الجمعة, مايو 10, 2024
الرئيسيةمقالاتالمعادين لخامنئي!

المعادين لخامنئي!

0Shares

    إعترف الحرسي أمير علي حاجي زاده قاتل ركاب الطائرة الاوكرانية وصاحب ومرتكب مغامرات الصواريخ أن الحكومة لم يكن لديها نية في الايام الاولى لاعلان تدخل النظام في سوريا لتبرير وفاة الضحايا أو التستر عليها، ويقول (لم نكن نعرف أي عنوان نشيعهم وندفنهم أو نقول اين استشهدوا ولماذا أرسلناهم ولأي هدف؟."صحيفة انتخاب 3يوليو/ تموز2021.

   سعى الحرسي حاجي زاده الى تبرير تدخلات النظام في الدول الاخرى تحت ذريعة (داعش) وملاحقة اعداء خامنئي، وقد قويا مقتدرا حيث تمكن من تشخيص الاعداء من سنين مضت، وبناءا على ذلك كان نشر الحرسي قاسم سليماني للارهاب أمرا صائبا، والمدهش أن هذا القاتل ممتنا (لاستمرار الاعمال العدائية).

سلوك الخليفة ومرتزقة السلطة

        بعد تجربة لاربعة عقود دموية فظيعة تحت سلطة الاستبداد الديني، تعرف الشعب الايراني على سلوك خليفة الرجعية واغبياء بيته ومرتزقة ومأجوري سلطته، فعلى سبيل المثال إذا تحدثوا عن (الرحمة الاسلامية) بخصوص المعتقلين فإنهم يقصدون تعذيب السجين وانزال اشد العقاب فيه، واذا قاموا يتمنطقون عن العدالة فإنهم يفاوضون بعضهم البعض حول المزيد من النهب، وعندما يأتون بجملة أفضلية الدفاع عن المرقد يعنون بذلك أن هناك خطر على الحكومة ويجب انقاذها من السقوط .الخ.

منظري أسطورة العداء

      إن السلوك والقاسم والسلاح المشترك بين خامنئي وايخمن وهيملر وغوبلز ومن لف لفهم هو أسطورة (العداء) الذي من خلاله يتم تبرير قمعهم ودكتاتوريتهم وهوسهم وجعل سلوكهم ونهجهم صائبا مبررا ومقبولا.

      كتب مانس اشبيربر عالم النفس والروائي النمساوي الفرنسي في كتاب له بعنوان (نقد وتحليل الجبابرة)

"كل الطغاة يأتون بأسطورة ألا وهي اسطورة العدو، هذا الجار العدو الدموي أو العدو القومي، أو عدو أكبر ، يعتبرون أن العدو الجار القريب أو البعيد هو قمة تجسيدا للتجبر والحقارة والوضاعة والذل والخداع، أما هم فقد ولدوا نبلاء ومثالا للاخلاق والعدالة وانهم خير لكل العالم، وأما العدو فهو شيطان شرير وشره مستطير، يتقدم الدكتاتور بهذه الطريقة وهذا الخطاب وبشكل دقيق متقن لكسب المزيد من الأنصار وغرس الرفض التام والغضب الكراهية فيهم ليتحولوا الى جبهة عداء كاملة من صنعه تجري وتساق بتوجيهه" .

 

تكرار العداء المستمر

   اشبيربر يظهر بأن الطغاة يعانون من (الخوف التهاجمي) وقسم كبير من سلوكهم يكون ناجما عن هذا النوع من الخوف، واعتقاد الطغاة فكرة العداء بمعنى " أن أعدائنا هم من ليسوا" هو حصيلة هذا الخوف العميق الكامن في أعماق نفوسهم.

وتأملوا بعض الأمثلة في ادبيات العداء عند خامنئي :

    أنظر أين يعمل العمل العدو، القضية لسيت قضية اقتصاد ولا قضية ثقافة ولا قضية عقيدة دينية وثورية، إنه أمر يتعلق بانتخاباته، انهم لا يريدون مشاركة الناس باسم الدين في صناديق الاقتراع، العدو يعمل على كل شيء وفي كل اتجاه، إعرفوا العدو، فلننتبه، ولقد استخدم خامنئي كلمة (عدو) في المقطع 11 مرة .

    ما هو واجبنا كشعب كابناء الجمهورية الاسلامية : أولا معرفة العداء، لنعرف العدو،علينا ألا نخطىء في معرفة العدو، لا تقولوا اننا نعرف جيدا، نعم، نعم انتم تعرفون من هو العدو،العدو هو الغطرسة، العدو هو أميركا، العدو هو الصهيونية،إنهم يعرفونكم ولديهم مساعي وجهود كبيرة للتأثير على عقول وآراء ووجهات نظر الناس بواسطة وسائل دعائية متطورة، إن على الجميع توخي الحذر، العداء شيىء جدا مهم، هذه واحدة، بعد ذلك معرفة خطة العدو، وماذا يفعل العدو، وماذا يريد أن يفعل، بعدها معرفة كيفية التعامل مع خطة العدو، على شعبنا أن يعرف هذا.

ويبدو للوهلة الاولى أن تحذيرات خامنئي من الدول الخارجية موجهة لتوعية الشعب، ولكن من خلال المعرفة التي اكتسبناها عبر تجارب 40 سنة مع نظام الملالي نقول إن هذا لتبسيط  متبع يُراد منه تحريف الكلم عن مواضعه ووسيلة من وسائل الخداع المتبعة طيلة الاربعة عقود للهروب من الازمات والحفاظ على سلطة ولاية الفقيه ومكاسبها، أما حقيقة ما في قرارة نفس خامنئي وما يشير اليه ويسميه بـ (العدو) فهو يقصد الشعب والمقاومة الايرانية، فليس لدى خامنئي عدو سوى الشعب والمقاومة الايراني اللذان يقلقان مضجعه ويهددان وجوده، وخطابه التحذيري موجها الى قادة الحكومة والحرس، فهو وبادبياته المقلوبة هذه يخاطبهم ويحذرهم انتبهوا هناك مساعي كبيرة وواسعة لاسقاطكم.

    هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنه يمكن تفسير إمتنان الحرسي حاجي زاده في هذا الجهاز حول الاحداث المتعلقة بداعش بأنه مساعي لابعاد الاذهان عن التفكير في خطر سقوط النظام، وهذا ما يحتاج الى حيدر نعمتي مخطط ومدير الحروب خارج حدود ايران.

      لقد عكس الشعب الايراني هذه المعادلة منذ زمن بعيد بشعارات واعية دقيقة مثل " لا غزة ولا لبنان روحي فداءا لايران" و "ها هو عدونا هنا " وبهذا الوعي وهذه الشعارات وقلبه للمعادلة عن فهم وإدراك يكون الشعب الايراني قد أجاب على تحذيرات خامنئي وحدد وأثبت أن العدو الحقيقي لايران وللايرانيين هو نظام الاستبداد الديني الذي يجب ازالته من الوجود باسرع ما يمكن حتى يتنفس هذا الوطن العريق هواء الحرية والرخاء.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة