الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانهل إن طهران لاتأبه حقا لنشاطات مجاهدي خلق؟

هل إن طهران لاتأبه حقا لنشاطات مجاهدي خلق؟

0Shares


بقلم: سعاد عزيز


هناک الکثير من الحقائق الدامغة التي يمکننا إستخلا‌صها و إستشفافها من إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، لکن أهمها و أکثرها لفتا للنظر، إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بعد 39 عاما من تجاهل دور و تأثير منظمة مجاهدي خلق و التعتيم علی کل الامور المرتبطة بها، أعلن المرشد الاعلی الايراني بنفسه بأن منظمة مجاهدي خلق کانت وراء الانتفاضة تخطيطا و إشرافا و تنفيذا، وقد جاء هذا الاعتراف الخطير بعد أن تناقلت خلال الاعوام الاخيرة منظمة مجاهدي خلق تقارير تتضمن معلومات حساسة و هامة حصلت عليها”شبکاتها الاجتماعية”في داخل إيران، وهه تقارير لم تتمکن السلطات الايرانية من دحضها و تفنيدها.
بروز و تصاعد نشاطات الشبکات الداخلية للمنظمة و تزامن ذلک مع تصاعد التحرکات الاحتجاجية التي لم تعد هذه الشبکات بمنأی عنها، وتتويج ذلک بإعتراف المرشد الاعلی للنظام، جعل الاوساط السياسية الحاکمة في طهران تشعر بأن إعتراف المرشد الاعلی و شخصيات أخری في النظام بدور و نشاطات المنظمة في داخل إيران، من شأنه أن ينقلب وبالا علی النظام خصوصا وإنه يعلم بأن المنظمة تعرف کيف تستفاد من سقطات و هفوات النظام لصالحها، ولذلک فإن أصواتا من داخل النظام و کذلک أقلام مأجورة له في خارج إيران بدأت بالعزف مجددا علی الاسطوانة المشروخة بعدم وجود أي دور و تأثير للمنظمة في داخل إيران، وهم يتناسون بأن ذلک يعني تکذيب المرشد الاعلی وما لذلک من دلالات و معان ذات مغزی عميق.
منذ أن تأسس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و ترسخت دعائمه بعد أن نجح في ضرب و إقصاء و إبعاد مختلف القوی و الاطراف السياسية التي شارکت في الثورة الايرانية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق، لکن الذي يجدر ملاحظته بدقة هو إن المنظمة منذ ذلک التأريخ ولحد يومنا هذا، لم تتوقف ولو للحظة واحدة عن النشاطات و التحرکات الداخلية و الخارجية ضدها حتی إنها نجحت في تکوين جبهة إيرانية ـ عربية ـ إسلامية ـ دولية عريضة ضد النظام، ويکفي أن نشير الی أن جون بولتن، الذي إختاره الرئيس ترامب لمنصب مستشار الامن القومي الامريکي، هو أحد أعضاء هذه الجبهة.
التجمعات السنوية الضخمة للمنظمة و التي تحضرها جموعا حاشدة من ابناء الجالية الايرانية تتجاوز سقف ال100 ألف الی جانب حضور مئات الشخصيات السياسية و الثقافية الاقليمية و الدولية فيها، شکلت هي الاخری مصدر قلق للنظام، خصوصا وإن هذه التجمعات أشبه ماتکون بمؤتمر عالمي خاص بالقضية الايرانية و بالدور السلبي الذي يقوم به النظام ضد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، وکما تلعب هذه التجمعات دورا ضد طهران علی الصعيد الدولي، فإن لها دورا و حضورا داخليا مميزا من خلال شبکاتها الداخلية النشيطة التي أثبتت فعاليتها في الانتفاضة الاخيرة.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة