السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالکل يتکلم ولاأحد يصغي

الکل يتکلم ولاأحد يصغي

0Shares

 
بقلم :  يلدز محمد البياتي

 


صحيح جدا الرأي القائل بأن الاوضاع التي أوجدتها إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، أوضاع فريدة من نوعها ولايمکنها العودة للوراء أي الی أوضاع ماقبل الانتفاضة، وأهم مميزات هذه الانتفاضة إستمرارية الاحتجاجات و إستمرارية تحدي النظام و الجهر برفضه، لکن هناک ميزة أخری أوجدتها الانتفاضة وهي إن کل قادة النظام يتکلمون في وقت واحد ولاأحد يصغي أو يقتنع و يؤمن و يأخذ برأي الآخر، وهو مايعني الفوضی و التخبط بأوضح حالاته.
کافة قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يوجهون سهام النقد لبعضهم و الکل يفکر في مخرج للأزمة کما يتناسب مع وضعه و حالته، والازمة العامة التي باتت تخنق النظام و تکتم علی أنفاسه تحتاج الی حل عام جذري مختلف تمام الاختلاف عن کل طرق الحل المقترحة و التي ليست حلول وانما بمثابة أمصال و جرعات مهدئة لإخماد جذوة الاحتجاجات و روح الانتفاضة.
أربعة عقود مرت علی هدا النظام وقد صار واضحا و ثابتا عدم تمکنه من تسيير الامور و الاوضاع بما يلبي إحتياجات الشعب الايراني، وقد صار الشعب الايراني علی قناعة کاملة بإستحالة أن ينجح هذا النظام في إيجاد حلول مناسبة للمشاکل و الازمات المستعصية التي تحيط به من کل جانب، وإن سياسة الهروب للأمام لم تعد تجدي هي الاخری نفعا في ظل تصاعد الاحتجاجات و إحتمال إندلاع الانتفاضة مجدد بصورة أقوی بکثير من السابق، وإن تفکير الشعب کله منصب علی التغيير السياسي الجذري في طهران فهو الحل الوحيد و الامثل لکافة الاوضاع الوخيمة التي تعاني منها البلاد.
التغيير الجذري في إيران، لايمکن أن يتم أبدا من داخل النظام نفسه، ذلک إن هذا النظام کما نعلم يرفض التغيير بکافة أنواعه و يصر علی بقاء نهجه و أفکاره، ذلک إن نظام ولاية الفقيه، نظام لايتقبل أي تغيير لايتفق مع مبادئه التي صارت کقوانين مقدسة لايمکن العبث بها، وهنا يکمن أساس المشکلة، وهو الامر الذي شخصته منظمة مجاهدي خلق منذ البداية و علمت بأن أي حديث أو کلام عن الاصلاح و الاعتدال و التغيير في ظل هذا النظام إنما هو مجرد جدل بيزنطي لانفع من ورائه أبدا، ولذلک فقد رفعت شعار إسقاط النظام و دعت إليه کحل وحيد للأوضاح السلبية کلها في إيران.
تشديد و تأکيد التحرکات الاحتجاجاية علی شعارات تمس أيديولوجية و نهج النظام، يثبت حقيقة أن الشعب قد تيقن هو الآخر بأن ماتدعو إليه منظمة مجاهدي خلق دونما توقف، إنما هو الصواب لکونه السبيل الوحيد لضمان حل جذري للأزمة العميقة التي تعصف بإيران کلها، وإن تغيير النظام من خلال إسقاطه کان ولايزال و سيبقی هو الحل لکافة مشاکل و أزمات إيران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة