الی حافة حرب مخيفة، وبإعتقادنا فإن رأس الافعی الحقيقية في طهران و ليس في دمشق، وإن تم سحق رأس هذه الافعی فإن ديکتاتور دمشق سينتهي أمره تلقائيا.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة