الثلاثاء, مايو 14, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإحتفالات نهاية العام الإيراني التقليدية ستؤدي الی احتدام إستعارلهيب الانتفاضة ضد النظام

إحتفالات نهاية العام الإيراني التقليدية ستؤدي الی احتدام إستعارلهيب الانتفاضة ضد النظام

0Shares

عباس داوری


نار إنتفاضة الشعب الإيراني ، التي اندلع لهيبها منذ 28 ديسمبر/ کانون الأول 2108 وسط شعارات الموت لخامنئي وروحاني  مستهدفة النظام برمته ، أدهشت النظام بسرعة فائقة ، وقد شمل غضب الشعب عصابات النظام المختلفة.
النظام بأکمله هو من ذاک النوع الذي يصرح فيه أحد إصلاحييه المزعومين: “إن الطبقات الاجتماعية ، التي تعتبر القوة الرئيسية في هذه الاحتجاجات ، تختلف عن تلک التي شارکت في احتجاجات عام 2009 ، بما في ذلک الاختلاف في الشعارات المرددة.
کلما استمرت هذه الاحتجاجات ، کلما اتسعت الفجوة بين الإصلاحيين والاحتجاجات الأخيرة أکثر فأکثر … فقد أطلق رئيس حکومة الإصلاحات [محمد خاتمي] طلقة الرحمة علی الاضطرابات “. (صادق زيبا کلام – وکالة تسنيم للأنباء نقلاً عن جريدة أرمان في 6 يناير / کانون الثاني 2018)
في الحقيقة ، أن نار غضب انتفاضة الشعب متجذرة في أربعة عقود من السرقة والنهب الفلکي للثروة الوطنية ورأس المال العام ، بما في ذلک استغلال حصيلة عمل العمال والکادحين في إيران من قبل العصابات المختلفة للنظام. وکتبت وکالة أسوشيتد برس: “تخسر البنوک مليارات الدولارات من الديون المعدومة … معظم الاقتصاد واقع تحت سيطرة أجهزة الأمن الإيرانية”. (وکالةأسوشيتد برس للأنباء 10 مارس/ آذار 2018)
لکن الوضع الأکثر إيلاما بکثير هو ما کتبته وکالة أسوشيتد برس بأنه “بحلول بداية هذا العام ، بلغت ديون الحکومة 700 تريليون دولار [بالتأکيد اصبحت أکثر الآن]”. لقد کنا مدينين سلفا بنحو 700 مليار دولار ما يعادل عائدات النفط لمدة عشرسنوات .”(شبکة النظام الأولي 20فبراير / شباط 2018)  وعلی الرغم من هذه الديون الحکومية الثقيلة للغاية للبنوک ، ألا ان هذه الحکومة تنفق حوالي 100 تريليون تومان شهرياً علی قادة النظام الذين لم تشبع بطونهم و کذلک علی القوی القمعية.
لقد خلق الفساد المالي والمرابات المستشريين بين بيادق النظام طبقة أرستقراطية تقتات علی عظام الناس  الرازحين تحت خط الفقر. تکتب إحدی صحف النظام: ” اصبح الإنقسام الطبقي وفجوة الدخل علی متسوی اقتصاد البلاد أکثر توسعا وتترکز الثروة في أيدي القلة”.
يمکننا أن نری ذلک بسهولة في نمط الحياة التي يعيشها عناصر النظام ماحولنا . في شوارع المدينة نری آلات تکلف مليارات دولار ، ونری منازل سکنية سعر المتر المربع الواحد من الأرض فيها يساوي مجموع الرواتب المدفوعة للعامل العادي لعدة أشهر. (صحيفة جهان صنعت، 4فبراير / شباط 2018)
الامر الأکثر أهمية هو أن الناس بعد إنتفاضة ديسمبر الماضي لن تسوقهم خدع خامنئي و روحاني إطلاقا ، لأن نار غضب الشعب وکراهيتهم لهذا النظام  کانت عميقة جدا ولا تزال تتعمق اکثر من أي وقت مضی.
ولهذا السبب ، فإن اي مظاهرة شهدتها مختلف مدن إيران في شهري ديسمبر ويناير تحمل لون و طابع الإنتفاضة . اجبرت عناصر النظام علی الإعتراف بأن ” الاحتجاجات مثل موجة البحر تتراجع إلی الوراء ومن ثم تعود بشکل مکثف”. (سعيد حجاريان – جريدة اعتماد ، 24 يناير/ کانون الثاني 2018)
الاحتجاجات والمظاهرات التي مست مختلف الشرائح والطبقات الإيرانية تأخذ بعدًا أوسع اليوم تلو الآخر. المودعون في المؤسسات المالية الذين سرقت اموالهم من قبل المؤسسات نفسها ، مثل کاسبين التي تعود الي الحرس الثوري ، يقيمون يوميا مظاهرات احتجاجية في مدن مختلفة ضد تلک المؤسسات.
في 10 مارس اجتمع المنهوبة اموالهم  أمام مجلس شوري الملالي مرددين شعارات “الموت لـ ”روحاني” والموت لـ ”لاريجاني” “. کما انطلقت مظاهرة ضد النظام من قبل المزارعين في ورزنه  شرقي اصفهان في 9 و10 مارس ، مع شعار  روحاني الکاذب أين ذهب نهر زاينده ؟
وقد واجه الشعب ،القوات القمعية  بالأحجار والعصي وقد وصلت المظاهرات 11 مارس إلی أصفهان. الآلاف من العمال يطالبون يوميا في مدن مختلفة ليلة العيد بدفع راتبهم المتأخرة منذ عدة أشهر ، الا انهم لا يتلقون أي إجابة من أحد …

في مثل هذه الحالة ، عندما اندلع الغضب من العقود الأربعة الماضية في انتفاضة الشعب ، والآن بشکل أکثر کثافة ، کالبرکان الثائر ، سيتناثر لهيبه  في فرصة  الإحتفال بمهرجان جهارشنبه سوري ، وهکذا سيستعر لهيب الإنتفاضة بشکل اقوي ضد النظام.
ما يميز هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية هو وجود معاقل للعصيان في جميع أنحاء إيران ، بالإضافة إلی استعار لهيب الانتفاضة. تدرک معاقل العصيان جيداً آثار تلاقي الإنتفاضة بمهرجان جهارشنبه سوري ما يؤدي الی انجلاء الظلام وحرق الخراب.
 وهم يعتمدون علی تلک اللحظة لإشعال اللحية واجتثاث النظام.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة