الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممقتل محسن فخري زاده وهلع الملالي

مقتل محسن فخري زاده وهلع الملالي

0Shares

شهد يوم الجمعة 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 اغتيال فخري زاده الرجل رقم واحد في المجال النووي وتصنيع القنبلة في نظام الملالي.

ويعد مقتل فخري زاده "صدمة هامة تعرض لها نظام (الملالي)" (صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي – 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020).

وكان الحرسي فخري زاده "صاحب مكانة رفيعة في وزارة الدفاع ومن العناصر العسكرية الهامة للنظام حيث يعتبر اغتياله في حد اغتيال قاسم سليماني" (صحيفة ستاره صبح الحكومية – 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020).

وبعد مقتل الحرسي فخري زاده الذي كانت المقاومة الإيرانية قد كشفت عنه قبل 14عامًا أذعن الملالي بأن ذلك يعتبر ضربة ثقيلة تعرض لها النظام: "تربية هكذا شخصية تحتاج إلى 50عامًا واكتناز رأسمال كهذا له طابع إستراتيجي" (صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي – 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020) و"كان لدى فخري زاده مكانة خاصة في النظام" (الملا موسوي تبريزي – المدعي العام المجرم لخميني – 29 تشرين الثاني/ نوفمبر).

وهكذا إذعانات واعترافات بهذه الضربة القاضية ليست على سبيل الصدفة وبلا سبب، لأن الملالي كانوا يحافظون على "اقتدار وأمن النظام" من خلال إستراتيجيتين وهما:

الأولى: البرنامج النووي وتصنيع القنابل بقيادة الحرسي فخري زاده

الثانية: التدخل الواسع في المنطقة (بحسب خامنئي "العمق الإستراتيجي للنظام") تحت قيادة الحرسي قاسم سليماني

والآن وخلال أقل من عام، قتل قادة كلتا الإستراتيجيتين الرئيسيتين لنظام الملالي حيث تعرض "اقتدار النظام" لضربة فادحة.

وفي مثل هذه الظروف كان من المتوقع أن نظام الملالي وفي رد فعل واحد ومشترك يحاول التقليل من شدة الضربة ولكن نلاحظ خلال الـ48 ساعة الماضية ظروفًا مختلفة تمامًا.

وغداة مقتل الحرسي فخري زاده سرعان ما حذر الملا روحاني أن "الأمة الإيرانية أكثر وعيًا وحكمة من أن تقع في فخ الصهيونية. إنهم يفكرون في إثارة الفوضى والشغب.ليعلموا أن مآربهم مكشوفة لدينا ولن ينجحوا في نيل أهداف شريرة يتابعون تحقيقها" (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020).

كما وإذ أيدت وسائل الإعلام التابعة لزمرة روحاني ما قاله وهو عبارة عن "فخ التوتر" وضعه "الاستكبار" للنظام كتبت (صحيفة آرمان – 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020) وأكدت أنه لا بد من عدم ارتكاب خطأ لكي لا نقع في هذا "الفخ" مذكرة تغيير الإدارة الأمريكية بالتأكيد على أنه يجب أن لا نفعل شيئًا يضاع جراءه فرصة التفاوض والعودة المحتملة لأمريكا إلى الاتفاق النووي!

وفي المقابل هاجمت وسائل الإعلام التابعة لخامنئي والمهمومين، وعلى سبيل المثال ولا الحصر كتبت صحيفة كيهان التابعة لخامنئي تقول: "يرسل الإصلاحيون في صحفهم ومن خلال عناوين كـ"فخ التوتر" رسالة للإرهابيين أن يكثفوا قصارى جهدهم من أجل التخطيط لتواصل عمليات الاغتيال بحق العلماء (في النظام)، لأن الإصلاحيين داخل البلاد يعملون الآن على عدم الرد على الإجراءات الإرهابية!" و"مبلغي الاتفاق النووي فرضوا الأمس الأضرار التامة الناجمة عن الاتفاق النووي، وهم يتلاعبون اليوم وبالتظاهر بإزالة التوتر – اقرءوا الذل والحقارة – بأمن (النظام).

ولا بد من أن نعرف أنه وبتمهيد الطريق هذا لاغتيال أشخاص نظير الحاج قاسم سليماني أو فخري زاده، هل تحولت بعض وسائل الإعلام الداخلية إلى منصة لأعداء الأمة في الحقيقة؟"(صحيفة كيهان، 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020).

وصحيفة رسالت هي الأخرى التي ترى أن جذور العجز للثغرة الأمنية داخل النظام تعود إلى انتفاضة نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 وإذ هاجمت حكومة روحاني تحت عنوان سبب "التهور حول قضية البنزين" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 كتبت تقول: "بعد مرور عام منذ تهور الحكومة تجاه قضية البنزين واضطرابات نوفمبر/ تشرين الثاني، تم اغتيال قائد فيلق القدس وعالمنا النووي.

ويلقى اللوم على جميع العناصر الضالعة في التهور في حد ذاتها بشأن قضية عدم الاستقرار وإثارة تلك الظروف التي أدت إلى هذه النتائج اليوم!" (صحيفة رسالت، 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020).

في الحقيقة كل نظام أو تيار فيه الانسجام والتلاحم، سوف يتحلى بقوة داخلها لمواجهة الضربات وإبداء رد فعل أمامها و في المقابل كل نظام أو تيار يفتقر إلى هذه القابلية سوف يتعرض للتشتت من الداخل. وما يبديه رموز هذا النظام والعناصر التابعة له تجاه هذه الضربة القاضية خير دليل على نظام متشتت.

وفي الحقيقة، تدل هذه الظروف على آثار المرحلة النهائية، الظروف التي:

أولًا: لا تسمح للنظام بإبداء مبادرة مناسبة أمام الضربات، إلى حد يذعن فيه هولاء أنفسهم بـ: "السياسات خلال هذه السنوات (أمام الضربات التي يتلقاها النظام) حولتنا إلى جندي لا يطلق إلا طلقة خلب "(صحيفة رسالت، 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020).

ثانيًا: أدت إلى ارتفاع وتيرة التوتر وإثارة الهلع داخل النظام مما صعد من صراع الذئاب والهجمات بين الزمر الداخلية في النظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة