الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران .. كوابيس نظام الملالي الاستبدادي التي لا نهاية لها بسبب الانتفاضات...

إيران .. كوابيس نظام الملالي الاستبدادي التي لا نهاية لها بسبب الانتفاضات المنظمة

0Shares

بنظرة عابرة على أخبار الشهر الماضي، يمكننا أن نرى بوضوح فزع عناصر نظام الملالي من تنظيم انتفاضات الشعب الإيراني الأخيرة. فمن ناحية نجد أن اعترافات السلطات الإيرانية بتنظيم الانتفاضة الإيرانية تعكس عمق اليأس الذي اجتاح النظام الديني الإيراني الفاشي بأكمله، ومن ناحية أخرى، يدل على استمرار الانتفاضات التي ستضغط على ياقة الطغيان النظام الديني الحاكم في إيران في المستقبل القريب.

وركز الحكام الدجالون في إيران قصارى جهودهم على التخلص من كابوس الانتفاضات المنظمة باستخدام ما لديهم من إمكانيات على  مدى 40 عامًا. إلا أن تنظيم انتفاضات شهر نوفمبر يجسد المرحلة النهائية للديكتاتورية في إيران. وتدل المواقف المرتبكة والمليئة بالرعب والفزع من جانب عناصر نظام الملالي الصغيرة منها والكبيرة على قرب اندلاع انتفاضات سوف تطيح لا محالة بالاستبداد الديني في إيران برمته من على وجه الأرض.  

وقال روحاني للتلفزيون الحكومي "شبكه خبر" في 4 ديسمبر: "لقد واجهنا مشكلة خلال الأيام القليلة الماضية والأسبوع الماضي. وسوف تعرفون في المستقبل اعترافات الأشخاص الذين تورطوا في هذه الأحداث، وستعلمون أنهم كانوا يخططون لهذه الأحداث منذ أكثر من عامين، وغير ذلك."

ذكرت وكالة "مهر" للأنباء في 20 نوفمبر أن مدير مكتب روحاني، الملا واعظي، قال:  "إن أولئك الذين شاركوا في هذه الاحتجاجات بطريقة منظمة وألحقوا بالبلاد خسائر فادحة سوف يتعرضون لأشد العقوبات، ولا يمكن التساهل معهم". 

ذكرت وكالة "فارس" للأنباء المنتمية لقوات حرس نظام الملالي في 4 ديسمبر أن محافظ خوزستان، غلامرضا شريعتي قال: "قامت مجموعة منظمة أثناء الاحتجاجات على مدى 3 أو 4 أيام في مدينة ماهشهر، بقطع طرق المواصلات بين هذه المدينة والأهواز وأميديه ورامشير وبندر إمام وبعض طرق المواصلات الأخرى في المدينة. ومنعوا المواطنين من المرور بالتهديد بالسلاح وإشعال النيران في إطارات السيارات. ونظرًا لتعرض مدينة ماهشهر التي تتمتع بإمكانات اقتصادية وتجارية، لمثل هذه الظروف، فهذا يدل على أن هذه الإجراءات منظمة ومدروسة ومخطط لها مقدمًا ولها هدف معين".

ذكرت وكالة "مهر" للأنباء في 27 نوفمبر: تفيد التقديرات الميدانية للمراسل الصحفي لوكالة "مهر" للأنباء  حول حجم الاحتجاجات على رفع أسعار البنزين خلال الأيام الماضية أنها اتسمت بالعنف المفرط المنظم وغير ذلك. حيث شاركت القوات المعادية المنظمة في الأحداث الأخيرة بوصفهم زعماء للمجموعات والمحرضين، مستخدمين تكتيكات واستراتيجيات محددة لا يمكن إنكارها.

وفي 3 ديسمبر، قال الدكتور عبدالله كنجي، في المقال الرئيسي لصحيفة "جوان" المنتمية لقوات حرس نظام الملالي:   

"إن مثيري الشغب مدربون في مواجهة الكاميرات والقرص الصلب لكاميرات المراقبة، وكيفية تخريب البنوك، وتركيز الهجوم على المراكز العسكرية والشرطية بغية الحصول على الأسلحة، وإغلاق بعض الطرق بالأسلحة النارية، وغيرها . ووجود بؤر تنفيذية مرحلية تتميز بسرعة الحركة لإنهاك قوات الشرطة…"

بعض الخصائص الهائلة الأخرى:

 1- التنظيم في فرق متعددة الطبقات تعتمد على نفسها، مكونة من 7 إلى 10 أشخاص وتضم عناصر للتحرك من أجل الدعوة لأعمال الشغب، وعناصر للقيام بعلميات تخريبية للتشجيع وبث روح المغامرة والجرأة في الآخرين، وعناصر للتأمين للحفاظ على الفريق من تصرفات الشرطة والأفراد وهروب الفريق في الظروف غير الآمنة.

 2-  التدريب والمعرفة الدقيقة والإلمام بأساليب الاشتباكات في المدن، وإلحاق خسائر فادحة بالبلاد والهروب من الاعتقال، والقتال بحيث يتمكن كل فريق في غضون فترة زمنية قصيرة من تعطيل الأنظمة الأمنية لمحطات الوقود والبنوك والمتاجر أو استخدام الغطاء وأماكن الاختفاء المناسبة ليقوموا بإضرام النيران والنهب. ويدل تشابه أعمال هذه الفرق في مختلف المدن واختيار الأهداف نفسها على مستوى تدريبهم العالي واستعدادهم منقطع النظير.

 3-  استخدام المعدات والأدوات المهنية في الأعمال التخريبية الإجرامية، بدءًا من إضرام النيران والتخريب باستخدام معدات وأساليب خاصة حتى استخدام الأسلحة البيضاء والأسلحة النارية بحيث تنتهي  مهامهم بسرعة مخلفةً وراءها تأثيرًا عميقًا وخسائر ضخمة، وغير ذلك. 

إن إرادة الشعب الإيراني القوية والحازمة والمنظمة التي لا تقهر والمنتصرة ألقت بكابوس الفناء على نظام القروسطى والاستبداد الديني الحاكم في إيران من خلال تقديم أكثر من 1500 شهيد معتز بنفسه وبإيرانيته للإطاحة بنظام ولاية الفقيه. ومن هنا نرسل السلام والتحية والإعزاز والتقدير لشهداء المدن الإيرانية الثائرة من أجل الحرية، والتحية والسلام إلى القلوب الأبية المنتفضة والحب الذي توقف عن الحركة حتى يظل قلب الانتفاضة نابضًا من أجل الحرية. وبهذا قد بدأ تمزق سلاسل الاستبداد الرجعي على أيدي الشعب الإيراني.  وبات قصر ولاية الفقيه للقهر والظلم على وشك الانهيار. واليوم لم يرسل المجتمع والتاريخ الإيراني السلام والتحية للثوار والإشادة بهم فحسب، بل العالم أجمع يفعل ذلك مبهورًا بشجاعة وإقدام الشباب الإيراني في تسطير تاريخ يبهر البشرية جمعاء. 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة