الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومتحذير 3 دول أوروبية لنظام الملالي وآفاق الأوضاع المستقبلية

تحذير 3 دول أوروبية لنظام الملالي وآفاق الأوضاع المستقبلية

0Shares

أبدت المجموعة الثلاثية الأوروبية رد فعلها على قرار مجلس شورى الملالي المسمى بـ "التحرك الاستراتيجي لرفع العقوبات" وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم؛ في بيان مشترك يوم الاثنين 7 ديسمبر 2020.

وحذرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا نظام الملالي في هذا البيان، قائلين: "إذا كنتم تسعون إلى الحوار والتفاوض، فلا يجب أن تتخذوا هذه الإجراءات". ووصفوا قرار مجلس شورى الملالي بأنه " لا يتنسق مع الاتفاق النووي والتزامات نظام الملالي النووية".

كما وصفت المجموعة الثلاثية الأوروبية قيام نظام الملالي بتركيب 3 سلاسل من أجهزة الطرد المركزي المتطورة آي.آر.2. بأنه أمر مقلق إلى حد بعيد.

سبب التوتر

صدَّق مجلس شورى الملالي في 1 ديسمبر 2020 على خطة " التحرك الاستراتيجي لرفع العقوبات" بموافقة 251 صوتًا. وبعد 24 ساعة فقط، أبدى مجلس صيانة الدستور موافقته النهائية على قرار المجلس، كما أن الحرسي قاليباف أبلغ  المعمم روحاني بوضع الخطة في حيز التنفيذ.

وبموجب هذه الخطة، فإنه بعد شهرين من "دخولها في حيز التنفيذ"، تكون الحكومة ملزمة بتعليق تنفيذ البروتوكول الإضافي وإلغاء التصريح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش مواقع نظام الملالي النووية إذا لم تف أطراف الاتفاق النووي بالتزاماتها برفع العقوبات. كما أن تركيب أجهزة الطرد المركزي المحظورة في الاتفاق النووي من بين البنود الأخرى التي تنص عليها هذه الخطة. وفي الوقت نفسه، قالت وسائل الإعلام العالمية فيما يتعلق بهذه الخطة: " إن نظام الملالي يعتزم تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة في موقع نطنز بغية الضغط على بايدن". (وكالة " رويترز " للأنباء، 2 ديسمبر 2020).

كما أشار خبراء في الحكومة إلى خطورة هذا الإجراء، وقالوا إن هذا الإجراء "نوع من التخريب عشية رئاسة بايدن". (فريدون مجلسي، الدبلوماسي السابق في نظام الملالي، 1 ديسمبر 2020).

وأكدوا على أننا نقدم المساعدة بأيدينا لإسرائيل والمملكة العربية السعودية وبومبيو، وعلى أن الوضع قيد التشكيل الآن سوف يقيد أيدي الحكومة والولي الفقيه في تغيير الأوضاع القائمة ( أي العقوبات وهلم جرا) ". (ساداتيان، الدبلوماسي السابق في نظام الملالي، 1 ديسمبر 2020). 

مناورة نظام الملالي الكبرى

من الواضح أن خامنئي شخصيًا وغيره من قادة نظام الملالي على علم تام قبل أي شخص آخر بالتداعيات الخطيرة التي ينطوي عليها هذا الإجراء. بيد أنه نظرًا لأن نظام الملالي يواجه أزمة الركود الاقتصادي والخطر الجسيم جدًا الذي ينطوي عليه انفجار الغضب الاجتماعي؛ بادر هذا النظام الفاشي بالقيام بمناورة كبرى.

مناورةٌ قائمة على افتراض أن "الحكومة تعتقد أن بايدن سيعود إلى الاتفاق النووي". (بخشي، الخبير الاقتصادي الحكومي، 6 ديسمبر 2020).

ومن ناحية أخرى، يدرك الملالي جيدًا أن عودة أمريكا المحتملة إلى الاتفاق النووي، أمر في غاية الصعوبة، على حد قول بايدن. كما أنها تحتاج إلى الكثير والكثير من المحادثات. ولهذا السبب يعتقد خامنئي أن " المجلس يقدم مساعدة للحكومة القادمة بهذه الخطة لتعزيز قوة نظام الملالي في إجراء المفاوضات" (فريدون عباسي، رئيس لجنة الطاقة في مجلس شورى الملالي، 7 ديسمبر 2020).

بيد أنه يدرك جيدًا أن هذه المناورة من شأنها أن تسلك مسارًا آخر. مسارٌ يقرأ مدخل المفاوضات المحتملة مع بايدن من الآن فصاعدا، وبمثل هذه الخطط يقضي نظام الملالي من حيث المبدأ على إمكانية التفاوض". (المعمم أنصاري راد، 5 ديسمبر 2020).

حتى أننا نتيجة للتصديق على خطة المجلس المشار إليها سنعود إلى إلى الفترة التي تم فيها التصديق على قرارات الأمم المتحدة الـ 6 المناهضة لنا، وهذا الوضع من شأنه أن يدرجنا أسفل الفصل السابع للأمم المتحدة وبالتالي يضفي الشرعية على القيام بعمل عسكري ضد نظام الملالي. (ساداتيان، الدبلوماسي السابق في نظام الملالي، 1 ديسمبر 2020)

غير أن المأزق حقيقي، وخامنئي في ظل هذه المناورة الخطيرة يسلك هذا المسار على أمل أن يكون قادرًا في المفاوضات المحتملة المقبلة على ألا يقدم تنازلات أو يقلص من حجمها على الأقل.

أولى مظاهر المناورة الخطيرة

ولكن بعد 24 ساعة فقط من الموافقة النهائية على خطة المجلس، أكد بايدن في مقابلة مع سي.إن.إن واصفًا التفاوض مع نظام الملالي بالأمر الصعب إلى حد بعيد؛ على إثارة قضية الصواريخ، فضلًا عن توسيع نطاق القيود النووية على الملالي وإطالة فترتها. 

وبعد يوم واحد، قال وزير الخارجية الألماني، بعد أن أكد على أنه سيتحدث بعد التشاور مع فرنسا وبريطانيا؛ إن العودة إلى الاتفاق النووي السابق لم تعد كافية، وما نتوقعه من نظام الملالي واضح كالشمس، وهو: "لا ينبغي أن يكون لديه سلاح نووي، ويجب تصفية برنامجه المتعلق بالصواريخ التي تهدد أمن المنطقة، ويجب أن يغير سلوكه في المنطقة أيضًا "(هايكو موس، 4 ديسمبر 2020)

حينذاك، حذرت المجموعة الثلاثية الأوروبية أيضًا نظام الملالي، في بيان مشترك، قائلةً: "إذا كنتم تسعون إلى الحوار والتفاوض، فلا يجب أن تتخذوا هذه الإجراءات" (7 ديسمبر 2020).

وهكذا، بات من الواضح أن مناورة نظام الملالي لم تؤد حتى هذه النقطة إلى دحر الأطراف الأخرى فحسب، بل جعلت الوضع أكثر خطورة بالنسبة لهذا النظام الفاشي إلى حد بعيد.

وكما قال بهشتي بور، الخبير الحكومي.

فإننا نتجه نحو الاصطدام بإجماع شيطاني عالمي. 

وبهذه الإجراءات نجعل سيف العقوبات أكثر حدة، وسوف نتسبب في أن يكون بايدن أخطر من ترامب على نظام الملالي. ( 3 ديسمبر 2020).

واستنادًا إلى ما كتبته صحيفة "كيهان خامنئي" اتضح أن رفع العقوبات عن نظام الملالي لا وجود له في أجندة أمريكا والمجموعة الثلاثية الأوروبية، وأنه مجرد وعد بعملية الدين لسحب الإجراءات المتعلقة بالنقد". (7 ديسمبر 2020).

نعم، حقيقة أن خامنئي ونظامه مجبرون على الانخراط في مناورات خطيرة من شأنها أن تتحول إلى إيذاء للنفس؛ ناجمة عن نفاذ الاحتياطيات الاستراتيجية لنظام الملالي والمأزق المميت الذي أُسر فيه نظام الملالي بأكمله. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة