في الأجزاء السابقة من سلسلة المقالات هذه، تمت مراجعة کلیات موازنة النظام الإیراني لعام 2021 ومواردها ونفقاتها المعلنة.
أما في هذا الجزء سنبحث في المیزانیة المخصصة لمؤسسات النظام العسكرية وبعض المؤسسات الحكومية والأجهزة التابعة للنظام، أي المؤسسات والأجهزة التي تختصر مهامها علی الاستهلاك والقمع لا غیر.
المؤسسات العسكرية للنظام
زادت الميزانية العسكرية من 109 ألف مليار تومان في میزانیة عام 2020 إلى 120 ألفاً و 994 مليار تومان في مشروع موازنة عام 2021، مما يدل على زيادة قدرها 12 ألف مليار تومان مقارنة بالعام الماضي.
إيران واير: "161 ألفاً و 155 ملياراً و 600 مليون تومان هي الميزانية التي اقترحتها الحكومة في مشروع موازنة 2021 للمؤسسات العسكرية والأمنية وإنفاذ القانون. وهذا يمثل خمس الميزانية العامة التي اقترحتها الحكومة للعام المقبل".
إذا وزعنا هذا المبلغ على مجموع سكان إيران، فسیحصل کل شخص علی مليوني تومان! هکذا تصل "الأموال" إلى قوات الحرس والمؤسسات القمعية الأخرى، ولا یحصل الشعب إلا علی "القمع"!
وفي مشروع الموازنة للعام المقبل، قدرت ميزانية الحرس بـ 56 ألف مليار تومان (ثلاثة أضعاف ميزانية الجيش). لفهم أبعاد هذا المبلغ بشکل أفضل، من الجيد معرفة أنه إذا وزع على الشعب الإيراني، فسیحصل کل مواطن علی ما يقرب من 675 ألف تومان!
وعلى نفس المنوال، فإن ميزانية الحرس الإيراني تبلغ 20 ضعف ميزانية وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة!
بالطبع تستند هذه المحاسبات فقط إلى الميزانية الرسمية والمعلنة المخصصة للحرس، بينما نعلم أن الميزانية الرئيسية للحرس هي رقم سري يتم توفيره من مصادر أخرى مثل مقر خاتم الأنبیاء والمؤسسات المماثلة التي لا تقع تحت إشراف أي مؤسسة أو جهاز حکومي!
والمثیر للاهتمام أن نفس مقر خاتم الأنبیاء التابع للحرس، والذي یعد واحدا من أكثر المؤسسات القابضة ربحية في البلاد، لديه ميزانية خاصة تبلغ 10 آلاف مليار تومان ذکرت في مشروع الموازنة!
طبعا مقر خاتم الأنبیاء لیس المؤسسة الوحیدة التابعة للحرس الإيراني التي تم وضع "بند موازنة" خاصة لها في کتاب الموازنة! فقد تم تخصیص ما لا یقل عن 42 بندًا في مشروع موازنة عام 2021 لهيئة الأركان المشتركة للحرس، أي أنها تحصل علی الکثیر من الحصص في مشروع الموازنة تحت 42 اسمًا! فعلی سبیل المثال، تم ذکر عدد 38 ألفاً و 564 مليار تومان في بند الميزانية المتعلقة بهیئة الأرکان المشتركة للحرس!
ميزانية الباسيج = ألفان و 121 مليار تومان.
ميزانية ثلاث جامعات تابعة للحرس (جامعة بقیة الله، جامعة الإمام الحسن، وجامعة الإمام الحسين) المجموع = 584 مليار تومان.
ميزانية ممثلیة الولي الفقیه والحرس ومنظمة حماية استخبارات الحرس = 372 مليار تومان.
وفي نفس كتاب مشروع موازنة 2021، تمت کتابة بنود میزانیة بأرقام نجومیة لأكثر من 30 قتيلاً من قادة الحرس، یصل مجموعها إلی حوالي 4300 مليار تومان، في حين أنه من غير الواضح لماذا وتحت أي عنوان یتم تخصیص ودفع هذه الأموال للحرس؟!
يُطلق على أحد بنود الميزانية الثلاثين هذه اسم مشروع "الشهيد جمران"، الذي اقترحت الحکومة له ميزانية قدرها 500 مليون يورو. للعلم أنه بهذ المبلغ (30100 تومان لكل یورو) يمكن حجر 7 ملايين و 525 ألف أسرة عاملة لمدة شهر كامل براتب شهري یساوي 2 مليون تومان شهریاً، کإجراء ضروري للحد من تفشي وباء كورونا!
يمكن رؤية أسماء عدد من هذه الخطط غیر المعروفة في الصفحات 102 إلى 107 و 109 من كتاب ميزانية 2021، والتي خصص لكل منها ما بين مليار و 890 مليار تومان! نذکر منها:
الخطة المسماة "الشهيد إبراهيمي" المرتبطة بالشؤون الأمنية.
الخطة المسماة "الشهيد علي هاشمي" المرتبطة بأمن خوزستان!
الخطة المسماة "شهيد عشوري" تصل میزانیتها إلى 94 مليون يورو!
هذا وقد أفادت وكالة أنباء فیلق القدس الإرهابي، في 2 دیسمبر 2020، أن "ميزانية منظمة سبند سترتفع العام المقبل. فقد زادت ميزانيتها من 40 مليار تومان في عام 2020 إلى 245 مليار تومان في عام 2021" (تعمل هذه المنظمة کغطاء لتمویه النشاط النووي للملالي برئاسة فخري زاده).
مؤسسات النظام
تم تخصص مبلغ 13 ملیار تومان لمجلس صیانة الدستور، وفقًا لبند الميزانية المخصص له في مشروع موازنة 2021.
وخصصت الحكومة مبلغ 946 مليار 130 مليون تومان لمجلس الشوری في موازنة العام المقبل.
کما تم تحدید مليار و 800 مليون تومان في ميزانية 2021 لإصلاح مركز أبحاث مجلس الشوری.
وتم تخصیص 500 مليون تومان لمشاريع البحث البرلمانية.
أما مشروع إصلاح مكتبة الحوزة ومركز وثائق مجلس الشوری، الذي بدأ في عام 2003، ليس له نهاية، وسيحصل على 2 مليار و 500 مليون تومان في العام المقبل وفقًا للتقديرات. فیما حصل هذا العام علی مبلغ قدره مليار ونصف مليار تومان (المصدر، صحیفة شرق).
يتبع
ذات صلة:
