الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومانتفاضة الشعب العراقي وخوف نظام الإيراني .. الدور المباشر للنظام في القمع...

انتفاضة الشعب العراقي وخوف نظام الإيراني .. الدور المباشر للنظام في القمع والقتل

0Shares

 

ودعت الانتفاضة العراقية، التي بدأت يوم الثلاثاء الأول من أكتوبر، يوم السبت يومها الخامس بالدم والنار. يقال إن أكثر من 100 شخص قتلوا وجرح أكثر من 4000 على أيدي قوات الأمن العراقية حتى الآن.
  
دعاية النظام الإيراني ضد احتجاجات الشعب العراقي
وفقًا لمصادر الأخبار، فإن هذه الانتفاضة الشعبية، التي لا تنتمي إلى أي من التيارات السياسية العراقية، قد أرعبت نظام الملالي ووكلائه في العراق. لقد كان رد فعل النظام بطريقتين فيما يتعلق بالانتفاضة العراقية. من جهة، رد فعله يأتي جهارًا وعلنًا  كما يمكن رؤيته على آلة الدعاية للنظام وفي صلوات يوم الجمعة، ومن جهة أخرى، يشارك مباشرة في قمع الشعب العراقي بطريقة سرية ويقوده.
في الدعاية، يحاول النظام بطريقة مخادعة تصوير هذه الانتفاضة مثل انتفاضة الشعب الإيراني، بأنها تقودها جهات في أوروبا وأمريكا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية ، وغيرها … حيث وصفت وكالة أنباء إرنا الرسمية للنظام (3 أكتوبر) هتافات المتظاهرين العراقيين بأنها مشكوك فيها. في إشارة إلى شعار «إيران بره بره..! »، الذي هتف به المنتفضون في المظاهرات في جميع المدن. كما شككت وكالة صراط نيوز (3 أكتوبر) في المظاهرات وكتبت: «الخدمات الحكومية، بما في ذلك المياه والكهرباء وغيرها من الخدمات، هي سبب الاحتجاجات. لكن حقيقة أن بعض هذه الشعارات التي يتم ترديدها ضد إيران تكشف عن الجهات التي تقف خلف الكواليس وطبيعة مؤيدي هذا الوضع».

الدور المباشر للنظام الإيراني في القمع والقتل
لقد شارك النظام الإيراني عمليا في قمع المتظاهرين. بث تلفزيون رويترز تقريراً من بغداد قال فيه متظاهر عراقي: «أولئك الذين يطلقون الرصاص هم إيرانيون ويتحدثون الفارسية، وعندما تتحدثون معهم يردون عليك باللغة الفارسية»!
كانت هناك تقارير كثيرة تفيد بأن المتظاهرين قد استُهدفوا من قبل الميليشيات الموالية للنظام الإيراني في العراق مثل الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق وآخرين، فيما هاجم المتظاهرون العراقيون مراكز هذه الجماعات وأضرموا النار فيها وكذلك مكاتب المرتزقة الإجراميين مثل نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي وأمثالهم. وتشير التقارير أيضا إلى أن القمع يجري تنفيذه من قبل قوات الحرس. وقالت قناة الحدث «شكل قاسم سليماني قائد قوة القدس غرفة عمليات في بغداد ويقود تحشيد مليشيات عصائب الحق وحزب الله العراقي ومنظمة بدر لمواجهة المحتجين في العراق».
هذه تشبه الأعمال الإجرامية التي ارتكبها نظام الملالي في السنوات الأخيرة لقمع وقتل الشعب السوري.
 
لماذا رد فعل النظام الجنوني
هناك أسباب واضحة لأن يعتبر النظام الإيراني نفسه الجانب المعادي لانتفاضة الشعب العراقي.لأنه يعرف جيدًا أنه إذا نجحت هذه الانتفاضة، فلن يكون هناك موطئ قدم للنظام الإيراني في العراق لأن مرتزقة من أمثال نوري المالكي وفالح الفياض وهادي العامري وما شابههم يتم إزالتهم من المشهد ويجب أن يحاسبوا على جرائمهم ضد الشعب العراقي. ويتم قطع يد النظام الإيراني في العراق وهذا يعني انهيار الركن الرئيسي لـ «العمق الاستراتيجي» للنظام وهذا الأمر له تأثير فوري على وضع النظام في المنطقة وداخل إيران.
كما وصفت صحيفة كيهان الناطقة على لسان خامنئي، الاضطرابات في العراق بأنها غلق متنفس النظام الإيراني في ظروف العقوبات، وكتبت: «إن محاولة إغلاق أحد أهم المتنفسات الاقتصادية لإيران هي محاولة خبيثة تتطلب التأمل».
نظرًا لأن الجانب العدائي للنظام حيال انتفاضة الشعب العراقي واضح تمامًا، فإن النظام يعتبره عملًا متأثرًا من مجاهدي خلق، وكانت صلوات يوم الجمعة مسرحًا لصرخات أئمة الجمعة المنصوبين من خامنئي ضد مجاهدي خلق. فعلى سبيل المثال، قال إمام الجمعة في مدينة بروجرد: «محاولة مجاهدي خلق والمعادين للثورة لركوب الأمواج والتخريب للتأثير في حضور الشعب العراقي لإقامة الأربعين الحسيني أمر واضح».
 
ظلال من الشك حول مسرحية خداع النظام لاستغلال يوم الأربعين
أحد أسباب انزعاج النظام وقلقه هو أنه يرى الانتفاضة العراقية ضد مظاهرة النظام في الأربعين الحسيني. وقال إمامي كاشاني في صلاة الجمعة في طهران يوم الجمعة (4 أكتوبر): «أنتم ترون الآن أن العدو قد ركز على الأربعين وعلى العراق لكي يضع عراقيله».
إن محاولات النظام الخداعية لاستغلال مناسبة الأربعين الحسيني هي، في الواقع، خطة النظام لإلتهام العراق، والتي لا يخفيها النظام في ظل ظروف العجز واليأس التام الذي يعيشه وهوعلى وشك السقوط، بل يعبّر عنها بشكل علني، بما في ذلك ما ورد في وكالة أنباء إيسنا (4 أكتوبر) التي نقلت تصريح أحد عناصر النظام باسم روح الله جمعه اي قوله: «هناك خوف من انتشار وترسيخ مراسيم الأربعين التي تسببت في توطيد أواصر الصداقة بين الشعبين الإيراني والعراقي والتي تبشر بمستقبل مشرق للغاية لتوحيد الشعبين».
 
لماذا كل هذا الرعب؟
أخيرًا وليس آخرًا، خرجت انتفاضة الشعب العراقي للاحتجاج على الفقر والفساد والتمييز والنهب والجريمة في الوهلة الأولى، لكن الشعب العراقي لا يتجاهل جذور هذا الوضع الفاسد والمأساوي في وطنه نتيجة للاحتلال المبطن لبلاده من قبل دكتاتورية ولاية الفقيه. وتلك  الظاهرة نفسها التي جعلت الشعب العراقي، مثل الشعب الإيراني، واحدًا من أكثر الأمم حرمانًا وفقرًا في العالم، على الرغم من امتلاكه ثروة إلهية. لذلك، فإن أحد الشعارات المحورية في هتافات المحتجين هو «الشعب يريد إسقاط النظام». بالإضافة إلى ذلك، يدرك الشعب العراقي جيدًا أن الكثيرين الذين أخذوا مصير العراق بأيديهم هم عملاء نظام حكم الملالي في إيران، ومن هنا كان شعار طرد النظام الإيراني، هو أحد الشعارات السائدة في جميع المدن، مما يدل على أن شعار إسقاط النظام مرادف لطرد النظام الإيراني من العراق. هذا هو السبب في أن نظام الملالي خائف للغاية لدرجة أنه يشعر بالقلق من أن تكون انتفاضة الشعب العراقي، شرارة في برميل بارود غضب وكراهية الشعب الإيراني أيضًا.
 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة