الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممجلس شوری الملالي مسرح ثوران أزمات مرحلة السقوط

مجلس شوری الملالي مسرح ثوران أزمات مرحلة السقوط

0Shares

في یوم الأحد (18 أكتوبر 2020)، تحوّل مجلس شوری نظام الملالي من جدید، إلی مسرح لثوران وانفجار أزمة النظام الداخلية.

وقد غیرت هذه الأزمة المتأصلة في النظام، مسارها القدیم واتخذت مساراً جدیداً الیوم، بعد أن خرقت العصابات المتنازعة الخط الأحمر المتمثل بتهدید الخصم بالتصفیة الجسدیة وتحدثت عن إعدام روحاني ألف مرة.
سبق وأن هددت عصابة خامنئي، روحاني بمصير مشابه لمصير رفسنجاني الذي لقي حتفه في مسبح "فرح" في مؤامرة مدبرة، لکن قادة عصابة الولي الفقيه لم يدعموا هذه الفکرة بشکل علنی، علی الرغم من أن الجمیع یعلم أن رأس کرة الصوف هذه ینتهي عند أعلی هرم النظام.
لكننا الآن نری أن رئيس لجنة الأمن والسیاسة الخارجیة للمجلس هو من یتحدث صراحة عن إعدام روحاني ألف مرة، کما یضغط 200 عضو في المجلس باستمرار على قاليباف، رئیس مجلس الشوری، وعلی الهیئة الرئاسیة للمجلس من أجل استیضاح ومحاکمة روحاني، على الرغم من علمهم بمعارضة خامنئي لأمر الاستیضاح. 
نظرة سریعة على تصريحات بعض النواب في جلسة المجلس یوم الأحد، تكشف جوانب من عمق الصراع القائم في النظام:
فقد اعترف المعمم نیك بین بأن النواب یسمعون إهانات وشتائم من الناس عند ذهابهم إلی دوائرهم الانتخابیة، وقال إن: «الناس یسحقون تحت وطأة الضغط الاقتصادي». وأضاف وهو یخاطب قالیباف «لماذا لا تسمحون حتی بطرح الأسئلة؟ بينما نعتقد أن مثل هذا الشخص (روحاني) يجب مساءلته ومحاكمته».
وهاجم عدد من النواب روحاني لأنه لم يغادر مکتبه لشهور خوفاً من فیروس كورونا، وأنه یقیم الوضع من خلف نافذة السيارة دون درایة بمعاناة الناس.
كما قال بعض النواب إن الأوضاع والسوق والأسعار قد تُركت بحالها، ولا أحد يهتم بالناس. وقال أحد النواب، یُدعی فلاحي، في إشارة إلى هذا الوضع، إن وسائل الإعلام الحکومیة «تلقي باللائمة في كل المشاكل على خامنئي».
وبالطریقة نفسها، هاجم عدد من النواب قاليباف وهيئة رئاسة المجلس لمنعهم الاستیضاح والمساءلة، وقال أحدهم، یُدعی أحمدي بيغش: «إذا کان هؤلاء الـ 200 لا یفهمون فلابد أن رئیس المجلس یفهم. ما هذا الوضع الذي خلقته الهیئة الرئاسیة للمجلس؟ هل هذا مجلس تشخیص مصلحة النظام حتی يقرر رئیسه ما يجب فعله وما لا يجب فعله؟».
وتابع هذا النائب هجومه علی قاليباف بشكل صریح وسأل بقیة أعضاء المجلس: «هل سبق ورأيتم أن رئيس المجلس يجلس ذات مرة ويستمع إلی کلامکم؟ كلامكم هو عبارة عن جرس فسحة بالنسبة لرئيس المجلس، بمجرد أنکم تریدون إلقاء كلمة یخرج السيد قاليباف، لماذا؟ لا نعلم».
وأما تصریحات قاليباف، بصفته رئيس مجلس الشوری، کانت متناقضة هي الثانیة، وقد أشار إلى الوضع الحساس الراهن أثناء محاولته تهدئة النواب قائلاً: «أمامنا أيام مهمة، المرور الناجح لهذا المسار يتطلب التحرك بدقة خلف (خامنئي)».
بعض الاستنتاجات من تصریحات أعضاء مجلس الشوری 
يمكن استخلاص الاستنتاجات التالية من تصريحات أعضاء المجلس:
    لقد غيرت الصراعات الداخلية وحرب الذئاب الحاكمة مسارها، بمعنی أنه إذا كانت ديناميكية الحرب وصراع الزمر الحاکمة تقوم في السابق على تقسیم الغنائم والظفر بحصص النهب، فإن ديناميكية الصراع اليوم تقوم علی الخوف من الانفجار الاجتماعي والانتفاضة الشعبیة المرتقبة.

وبما أن أعضاء المجلس يضطرون أحياناً إلى الظهور في دوائرهم الانتخابية، فهم أكثر عرضة -من قادة النظام الآخرين- لموجات غضب واستياء الشعب. کما أنهم يعلمون أكثر من أي شخص آخر بالإمكانات الهائلة الکامنة في المجتمع وبالانفجار الاجتماعي المروع القادم.
•    خرجت حرب الذئاب الحاکمة عن وضعها الطبيعي وعن سیطرة العصابتين المتنازعتین، وفلت زمام الأمور إلى حد ما من ید خامنئي ومن ید قالیباف المعین من قبله.
إن النواب الـ 200 الذين ما زالوا يصرون على استیضاح وإقالة روحاني، أو على الأقل مساءلته، يعرفون جيداً أن خامنئي يعارض الاستیضاح، لكن بما أنهم يرون الوضع خطيراً للغاية، فإنهم یجدون الطريقة الوحيدة الأمثل لإنقاذ النظام في إخماد الغضب الشعبي، أو على الأقل إقامة عرض مزیف في هذا الصدد. كلما قاوم خامنئي هذا التيار عالي الضغط- ويبدو أنه لا خيار أمامه سوى القيام بذلك- کلما زاد من الانقسامات بین زمرته.
•    اللافت أن بعض الهجمات القویة الموجهة إلی روحاني تستهدف خامنئي من قبله وتجعل موقفه أكثر اهتزازاً. عندما يهاجم النواب روحاني بسبب اختبائه وغیابه خوفاً من كورونا، يتضح أن الهجوم ینطبق علی خامنئي أكثر من روحاني، الأمر الذي یوجه انتباه قوات النظام إلی خامنئي نفسه بشکل تلقائي.
مطالبة كلتا العصابتین باستقالة روحاني
ومن مظاهر تغیر مسار التناقضات الداخلية وانحرافها عن وضعها الطبيعي، هو أن المطالبة بإقالة روحاني لم تعد تقتصر على عصابة خامنئي وحدها، إنما باتت قضية مثارة من قبل عصابة روحاني أیضاً.
بعد أن أثار عباس عبدي قضیة استقالة روحاني بجدية في وقت سابق، قدم اليوم حسين مرعشي، المتحدث باسم عصابة رفسنجاني، والتي تعتبر أساساً أقرب تيار سياسي لروحاني، نفس الطلب وقال: «لا يمكن إدارة البلاد بعدد من البلداء. إذا کان السيد روحاني لا يستطیع إدارة البلاد فلیقدم استقالته».
السؤال الرئيسي المطروح هنا ماذا سيفعل ولي فقیه النظام في مواجهة هذا الوضع؟ هل سیراقب تمزق النظام وانهیاره بصمت؟ أو أنه سيتخذ خطوات سخیفة مثل مناورة نشر "وثيقة الأمن القضائي" بواسطة الجلاد رئيسي، رئیس سلطة القضاء؟
من الواضح أن مثل هذه المناورات البائسة لن تنفع خامنئي العاجز الذي تتلخص استراتيجيته برمتها في محاولاته لإنقاذ سفینة نظامه المحطمة حتی موعد الانتخابات الأمريكية بأي طريقة ممكنة، علی أمل أن یحلّ بايدن محل ترامب وبالتالي یلوح بصیص أمل زائف في أفق النظام المعتم. لكن کل هذا مجرد أوهام لأن من شأن الانتفاضة إفساد هذه الحسابات والآمال الواهیة.
وقد عبّر زعيم المقاومة الإیرانیة، السید مسعود رجوي، عن هذا الوضع على النحو التالي: «کل مراهنات وحسابات خامنئي وروحاني وظریف تترکز علی خسارة ترامب في الانتخابات الأمريكية، لكن واقع الحالة الثوریة التي یعیشها المجتمع الإیراني وأزمة السقوط طغت علی مجلس النظام المتخلف ولن تبقي فرصة للنظام مثلما جری في المرحلة النهائیة لنظام الشاه.

إسقاط الاستبداد الکهنوتي أمر محتم مکتوب علی عاتقنا وعلی عاتق شعبنا والأعضاء المنتفضین في جیش التحریر».
 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة