الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالنظام الإيراني مُحاصر بالأزمات وحالة الاحتقان الشعبي إلى درجة الانفجار

النظام الإيراني مُحاصر بالأزمات وحالة الاحتقان الشعبي إلى درجة الانفجار

0Shares

شارك رؤساء السلطات الثلاث في نظام الملالي بعد ظهر يوم الاثنين 28 ديسمبر2020 مؤتمرا صحفيا بعد اجتماع مشترك. وكانت المخاوف بشأن الحالة الحرجة التي يعيشها الشارع الإيراني والمخاطر التي تهدّد النظام برمته، بادية في تصريحاتهم. حيث أعرب الرجل المخادع روحاني عن قلقه من "القطبية الثنائية في المجتمع". فيما تحدث قاليباف عن "تضخم" جامح. كما حذر إبراهيم رئيسي  من أزمة "معيشية وكورونا".

مجتمع بثروات منهوبة

إن تحذير رؤساء السلطات الثلاث في نظام ولاية الفقيه من الخطر الاجتماعي يأتي في وقت وصل فيه "ارتفاع الأسعار" إلى نقطة حيث "لم يعد من الممكن العثور على الخبز وحده للأكل على موائد الناس الفارغة من الدجاج واللحوم والبيض" (صحيفة كار وكاركر الرسمية -28 ديسمبر).

يمكن من خلال إلقاء نظرة على بعض الأمثلة الأخرى، التي تعتبر بمثابة غيض من فيض وملأت حتى الصحف الحكومية الخاضعة للرقابة الحكومية، أن نحصل على صورة أكثر شمولاً للوضع الاجتماعي والاقتصادي السيئ الحالي.

"القوة الشرائية للعمال انخفضت إلى الربع خلال السنوات التسع الماضية." (هذا ما قاله مهربور، خبير اقتصادي حكومي، 28 ديسمبر 2020).

"وورد في الاخبار ان اقتراحا بزيادة (70٪) لسعر الخبز تم تقديمه لمجلس الوزراء. في هذه الحالة، يمكن لكل إيراني شراء 8 أرغفة فقط من خبز من نوع سنكك شهريًا بمبلغ الدعم الحكومي 45000 تومان. (حسب صحيفة كار وكاركر الرسمية في 28 ديسمبر2020).

رئيس لجنة الموازنة في مجلس مدينة طهران: اليوم لدينا 7 فئات عشرية فقيرة وثلاثة أعشار فقط من المجتمع فوق خط الفقر، ولم نواجه مثل هذا الوضع من قبل.

حالة احتقان لا تطاق على وشك الانفجار

وأضاف "يجب أن لانتبنى اسلوبا يجعل الناس غير راضين وفي موقف احتجاج ومواجهة متسرعة". (صحيفة مردم سالاري الرسمية، 28 ديسمبر).

"علينا أن نخاف عندما لا يقبل بركان الجياع أي قوة كابحة. على الحكومة أن تفكر بأسرع ما يمكن بشأن معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم والفقر في المجتمع، وإلا سنشهد (عواقب وخيمة)". (صحيفة آرمان الرسمية، 27 ديسمبر).

في دولة هي خامس أغنى دولة في العالم بسبب ثرواتها المعدنية الهائلة ومواردها البشرية والطبيعية الهائلة، ما سبب هذا الفقر والعوز؟ لأن الأرصدة والثروة التي يملكها الشعب الإيراني إما تدر في جيوب الحكام الناهبين، أو تنفق على تحقيق أحلام شريرة لولاية الفقيه الشيطانية. هم أنفسهم يعترفون:

الميزانية 2021 "هي أرضية لزيادة فلكية في رواتب (المسؤولين) الحكوميين … سنرى رواتب فلكية قدرها 60 مليون تومان" (صحيفة مردم سالاري الرسمية – 28 ديسمبر)؛

اعترف الزهار، وهو عضو بارز في حماس، في التلفزيون الرسمي بأنه: "في عام 2006، خلال زيارة لطهران، أخبرت قاسم سليماني بأننا (حماس) لدينا مشكلة مالية. رد على الفور وأعطانا 22 مليون دولار في عدة حقائب في المطار في اليوم التالي. كان من المفترض أن يمنحنا المزيد من المال، لكننا لم نتمكن من حمل أكثر من حقيبة من الدولارات. "(الزهار – مقابلة مع تلفزيون العالم لنظام الملالي – ديسمبر2020)

الخوف من غضب المواطنين

هذا الوضع لا يخفى على أعين الشعب الإيراني. ولهذا يردّدون في كل انتفاضة واحتجاج شعار: "اتركوا سوريا، وفكروا فينا" و "ماذا حدث لأموال النفط؟..تم انفاقها على الباسيج " ؛ "القائد يتأله والأمة يتسوّل" …

وهذا هو الأمر الرهيب الذي يخاف منه خامنئي وقادة النظام الإجرامي الناهب. وهم يعرفون أنه على الرغم من أن كورونا قد وفّر الآن مؤقتًا فرصة وجيزة لإنقاذهم من نيران غضب الأمة، لكن "مع تراكم هذه القضايا (الفقر وارتفاع الأسعار، إلخ) خلف جدار كورونا، وبعد انهيار هذا الجدار، تبقى كومة كبيرة من مشاكل .. ولحظة حرجة على الطريق ”(صحيفة ابتكار الرسمية، 27 ديسمبر).

نعم، إن رعب "اللحظة الحاسمة" هو الذي يجبر قادة وكلاء النظام على تصدر المشهد ليحذروا الواحد تلو الآخر من هذا الخطر الكبير وإطلاق أجراس الإنذار.

لكن "بركان غضب الجياع" لا يخمد بالتحذيرات والإنذارات. ليس ذلك اليوم بعيدًا عندما تندلع "اللحظة الحرجة" لهذا البركان عندئذ سيتحوّل نظام النهب والجريمة بأكمله إلى رماد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة