الثلاثاء, مايو 7, 2024

لن يعاد سيناريو 2011

0Shares

 
بقلم:محمد حسين المياحي


هل کان إنسحاب القوات الامريکية من العراق عام 2011، في صالح العراق؟ سؤال قبل الاجابة عليه لابد من الإشارة الی الاجواء التي دفعت الرئيس الامريکي السابق الی سحب قواته من العراق، حيث کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلف الکواليس يقوم بحملة واسعة النطاق من أجل ممارسة الضغط علی واشنطن من جانب أتباعها في العراق لسحب قواتها من العراق، خصوصا کانت تتم هجمات کثيرة علی هذه القوات من جانب ميليشيات عراقية أو جماعات أخری تابعة لإيران من أجل خلق أجواء متوترة تجبرها علی الانسحاب.
إنسحاب القوات الامريکية من العراق في عام 2011، کان أشبه بقرار أمريکي بتقديم العراق علی طبق من ذهب للنظام الحاکم في إيران و الذي کان في أمس الحاجة إليه من أجل إتمام العديد من المخططات المتباينة له، وقد أثبتت الاحداث و التطورات بأن إيڕان کانت فعلا المستفيد الاکبر من وراء هذا الانسحاب و جعلتها تهيمن علی العراق سياسيا و إقتصاديا و فکريا و أمنيا، بل إنها جعلت من العراق جبهة لمشاغلة و مقاتلة أعدائها و خصومها کما صرح بذلک مرارا قادتها و مسؤوليها.
اليوم، وفي عام 2018، تسعی طهران لخلق أجواء شبيهة بتلک التي مهدت لإنسحاب القوات الامريکية من العراق في عام 2011، ذلک إن الضغوط الکبيرة من أجل سحب قوات التحالف من العراق و التي تشکل القوات الامريکية غالبيتها، يأتي في وقت صارت طهران تشعر جيدا بإرتفاع نسبة و مستوی الرفض الشعبي العراقي لها و تراجح دور أتباعها قياسا للماضي، خصوصا وإن الانتخابات المزمع إجرائها في اواسط أيار القادم، سوف تکون صدمة کبيرة لإيران إذا ماکانت نتائجها صادمة لها، والملفت للنظر هنا إن هذه الضغوط قد تصاعدت بشکل ملفت للنظر بعد تعيين جون بولتن، مستشارا للأمن القومي الامريکي وهو المعروف بعدائه المستطير مع النظام الايراني و دعواته المستمرة من أجل التغيير في إيران بالاضافة الی تإييده القوي للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي نجح مۆخرا في إختراق الداخل الايراني و مساهمته في الانتفاضة الاخيرة التي طالبت بإسقاط النظام و تغييره.
تصاعد المطالبة بسحب قوات التحالف بصورة عامة و القوات الامريکية بصورة خاصة، يأتي بنظر المراقبين السياسيين من باب سعه طهران لکي تخلو لها الاجواء في العراق و تقوم بعملية إعادة خلط الاوراق کي تقصي و تصفي التيارات و الشخصيات الرافضة لنفوذها في العراق و لکي تجعل الاوضاع في هذا البلد بصورة يخدم أوضاعها المنهارة داخليا، ولکن هل ذلک ممکن؟ هل يحتمل إعادة سيناريو عام 2011؟ کل الدلائل و المؤشرات تؤکد بأن ذلک أبعد مايکون عن التصور، وإن ماتحلم به طهران حاليا بهذا الصدد هو المستحيل بعينه، والايام ستثبت ذلک قريبا جدا!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة