الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانحجب مواقع الانترنت من قبل نظام ولاية الفقيه وما السبب الذي يکمن...

حجب مواقع الانترنت من قبل نظام ولاية الفقيه وما السبب الذي يکمن وراء ذلک؟

0Shares


بقلم: المحامي عبد المجيد محمد

 


يسعی العالم اليوم الی استخدام أحدث التکنولوجيات وعلی وجه الخصوص ما يتعلق بأمور الاتصالات وتکنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل ويبقی العالم هذه الخيارات مفتوحة وفي متناول الجميع. لکن النظام الفاشي لولاية الفقيه الحاکم في إيران علی العکس يسعی فيه الولي الفقيه وبقية مفاصل هذا النظام لتقليل استخدام الشعب الإيراني لهذه التکنولوجيا وحرمانه منها.
وزارة مخابرات الملالي سيئة السمعة متقدمة وضليعة في هذا المجال و تسعی بکل جهدها واستطاعتها لفرض رقابة علی مواقع التواصل وحجبها حتي تمنع الشعب الإيراني من الوصول لهذه التکنولوجيا. نسعی في هذه المقالة للاجابة علی هذا السؤال لماذا يقدم النظام الإيراني علی مثل هذا العمل؟ خطابات ومواقف مفاصل هذا النظام القمعي تجيب عن تساؤلاتنا.
علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لبرلمان النظام في ٣١ مارس قال:
“کأقصی حد حتی ٢٠ أبريل سيتم اغلاق التلغرام وسيتم أضافه نظام وطني مشابه للتلغرام في مکانه وهذا القرار تم اتخاذه علی أعلی مستوی … بالنظر الی الدور المخرب والمدمر لبرنامج التلغرام في أزمات العام الماضي .. هذا الموضوع مهم جدا من ناحية الامن القومي”. بروجردي يقصد بکلمة أعلی المستويات في اشارة منه الی خامنئي الذي يملک القرار والکلمة الاخيرة في جميع المسائل وبشکل خاص المسائل الامنية والمسائل التي تتعلق بقاء أو سقوط النظام. بروجردي يقصد بکلامه أيضا عن الشبکة أو النظام الوطني هو أن تکون تحت سيطرة وتحکم ورقابة النظام بشکل کامل.
عطفا علی الموضوع أعلاه نقلت وکالة الانباء الحکومية مهر في تاريخ ٣١ مارس تحذير خامنئي خلال العام الماضي بخصوص خطر الفضاء الافتراضي وخطر الترحيب الواسع النطاق لشبکاته بما فيها التغرام ومن جملة ما قاله خامنئي في ٢٢ مايو ٢٠١٧ هو: “من وجهة نظري فان وسائل التواصل الاجتماعي هذه عبارة عن فرصة وعن خطر أيضا والخطر في أنه من الممکن أن توثر هذه الکلمات والشبهات المنتشرة علی هذا الفضاء في عقل وذهن الشباب وغير الشباب وهذا هو الخطر الحقيقي”.
خامنئي أيضا في تاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧ کان قد قال: “فيما يتعلق بموضوع الفضاء الافتراضي أقول بأن تنتبهوا من ضربات مدفعية العدو في هذا المجال عليکم الحذر. لا تستخدموا هذا الفضاء المعادي ضد هويتکم ووجودکم ونظامکم … هناک الالاف من مدفعيات نشر الکذب ومدفعيات تضخيم المشکلات تعمل بازدحام علی الاطلاق ضدنا من الطرق المتاحة في يومنا هذا ولم تکن موجودة سابقا”.
بالاضافة الی هذا قال خامنئي في يوم ٩ يناير من عام ٢٠١٨ (أي في الايام التي وصلت فيها انتفاضة الشعب في کثير من المدن الإيرانية الی ذروتها وأوجها) متشکرا المسؤولين الأمنيين والعسکريين وقوات الحرس والبسيج: “المسؤولين المختصين هم اؤلئک الذين يتحمسون لثوران الفضاء الافتراضي ويقومون بعمل ما أو يتکلمون بحرف واحد يختلفون عن اولئک الاشخاص المرتبطين بمجاهدي خلق فهم ليسوا متشابهين”! 
من بين کل الشبکات الاجتماعية يعتبر التلغرام من أکثر البرامج والشبکات الاجتماعية شعبية في إيران. حسب قول وزير الارشاد في حکومة الملا حسن روحاني: 80٪ من المعلومات التي يتم الحصول عليها باللغة الفارسية في الفضاء الإفتراضي تتم عن طريق التلغرام. ووفقًا للاحصائات الصادرة عن مؤسس شرکة تلغرام ومديرها التنفيذي، فإن هذا البرنامج لديه حاليًا أکثر من 200 مليون مستخدم نشط ، 40 مليون منهم إيرانيون.
السمة الأهم في برنامج التلغرام بالنسبة للإيرانيين الموجودين تحت قمع وحنق الدکتاتورية الدينية هي الحصول علی ميزة الأمن وابتعاد هذا النظام المراسلاتي عن سيطرة وتحکم وزارة مخابرات النظام.
الفاشية الدينية الحاکمة في إيران تخشی أي نوع من انواع تبادل المعلومات بين الإيرانيين. وقد خضعت ادارة برنامج التلغرام لضغوط عدة مرات في سبيل ايصال خدماتها الی إيران أو التعاون مع وزراة مخابرات هذا النظام من أجل فرض قيود علی عمليات التواصل.
وقد أظهر مستخدمو ومسؤولو برنامج التلغرام فعاليتهم وتأثيرهم خلال المظاهرات الشعبية في اواخر عام ٢٠١٧ وبداية العام الميلادي الحالي ومنذ ذاک الوقت سعت الاجهزة القمعية الی اتباع عمليات الحجب والرقابة عن طريق عمليات الاسترضاء والابتزاز والرشوة لمسؤولي برنامج التلغرام لاجبارهم علی اعطاء معلومات المستخدمين للحکومة أو سيقومون باغلاق قنوات المجموعات المرتبطة بالمقاومة وبالمنتفضين.
لکن مدير برنامج التغرام اعلن عدم اذعانه لمطالب النظام القمعي وحتی الان لم يتم اعطاء ولو حتی واحد بايت من معلومات مستخدمي برنامج التلغرام لحکومة ولاية الفقيه.
ومن الجلي جدا أن عمال القيود الشديدة علی الانترنت وحجب الشبکات الاجتماعية من الامثلة الواضحة علی قمع عمليات التواصل وايصال المعلومات والتي تعتبر انتهاکا سافرا جدا للمعاهدات واللجنات الدولية.
وکنا رأينا أن الخامنئي شخصيا أجاب عن سؤالنا أنه لماذا يجب السيطرة علی شبکات الانترنت وفرض الرقابة عليها في إيران. مع اقتراب نهاية الموعد النهائي في ١٢ مايو الذي حدده الرئيس الامريکي حول موضوع الاتفاق النووي يجب علی الخامنئي اتخاذ قرار قاطع ونهائي وباتخاذه هذا القرار يتوجب عليه احتساء کؤوس السم الزعاف في امور حقوق الانسان والصواريخ واخراج قوات التدخلات السافرة من دول المنطقة و… الخ.
ولکن الأهم من کل ذالک وما يستوجب القلق البالغ من قبل خامنئي وجميع مفاصل نظامه ککل هو ارادة وتصميم کل من المقاومة الإيرانية والقوی المطيحة والمسقطة لهذا النظام علی اسقاط هذا النظام مهما کلف الثمن. وقد أظهروا فعاليتهم واعمالهم بشکل جيد فيما يتعلق بموضوع الشبکات الافتراضية في تظاهرات الثلاث الأشهر الماضية. إن جيش الجوعی والعاطلين عن العمل و الانتفاضة العظيمة للمدن الإيرانية تتربص لهذا النظام في کل لحظة وفي کل حين.
خامنئي قالها صراحة بوجود مخططات لاسقاط النظام وأن هناک مثلثا يريدون من خلاله الاطاحة بهذا النظام وأحد اضلاعه کانت منظمة مجاهدي خلق وقواتها في الداخل الإيران. لذلک فان دکتاتورية ولاية الفقيه مع عدم قدرتها علی التغطية علی الاوضاع السيئة جدا والازمات الداخلية والضغوط المتزايدة عليها تريد من خلال عمليات التصفية والحجب وعلی وجه الخصوص حجب التلغرام مداواة آلامها المزمنة وايجاد علاج ولو بشکل مؤقت علی شکل مسکنات ومهدئات.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة