الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالزعيمة و مملکة الرعب

الزعيمة و مملکة الرعب

0Shares


بقلم:مها أمين


عندما تتوالی الضربات تتری علی جسد مصارع أو ملاکم مرهق و متعب قد فقد لياقته الی حد بعيد، فإنه قطعا لايمکن الاستمرار طويلا في هکذا حالة لأن القوانين و السنن الحياتية و العلمية و الدنيوية المعمول بها تؤکد محدودية و نسبية التحمل مهما کان الجسد قويا و منيعا خصوصا مع إستمرار توجيه الضربات، فسقوطه و نهايته أمر منطقي و بديهية لامناص منها.
العهد الجديد في النضال السياسي و الفکري و الحرکي ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي دشنته زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، السيدة مريم رجوي، تميز بسعة الصدر و طول النفس و الصبر الاسطوري، إذ کان أشبه بأن تواجه سلسلة جبال بيد و فأس، وليس هناک من شک من إن السيدة رجوي قد بدأت هذا العهد الجديد من نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية في ظل ظروف و أوضاع صعبة جدا إذ لم يکن ماتناضل من أجله مرحب به من جانب أکثرية الاوساط السياسية الاقليمية و الدولية لجهل و نقص في المعلومات عن الملف و القضية الايرانية خصوصا وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد لعب دورا کبيرا في حجب الحقائق و التعتيم عليها بل و حتی تحريفها و تشويهها، لکن السيدة رجوي التي هي أبنة شعب و سليلة حضارة عريقة لم تيأس و عرفت من أين تبدأ و کيف لاتکل ولاتمل حتی تفرض دورها و وجودها کممثلة و معبرة عن الشعب الايراني و المقاومة الايرانية.
عهد النضال السياسي و الفکري الجديد الذي شرعت به سيدة المقاومة الايرانية، مريم رجوي، تمکنت وعلی الرغم من کل العراقيل و المعوقات و السدود المصطنعة أمامها، أن تؤسس جبهة نضال إيرانية ـ إقليمية ـ دولية مترامية و أن تحقق نجاحا کبيرا تغبط عليه من جانب کل أحرار العالم بإيصالها صوت معاناة الشعب الايراني و أنباء مايدور خلف جدران مملکة الرعب و الموت التي أقامها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبعد أن کان هذا النظام يتمتختر بخيلاء و يتمشدق بعدم وجود معارضة ضده وإن المقاومة الايرانية بصورة عامة و منظمة مجاهدي خلق بصورة خاصة ليس لها أي دور أو مکانة في داخل إيران، فقد فوجئ العالم کله بالمرشد الاعلی الايراني يعلن بأن منظمة مجاهدي خلق”الفصيل الاکبر و الاقوی و الاهم في المقاومة الايرانية”، هي من تقف خلف إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، من کل النواحي، کما إن الرئيس الايراني روحاني قد طلب في مکالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي بالحد من النشاطات التي تقوم بها المقاومة الايرانية في باريس، وکل هذا شهادة واقعية علی نجاح الزعيمة رجوي في النضال السياسي و الفکري الذي أسست لها.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة