الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومارتعاب النظام الإيراني من انتفاضات الشعبين الإيراني والعراقي ومؤامراته لحرفهما

ارتعاب النظام الإيراني من انتفاضات الشعبين الإيراني والعراقي ومؤامراته لحرفهما

0Shares

بدأت الجولة الثانية لانتفاضة العراقيين منذ مساء الخميس 24 أكتوبر ولايزال لهيبها متصاعدا أكثر من الجولة الأولى. الانتفاضة في بغداد و9 محافظات في جنوبي العراق قد عمت كل المحافظات التي يقطنها الشيعة ووصلت الآن إلي محافظة ديالى التي يقطنها الشيعة والسنة.

 

وكان نظام الملالي وعملائه القمعيون يعتقدون أنهم قد أخمدوا الانتفاضة بالقمع المفرط والقتل الوحشي، لكن الآن مع تصاعد لهيب الانتفاضة من جديد وأكثر من ذي قبل، زاد الخوف في نظام ولاية الفقيه.

 

القمع الوحشي في العراق ..مجزرة في كربلاء ..18 قتيلا بالرصاص الحي و دهس السيارات

 

النظام الإيراني وخوفًا من الانتفاضة العراقية وتجذرها، يحاول عبر جهازه الإعلامي وصف انتفاضة الشعب العراقي مثل انتفاضات المواطنين الإيرانيين بأنها محرضة من قبل القوى الخارجية ووسائل الإعلام الاستكبارية والفضاء المجازي. ووصف تلفزيون النظام صيحات المواطنين العراقيين الضائقين ذرعًا من التدخلات الإجرامية للنظام في بلدهم، بأنها «صوت غير مألوف» يريد إسقاط النظام الحاكم.

 

الفجوة في أهم ركن يعتمد عليه نظام ولاية الفقيه

يعترف خبراء النظام وهم مصابون بالدهشة والحيرة والهلع من عاصفة الانتفاضة العراقية التي تجري في بغداد و 9 محافظات شيعية في الجنوب العراقي أي تلك المناطق والمواطنين الذين كان الولي الفقيه للنظام يصورهم بأنهم خاضعون لسيطرته ورهن إشارته وحاول النظام هذا العام في أربعينية الحسين من خلال إنفاق قدر كبير من الأموال أن يرسخ هذه الكذبة في أذهان العالم ويبتز من خلاله المجتمع الدولي.

 

دخول عناصر قوة القدس الإرهابية للنظام الإيراني إلى العراق بذريعة مراسيم الأربعين

 

أجل، لقد أدت الانتفاضة في العراق ثم الانتفاضة في لبنان إلى حدوث شقاق عميق في أسس استراتيجية التوسع لولاية الفقيه وجعلت العمق الاستراتيجي لخامنئي مهددًا بالانهيار.

وقال تلفزيون النظام يوم 25 أكتوبر: «القوى الاستعمارية … حتى الان اذا كانوا قد استخدموا عناصر تابعة لهم لتنفيذ عملية إسقاط … هذه المرة حاولوا استخدام هذه العناصر الخدومة للإسقاط من داخل أبناء الشيعة أو المقاومة أو المناطق الشيعية وهذه مرحلة جديدة».

 

سبب الضجة والخوف لدى نظام ولاية  الفقيه

عندما يلوح في الأفق ملامح انهيار العمق الاستراتيجي للنظام، فهو بمثابة انهيار الأساس الديكتاتوري الديني الذي لا أساس له في الداخل الإيراني وفي المجتمع الإيراني ولا معنى له سوى الانهيار والسقوط.

لكن علاوة على ذلك، فإن مخاوف الظالمين الحاكمين، تتأتى من حقيقة التأثير المتقابل بين الظواهر، وهنا التأثير المتقابل للانتفاضات والثورات على بعضها البعض. كتب مهدي محمدي، عضو في عصابة الولي الفقيه، «ما يجري في العراق ولبنان هو نسخ منقحة من الفتنة – في إيران وأعمال شغب في يناير2018. إن النمط العملي للجزء المنظم من الفوضى في العراق قريب جدًا من أساليب عمل (مجاهدي خلق  MEK ) ».

”النسخة المنقحة من الفتنة 2009“ عبارة ذات مغزى، تعني أخذ العبر من انتفاضة 2009 ؛ وانتزاع  فيروس الركوب المجاني وأي وهم للإصلاح في الفاشية الدينية الحاكمة، بناءً على نفس رؤية مجاهدي خلق MEK الجذرية التي أثبتتها الانتفاضات في العراق و لبنان وطهران. فيما يتعلق بالعراق والمجتمع العراقي، فإن تأثرهما من تجارب منظمة مجاهدي خلق في النضال ضد النظام والتطرف أكثر وضوحا مما يجب شرحه، والآن أصبح مؤيدو النظام هم الذين يعبرون عن خوفهم من التفاعل بين الانتفاضات والثورات ووصول النار إلى مستودع البارود الإيراني. وعبر أحد  أعمدة الحرس، سعد الله زارع، علانية عن خوفه من تأثير الشعوب وانتفاضتها على بعضها البعض، قائلاً: «أي حادث يحدث في مكان ما يمكن أن يكون مصدر إلهام في مكان آخر … يمكن أن يتأثر لبنان من العراق. وممكن أن يستلهم العراق من مكان آخر … »(تلفزيون النظام، 26 أكتوبر).

 

 مؤامرات النظام لحرف الانتفاضة

سوف يلجأ النظام الإيراني إلى كل الوسائل لقمع هذه الانتفاضات وإنحرافها إما عن طريق التدخل المباشر أو عن طريق مرتزقته. حتى الآن، لم يتورع في العراق عن ارتكاب أي جريمة لقمع المنتفضين والشباب العراقيين من خلال قوة القدس الإرهابية وقائدها الإجرامي، قاسم سليماني. خلفت الحملة الوحشية في الجولة الأولى من الانتفاضة الشهر الماضي أكثر من 150 قتيل وأكثر من 7000 جريح. لكن هذا القمع، كما رأينا، كان له تأثير معاكس، وكان صب الوقود على نار الانتفاضة وإضفاء الطابع الراديكالي والعنف لها.

لكن إلى جانب القمع السافر، سيحاول نظام الملالي الشيطاني متابعة أشكال أخرى من القمع السري والعمل السياسي باستخدام تجاربه الخاصة، مثل تظاهر بعض العملاء المخلصين والمرتزقة للنظام بالتعاطف مع المنتفضين لحرف مسارهم إلى طرق منحرفة باسم الإصلاحية. لكن المنتفضين العراقيين واللبنانيين أظهروا أنهم أكثر يقظة من أن ينخدعوا. يواصل سعد الله زارعي تصريحاته منزعجًا من أن المنتفضين العراقيين يهاجمون مراكز الحشد الشعبي وعصائب الحق ومكاتب زمرة الحكيم، ويتساءل «لماذا يهاجمون مكتب السيد الحكيم … أو السيد العبادي …» هؤلاء يدعمون الانتفاضة؟!

لكنه قد ولى زمن هذه الخدع المضللة و الإصلاحات المزيفة، ويبدو أن شعوب المنطقة قد اعتبروا من دروس انتفاضة 2009. وهم لم يعودوا ينخدعون من السياسيين الساقطين والتيارات العميلة من كل لون ويافطة كانت. المنتفضون والثائرون  يعرفون جيدا أن تجنيبهم من ممارسة العنف يأتي لكي تكون الوحوش مطلقة الأيدي في ممارسة العنف والقمع وارتكاب الجريمة. لقد تعلمت الشعوب من تجاربها المضرجة بالدماء أن رد النار بالنار!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة