الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالوضع في إيران متفجر وغير قابل للإرجاع!

الوضع في إيران متفجر وغير قابل للإرجاع!

0Shares

نظرة علی المواجهات حول الموعد النهائي المحدد للاتفاق النووي

 



بقلم:عبدالرحمن مهابادي


مع اقتراب الموعد النهائي في 12 مايو، الذي حدده الرئيس ترامب فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع النظام الإيراني، تتزايد التکهنات حول مصير الاتفاق. يقول البعض أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من هذا الاتفاق، والبعض يخالف وجهة النظر هذه. في الوقت نفسه يريد النظام الإيراني ولوبياته تصوير خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي علی أنه بداية حرب في الشرق الأوسط وبهذه الطريقة يريدون تخويف الرأي العام.
الأمر الذي يمکن أن يکون أساسا للتحليل الصحيح لهذه القضية هو الفهم الحقيقي لطبيعة النظام الإيراني، الذي دخل الآن في عمر ال40 عام. بدون هذا، لا يمکن للمرء أن يتحدث عما ستکون عليه نهاية الموعد النهائي.
النظام الإيراني الحالي، الذي کان هدفاً سياسياً رجعيًا استعماريًا، أساسًا في بروزه. منذ بدايته قام باستغلال المشاعر الدينية للشعب الإيراني، وترکز تشکيل أساساته وبقائه علی غزو واحتلال البلدان عن طريق نشر الحروب فيها. في البداية سلمت الکثير من بلدان المنطقة لاستراتيجية هذه القوة الجديدة التي أمسکت زمام الحکم في إيران وخضعت لها واتبعت السياسة الناعمة فيما يتعلق بمواجهتها. هذه السياسة، بطبيعة الحال، هي التي حفزت النظام الإيراني وجعلته أکثر جرأة، وفي السنوات التالية، أدت إلی مزيد من تدخل النظام في الشؤون الداخلية للدول. المثال البارز في هذا الاتجاه هو العراق وسوريا ولبنان واليمن، تلک الدول التي أصبحت الآن حقيقة مريرة في يومنا هذا.
إن اعتماد مثل هذه السياسة فيما يتعلق بالنظام الأصولي في إيران لم يکن محصوراً في المنطقة فقط. لکنها استولت علی أجزاء کبيرة من العالم، اتبعت بلدان العالم الکبری مثل هذه السياسة مع النظام الإيراني لسنوات عديدة وذالک بغضها النظر عن جرائم النظام الإيراني، وخاصة في حالة انتهاکات حقوق الإنسان.
هذه السياسة لم توقف نظام الهيمنة الحاکم في إيران عن التحرک. لقد تمکن النظام الإيراني من شراء الصمت الدولي في مقابل جرائم النظام أو الحصول علی الدعم عن طريق استخدامه لأدوات مثل : (اطلاق التيار أو الحرکة الاصلاحية المزيفة والکاذبة في الحکومة) و (بذخ صرف الدولار والنفط الإيراني علی متبعي سياسات التماشي والاستراضاء الغربيين). النظام الإيراني من خلال سياسة (السکوت أو الدعم مقابل دفع الدولار والنفط) استطاع أن يصل لتحقيق أهدافه الخطيرة التي کانت بالاضافة لقتل معارضيه في کل من جهتي الحدود مشروع الحصول علی السلاح النووي الذي وصل فيه الی مراحل متقدمة أيضا. يمکن رؤية الطبيعة المدمرة لسياسة الاسترضاء والتماشي المتبعة مع النظام الإيراني من خلال إهمال المجتمع الدولي لمثل هذا المشروع الخطير للغاية، ولو لم تکشف المعارضة الإيرانية عن ذلک (المشروع النووي للنظام الإيراني)، لکان مصير المجتمع الانساني المعاصر الآن مختلفًا!
ولکن علی ما يبدو أن الغرب مازال نائما حتی الاعوام الاولی بعد عمليات فضح المشروع النووي المذکورة وکان يجب تمديد اللعبة حتی الدقيقة ال 90. لان الاتفاق الذي وقعه الغرب مع النظام الإيراني کان في الحقيقة لعبة أخری في الأرضية نفسها. لأن هذا الاتفاق لا يمنع النظام من الحصول علی السلاح النووي! لذلک، يجب قطع يد النظام الإيراني بشکل کامل ومطلق في موضوع الحصول علی السلاح النووي. الحقيقة هي أن المجتمع الدولي يقترب الآن من تحقيق ذلک إلی حد ما، و المجتمع الدولي الآن قد ألقی الکرة في ملعب النظام الإيراني بحلول الموعد النهائي في 12 مايو 2018.
ليس عبثا أن نری الآن الولايات المتحدة والدول الکبری في الشرق الأوسط تنأی بنفسها عن سياسة التعاملات والتنازلات مع النظام الإيراني وتتبنی سياسة جديدة وحاسمة والتي ستؤثر بلا شک علی الآخرين أيضا. إن حصول النظام الحاکم في إيران علی السلاح النووي لن يهدد المنطقة فحسب، بل سيعرض العالم أيضًا لخطر کبير جدا. لأنه في الفکر الرجعي والأصولي لولاية الفقيه، لا توجد حدود للسيادة. يجب أن يکون العالم أجمع في يد “الله سبحانه وتعالی” الذي يعتبر الملالي أنفسهم ممثلين عنه (حاشا لله) !
مع مثل هذا الإدراک والمعرفة للنظام الإيراني، يجب أن ننظر جليا إلی مصير الاتفاق النووي في الموعد النهائي في 12 مايو 2018. هل سيقبل النظام الإيراني بشروط الولايات المتحدة؟ هل الولايات المتحدة جادة في الخروج منه؟ إذا کان النظام لا يقبل شروط الولايات المتحدة، فهل سيتم إلغاء الاتفاق؟ وهل ستندلع حرب بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق و. ..؟
تلک وغيرها الکثير من الأسئلة التي يمکن الإجابة عنها سؤالا تلو الآخر بشکل فردي. ولکن ما يجب قوله بالتأکيد هو أن النظام سيصبح أکثر ضعفا في المشهد الظاهري من الموعد النهائي هذا وإن ما سيحمله الموعد النهائي هذا هو المزيد من الانهيارات والانکسارات والهزائم للنظام الإيراني.
إن الإدراک الدقيق لطبيعة النظام المثير للحروب الحاکم في إيران يخبرنا بغض النظر عن أي صعود وهبوط في هذه القضية، بإن تغيير النظام في إيران يقترب ويقترب يوما بعد يوم. اذا قبل النظام شروط الغرب والتي هي عبارة کأس سم أکثر سوادا وتأثيرا من کأس السم السابق للمشروع النووي فان هذا سيؤثر بسرعة علی کامل هيئات وارکان النظام. إذا لم يقبل النظام الشروط المطلوبة أيضا، فهناک عقوبات أکثر عنفا وقساوة ستطبق علی النظام. واذا تم اتخاذ قرار الحرب التي سيکون النظام الإيراني المبادر اليها فالنتيجة ستکون واضحة للجميع مقدما.
لکن الکلمة الأخيرة
في ظروف اقتراب الموعد النهائي المعلن، نری أن انتفاضة الشعب الإيراني دخلت مرحلة جديدة في إيران. وجميع طرق التنفس والبقاء، التراجع، أو التقدم مغلقة في وجه هذا النظام والوقت يجري علی حساب النظام الحاکم في إيران وفي ضرره وخسارته. أظهرت الانتفاضة أن الشعب الإيراني لن يکون راضياً بأقل من تغيير النظام في إيران. إن ما تسبب في دب الرعب والخوف في جميع ارکان هذا النظام المهتزة أساسا ليس مصير الاتفاق النووي (علی الرغم من أنه کان مهما جدا بالنسبة له حتی الأمس)، وإنما الاتجاه المتسارع الذي بدأ مع بداية الانتفاضة الإيرانية ووضعها موضوع تغيير النظام في منظورها وتوقعتها القريبة جدا. بالنسبة للشعب والمعارضة الإيرانية، فإن مصير الإتفاق مهم جدا في هذا الصدد، حيث أن أي من الخيارات القادمة سيسرع من هذا التغيير الکبير. وبالتالي، فإن ما ينبغي أن يکون محور اهتمام الشعب والمعارضة للإطاحة بهذا النظام هو أن يکونوا أکثر استعدادًا قدر الإمکان لجعل هذا التحول الکبير في إيران يصب في صالح إيران.


کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة