الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممأزق النظام الإيراني واعترافاته القسریة في خضم أزمة کورونا

مأزق النظام الإيراني واعترافاته القسریة في خضم أزمة کورونا

0Shares

بعد ساعات قليلة من تصریحات روحاني الکاذبة یوم الأربعاء الموافق 18 مارس الجاري خلال اجتماع مجلس الوزراء، والتي دافع فیها عن تعامل حکومته إزاء فیروس کورونا مشیداً بصراحتها و«عدم تأخرّها في الإعلان عنه» منذ أن «علمت بدخوله إلی البلاد في 19 فبرایر» أي قبل یومین من موعد الانتخابات التشریعیة، اعترف "علي ربیعي" المتحدث باسم الحكومة، أنه قد سلّم روحاني رسالةً من أمانة المجلس الأعلی للمعلومات تخصّ فیروس کورونا بتاریخ 24 یناير 2020، وأنّ الأخیر أطلق صفّارة الإنذار في 26 ینایر ردّاً علی ما جاء في الرسالة!

لكن "ربیعي" لم یعلّق شیئاً عن نتائج تفعیل صفارّة الانذار والخطوات التي اتخذها النظام منذ 26 یناير حتی 19 فبراير، كما لم يشرح سبب الظهور المتکرر لـ "نمکي" وزير الصحة ونفيه وجود فیروس كورونا في البلاد علی الرغم من انتشاره في مدینة قم، ومعارضة "رحماني فضلي" وزير داخلية حكومة روحاني، تأجيل الانتخابات في قم على الرغم من علمه بانتشار الفیروس فيها.

کما أنّ المتحدّث باسم حکومة روحاني، قد تحایل على الإجابة علی سبب معارضة الحكومة للحجر الصحي، وتملّص من الردّ.

وعندما سئل عن إحصائیات کورونا، اعترف مرغماً وهو یحاول حلحلة القضیة:

«قد يكون عدد الوفیات أعلى ولكننا لم نحدّده في فحوصاتنا. قد توفي البعض، ومن الممکن أننا لم نکن نعلم بإصابتهم بکورونا. وقد تكون هناك بعض أوجه القصور في الإحصائیات».

وفيما يتعلّق بالرحلات الجویة التي قامت بها شرکة "ماهان" للطیران إلی الصین، قال "ربیعي" بغموض متعمّد:

«بحلول يوم الجمعة والثلاثاء كان لدينا بعض الرحلات الجوية علی متن رحلة ”آسمان“، وتمّ بيع التذاكر».

وفي نهایة المطاف وبتناقض کبیر، ادّعی أنّ طائرات الركاب تنقل البضائع ولا تقلّ المسافرین!

هذا وأن تصریحاته في هذا الصدد، تتناقض مع تصريحات سابقة لمسؤولين حكوميين تدعي أنّ الرحلات الجویة لشرکة "ماهان"، كانت تهدف إلى إجلاء الطلاب الإيرانيين من الصين.

بعیداً عن تناقض التصریحات وتضاربها، یمکننا أن نستشفّ نقطتین هامتین للغایة اعترف بهما "ربیعي" خلال تصریحاته:

أولاً. الجدل حول فیروس کورونا وطریقة نقله إلی إیران، کان قائماً لدی النظام منذ 24 ینایر 2020.

ثانياً: هو (ربیعي) يعترف بعدم صحة إحصائيات النظام المتعلّقة بفیروس کورونا ویقرّ بافتقارها إلی الدقة والمصداقیة.

عرضیاً يمكننا مقارنة تصريحات "ربيعي" بالاعتراف غير المقصود الذي أدلی به الحرسي "حاجي زاده" قائد القوات الجوية للحرس بعد ثلاثة أيام من التشبّث التام بالأكاذيب والحیل، عندما قال إنّ صواریخ الدفاعات الجویة للحرس قد أسقطت الطائرة المدنیة الأوکرانیة بالخطأ، وأنّ مسؤولي النظام کانوا یعلمون بحقیقة الأمر منذ البداية.

 

سبب الاعتراف

 

السؤال المطروح هو لماذا يعترف النظام الآن ببعض خفایا انتشار الفیروس بعد مرور شهر من مزاولة الكذب والتستّر علی حجم الكارثة، وإخفاء أمر دخول الفيروس إلی البلاد لمدة شهر قبل الإعلان عنه؟

 

يكمن الجواب قبل کل شيء في حجم الکارثة وأبعادها المرّوعة التي أصبحت الیوم واضحةً لدی الجميع، ولم يعد النظام قادراً على إخفاءها عن طریق الكذب والتعتیم.

 

علی الطرف الآخر، فإنّ أبعاد الغضب والغلیان الاجتماعي بسبب أكاذيب النظام، أمست عميقةً وواسعة النطاق لدرجة أنها اربکت وقادة الحکومة ودفعتهم إلی الیأس الشدید.

وقد أشار أحد أعضاء عصابة "الإصلاحيین" المزعومة یُدعی "أنصاري راد" إلى هذا اليأس قائلاً:

«البيانات المقدّمة من قبل الحكومة والمرفوضة من قبل الناس، خلقت نوعاً من اليأس لدی المسؤولین».

وأضاف مستشهداً بمثال على سبب عدم ثقة الناس:

«لم يتّضح للناس بعد عدد قتلى احتجاجات ینایر 2017 ونوفمبر 2019».

من جانبها صرّحت "طیبة سیاوشي" عضو آخر في برلمان النظام بوضوح أنّ:

«الحكومة فقدت السيطرة علی الأمور فيما یخصّ أزمة كورونا».

یرجع جزء کبیر من تناقض قادة النظام ووسائل الإعلام الحکومية مع ما يعلن عنه بعض المدیرین متوسطي المستوی والمسؤولین المحليین، إلی الفوضی العارمة التي تسود النظام برمته.

في خضم هذه الفوضى، يتّخذ النظام العاجز والخائف من حمم الغضب الاجتماعي البرکانیة، بعض التدابیر والإجراءات التي یمکن وصفها بالسخیفة والمشینة.

 

علی سبیل المثال، وافق مجلس شورى الملالي (17 مارس) في مشروع بأسبقية أولى، على تخصیص 200 ملیون يورو لمکافحة فیروس كورونا. وهو إجراء مماثل تماماً للمیزانیة التي تمّ تخصیصها لفیلق القدس الإرهابي عقب نفوق قاسم سليماني ردّاً على ما قاله الناس في الفضاء الإلكتروني.

 

تخصيص هکذا مبلغ لمحاربة كورونا -إن لم يكن کذباً من الأساس- مقارنةً بعشرات المليارات من الدولارات المخصّصة في البلدان الأخرى لمکافحة الفیروس، هو إجراء سخيف ووصمة عار بالنسبة لنظام قد استولی علی جميع ثروات البلاد ونهب ممتلکات الشعب، لینفقها علی تحقيق أهدافه ومطامعه المعادیة للشعب، بدءاً من إثارة الحروب والفتن إلى المشاريع النووية والصاروخية وصولاً إلی تصدير التطرف والإرهاب إلی بلدان العالم.

 

یجب علی ولي فقیه النظام أن يجيب علی هذا السؤال المهم: لماذا لا ینفق من ملیارات الدولارات المنهوبة من قبل منظمات النظام أو من الثروة الهائلة المتکدّسة في المؤسسات التابعة للحرس والباسیج وقوات الشرطة ومؤسسة المستضعفین، لاحتواء هذه الکارثة الإنسانیة المروّعة؟

 

بالطبع، طالما أنّ هذا النظام الإجرامي الشریر یسیطر علی سدة الحکم في إیران، لن تنتهي معاناة شعبنا المضطهد، بل أنّ العالم بأسره وعلی وجه التحدید منطقة الشرق الأوسط، لن ينعما بالسلام والاستقرار أبداً.

لهذا السبب خاطب قائد المقاومة الإيرانية "مسعود رجوي" الشعب الإیراني والشباب الثوار قائلاً:

«أصرخوا محتجّین في کل الشوارع والأزقة. إيران هي صرخة متأججة. دعوا العالم يرى ويسمع. لیرى ویسمع أنّ الشعب الايراني لا يريد كورونا ولا یرید الملالي».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة