الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران..تلوث الهواء الشديد هدية الملالي القاتلة

إيران..تلوث الهواء الشديد هدية الملالي القاتلة

0Shares

على مدار الأيام القليلة الماضية، أصبح تلوث الهواء قضية متأزمة في العديد من كبريات المدن الإيرانية. يوم الخميس، 31 ديسمبر، وصل تلوث الهواء في 11 مدينة في إيران، بما في ذلك طهران وأصفهان والأهواز وزنجان وكرج ومشهد وتبريز وأورمية وأراك وقزوين وقم إلى مرحلة الخط الأحمر وبات متأزمًا. وتجاوز مؤشر تلوث الهواء في بعض مناطق طهران 200 ميكروغرام/متر مكعب.

وصف خبير هيئة الأرصاد الجوية، في تلفزيون النظام صباح الخميس 31 ديسمبر تلوث الهواء في طهران، بأنه غير مسبوق وغريب بل وأكثر فتكًا من كورونا. وقال شاهسوني، رئيس قسم صحة الهواء وتغير المناخ في وزارة الصحة التابعة للنظام: "إن جودة الهواء في بعض مناطق العاصمة طهران في وضع خطير" (30 ديسمبر 2020).

على السياق نفسه، قال بندبي، محافظ طهران، في 30 ديسمبر، إنه أعطى جهانغيري خطة إغلاق لمدة يومين لطهران لتوافق عليها الحكومة ؛ لكن حكومة روحاني لم تتخذ الخطوات اللازمة لإغلاق طهران.

لكن أغلقت مدينة أصفهان و 10 أقضية في محافظة أصفهان، الخميس، لليوم الثاني على التوالي بسبب شدة تلوث الهواء.

عواقب تلوث الهواء؛ التلاعب بأرواح المواطنين

خلال فترة حكم الملالي، أصبح تلوث الهواء من أكثر المشاكل ضرراً على البيئة في طهران والمدن الكبرى الأخرى في إيران. أنوشيروان بندبي (المحافظ الحالي في طهران) عندما كان المتحدث باسم لجنة البيئة في مجلس شورى النظام، اعترف بأن 16000 شخص في طهران يموتون كل عام فقط بسبب تلوث الهواء (فبراير 2009).

لم يكن لتلوث الهواء تأثير مميت على مرضى الجهاز التنفسي والقلب فحسب، بل كان له أيضًا تأثير كبير على حياة جميع الأشخاص (حتى أولئك الذين لا يعانون من المرض) حيث "قلل من متوسط ​​العمر المتوقع للإنسان في طهران بمعدل 5 سنوات" و "نحن نعيش في طهران، حيث مع حصيلة الوفيات الأسبوعية بسبب تلوث الهواء، يبدو أن طائرة إيرباص عملاقة تتحطم في طهران كل أسبوع، ونحن (السلطة) لا نهتم!" (فراهاني – عضو لجنة التخطيط والميزانية في مجلس طهران – نوفمبر 2017).

بات هذا الوضع قائم بينما في عام 1995، أصدر مائة خبير في البيئة والجغرافيا والتخطيط الحضري خلال اجتماع في حديقة مدينة (بارك شهر) طهران، بيانًا بعنوان "هواء طهران في عام 1995" ووصفوا لأول مرة حالة تلوث الهواء في طهران بأنها "أزمة وطنية"، محذرين من عواقب عدم اتخاذ أي إجراء بشأن ذلك؛ لكن الآن، بعد 25 عامًا من هذا التحذير، ليست طهران وحدها، بل العديد من كبريات المدن الإيرانية تعيش حالة "حرجة وحمراء" من حيث تلوث الهواء.

ويأتي هذا الوضع في حين بعد توسع كورونا والحجر الصحي والمسافات الاجتماعية، انخفض حجم حركة السيارات في العالم بشكل كبير وتحدثت وكالات الأنباء عن "تنفس الأرض" بسبب انخفاض جودة ملوثات الهواء. بيد أن في إيران وعلى عكس بقية العالم ، نشهد المزيد من الهواء الملوث في المناطق الحضرية وهو أمر كارثي رغم أنه بالإضافة إلى قيود كورونا، كان لارتفاع أسعار البنزين منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 أثر كبير أيضًا في الحد من حركة مرور السيارات.

سبب الكارثة

في عام 2016، أعلنت أجهزة النظام أن سبب تلوث الهواء هو استخدام المازوت. وهو أسوأ أنواع الوقود الأحفوري الذي تستخدمه المصانع والأفران ومعامل الطابوق في إيران في ظل حكم الملالي بسبب سعره المنخفض، ودخانه شديد التلوث ينتقل إلى سماء المدن وفي الواقع إلى رئتي المواطنين.

بعد أنباء عن استخدام المصانع للمازوت، تصاعدت الاحتجاجات الاجتماعية وأصبح "الهواء النظيف" مطلبًا واسع النطاق. أصبح نظام الملالي قلقًا وأصدر قانونًا شكليًا يحظر استخدام المازوت ويطلب من المصانع استخدام الغاز بدلاً منه؛ لهذا الغرض، خصصوا ميزانية لهذه القضية.

بات واضحاً الآن أن النظام لم يقم إطلاقًا باتخاذ أي إجراء لمنع استخدام المازوت من قبل المصانع، بل ضاعت أيضاً الميزانية المعتمدة! ومن غير الواضح أين صرفت، بل استخدام المصانع لوقود المازوت آخذ في الازدياد.

حتى وسائل الإعلام الحكومية ذكرت: "حاليًا"، يلعب مصنع أبيك للأسمنت ومحطة رجائي للطاقة دورًا رئيسيًا في إنتاج تلوث الهواء في محافظة طهران. و"التركيبات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري (المازوت) شديدة السمية وخطيرة وأحياناً مسببة للسرطان"  (موقع قطره الرسمي 25 ديسمبر2020).

في هذه الحالة، ألقى المسؤولون الحكوميون، دون أن يذكروا "ماذا حدث للميزانية المعنية وأين صرفت؟!"، باللوم على الناس وألقوا باللائمة على أن سبب استخدام المصانع لوقود المازوت هو ارتفاع استهلاك الغاز من قبل الناس، قائلين: "إذا انخفض ​​استهلاك أجهزة التدفئة (من قبل الناس) بدرجة واحدة، سيتم تعويض احتياجات الصناعات من الغاز، التي تسببت في قطع الغاز عنهم" (بندبي، محافظ طهران، 30 ديسمبر 2020).

نعم، خطف الهواء النقي والسماء الزرقاء من الشعب الإيراني هو من التداعيات الأخرى لـ41 عاما من النهب والسلب، من قبل نظام لا يفكر بشيء سوى النهب والسرقة والتحريض على الحرب والقمع. لكن بالتأكيد سيأتي اليوم الذي تكون فيه سماء المدن الإيرانية صافية وزرقاء، وهوائها نقي، وتعرض جمالها الغني للشعب، في ظل حكومة قائمة على أصوات الشعب.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة