الثلاثاء, مايو 14, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومحملة "جهارشنبه سوري"..ساحة حرب تربك حسابات النظام

حملة “جهارشنبه سوري”..ساحة حرب تربك حسابات النظام

0Shares

تحول احتفال (جهارشنبه سوري) ليلة الأربعاء الأخير في السنة الإيرانية إلى مسرح للمواجهة بين أبناء الشعب والشباب الضائقين ذرعا وبين النظام، حيث جاءت المناسبة هذا العام بشكل أكثر خطورة وأعمق وأشد نيرانًا من العام الماضي والسنوات السابقة.

وعبّر قائد قوة الشرطة القمعية في طهران الكبرى العميد رحيمي بوضوح عن هذه المواجهة والجبهتين عندما قال: "سنتعامل بحزم مع البلطجيين الذين ينشطون في قضايا الأمن والتجسس!".

بقليل من التأمل في كلام هذا العنصر المجرم، يمكن تحليل حديثه إلى اعترافات يفهم منها قصده من "البلطجيين الناشطين في قضايا الأمن والتجسس" بأنها معاقل الانتفاضة والشباب المنتفضين وجيش العاطلين عن العمل والجياع الذين سلب منهم النظام الخبز، وحرمهم من كل خيرات البلاد، و"الأعداء" إشارة واضحة لمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية التي تقود الحركة الكبرى من أجل الحرية والعدالة للشعب الإيراني.

ترتيبات وتهديدات غير مجدية

أدرك النظام منذ البداية أهمية هذه الحملة وكان خائفا من عواقبها، حيث حشد قواته وجهزها قبل شهر تقريبًا وأعلن مرارًا اكتشاف كميات كبيرة من المواد الحارقة إلى جانب مجموعة متنوعة من الأسلحة النارية والذخيرة.

رؤساء إنفاذ القانون ظهروا واحدا تلو الآخر في الساحة ليهددوا اولئك الذين يتجاهلون تلك المحظورات المعلنة ويعبثون بالأمن (المقصود أمن النظام) إلى أنه سيتم معاملتهم بصرامة، وبعكس السنوات السابقة، التي كان فيها الازدحام فقط في الشوارع والساحات الرئيسية محظورا، فقد حظر هذا العام التجمع والألعاب النارية في جميع أنحاء المدينة، وتوعد من يخالف ذلك.

وزعم قائد قوات الشرطة في طهران حول ما حدث بالقول "لم تكن الأحداث ليلة الأربعاء الأخير من السنة في هذا العام أفضل مما حدث في العام الماضي، وكان لدينا 25 تفجيرات وحالات دمار في طهران فقط".

لم يكن وضع النظام في كثير من المدن، خاصة في مراكز المحافظات، أفضل مما كان عليه في طهران العاصمة، ففي معظم المدن، تجمع الناس، وخاصة الشباب، وأضرموا النيران، مستخدمين كميات كبيرة من المفرقعات والألعاب النارية والمواد الحارقة، في أجزاء كثيرة من المدينة، حيث أثاروا أجواء ساحة المعركة، وهي حرب تدور بالفعل بين الشعب الإيراني وهذا النظام المعادي لإيران، من خلال إشعال النيران في لافتات النظام الدعائية والصور الشائنة لخميني وخامنئي ودميتهم، فقد أظهر الشباب المنتفضون عزمهم على إشعال النار في هذا النظام الشرير وألحقوا به هزيمة قاسية.

معنى ورسالة الحملة الناجحة

ما حدث يوم جهارشنبه سوري من هذا العام، عشية عام 1400 الإيراني، يتضمن نتائج ودروس اجتماعية وسياسية مهمة، وذات قيمة وطنية هامة، يمكن سردها في النقاط التالية:

  • مع تجمعات الناس والشباب في طهران ومدن الوطن الأخرى، انحل لغز تعويذة كورونا؛ الشعوذة التي حاول بها النظام تجميد المجتمع واستخدامه لإخضاع الناس، أظهر الناس والشباب أنهم قبلوا حتى مخاطر كورونا للتعبير عن غضبهم وكراهيتهم للنظام.
  • اصيب سيف ترهيب النظام بنبوة شديدة، وأصبح النظام عاجزًا عن منع تعطش الشعب للحرية وخاصة الشباب، حيث لم تعد ممارساته تنفع، لا بالاعتقالات، ولا بالإعدامات اليومية، ولا بكورونا وقيوده، ولا بالفقر والبؤس الذي أصابت أضراره أكثر من 80٪ من المجتمع الإيراني .
  • على وجه الخصوص، لا بد من التأكيد على الطاقة الثورية الكبيرة لجيل الشباب في الوطن، والتي لم يعد يوم جهارشنبه سوري الناري سوى أحد مظاهرها هذا العام، إن وجود هذا الجيل وخصائصه جلي لدرجة أنه حتى العصابات البلطجية التابعة للحرس لا يمكن أن تتجاهلها أو تنكرها.
  • الفارق بين الإعلان عن اكتشاف مواد حارقة هذا العام والأعوام السابقة أنه تم اكتشاف هذه المواد هذا العام في مختلف المحافظات، إلى جانب الإعلان عن اكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة النارية والذخيرة، وأصبحت ممارسة بيع وشراء الأسلحة والذخائر بين الشباب ظاهرة جديدة نشهدها منذ انتفاضة نوفمبر 2019، وبحسب قيادات الحرس فإن ما يتم اكتشافه ومصادرته هو جزء صغير من الواقع، حيث بات التدفق يحدث تحت جلد المدن العاصية، وأن الناس، وخاصة الشباب المنتفضين، الذين هم القوة الرئيسية لأي انتفاضة وثورة، يؤمنون إلى حد كبير أن اللغة الوحيدة التي يفهمها الملالي القذرون والحرس المجرم هي الحزم والانتفاض، ويؤكدون بأن النار بالنار، وهذا هو الرد القاطع للشعب ولشباب الوطن ضد ديكتاتورية ولاية الفقيه!.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة