الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعندما يتداخل الصوت و الصدی

عندما يتداخل الصوت و الصدی

0Shares

 بقلم:غيداء العالم

أثبت الشعب الايراني أصالته الثورية و حقيقة رفضه الحازم و القاطع للظلم و الاستبداد و القمع و الديکتاتورية عندما لم يثنه الموقف الدولي المعيب لإنتفاضته العارمة في عام 2009، ويدفعه لليأس و الاحباط، بل إنه عاد مرة أخری الی ساحة مجابهة و رفض الديکتاتورية و نهض کالطود الشامخ من جديد بوجه النظام الذي تمادی کثيرا في ظلمه و تعسفه و ظن بأن الشعب الايراني وبعد الموقف الدولي غير المنصف لتلک الانتفاضة، سوف لن يعود للوقوف بوجهه مرة أخری.
الانتفاضة الحالية للشعب الايراني و التي أثبتت للعالم کله و بشکل لايقبل الجدل و النقاش، من إن هذا النظام ليس مرفوض وانما ممقوت و مکروه من قبل الشعب الايراني برمته، وهذا الذي يراه اليوم العالم کله، کانت قد أعلنت عنه المقاومة الايرانية و شددت عليه طوال ال38 عاما المنصرمة، ولاسيما في التجمعات السنوية الضخمة للتضامن مع الشعب الايراني و بقية المؤتمرات و التجمعات و الفعاليات و النشاطات السياسية الاخری، إذ کانت زعيمة المعارضة الايرانية تؤکد بقوة من إن هذا النظام مرفوض و مکروه من جانب الشعب وإنه وعندما يحين الوقت المناسب سيری العالم کله بأم عينيه تلک الحقيقة وقد جاءت هذه الانتفاضة مصداقا لما قالته.
وبقدر ماکانت الانتفاضة الايرانية أشبه ماتکون بالصدی الکبير لصوت المقاومة الايرانية فإن التظاهرتين الضخمتين اللتين إنطلقتا يوم السبت الماضي في العاصمتين الفرنسية و الالمانية و اللتين نظمتهما المقاومة الايرانية، کانتا بمثابة الصدی لصوت الانتفاضة و علی وقعها خرجت الجموع الحاشدة من أبناء الجالية الايرانية و أعداد کبهرة من الفرنسيين و الالمان لترفع صوتها و تعلن عن وقوفها الی جانب الشعب الايراني فه نفس الخندق و رفض ديکتاتورية نظام ولاية الفقيه.
الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، وبسبب التجانس و التطابق التام بينهما من مختلف النواحي، فإن نشاطاتهما و تحرکاتهما مکملة لبعضهما کما إنهما ذات علاقة جدلية راسخة لايمکن فصم عراها، ولذلک فإنهما أشبه مايکونا بالصوت و صداه، وهما يتبادلان الادوار و المواقع بما يؤکد ترابطهما التأريخي العميق ببعضهما.
إنتفاضة الشعب الايراني المجيدة و النشاطات و التحرکات السياسية المتواصلة عبر ال38 عاما الماضية، أمران مکملان لبعضهما ولايمکن عزلهما أو فصلهما عن بعض، ذلک إنهما يسيران بإتجاه واحد و يسعيان من أجل تحقيق الهدف نفسه وهو تحقيق التغيير الجذري في إيران و الذي لايمکن إلا بإسقاط النظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة