الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالتغيير في إيران و تأثيراته علی العراق

التغيير في إيران و تأثيراته علی العراق

0Shares

بقلم: مثنی الجادرجي
أمر مثير و ملفت للإنتباه و فيه الکثير من المفارقة عندما نجد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي وضع کل إمکانياته من أجل التدخل في بلدان المنطقة و إجراء التغييرات فيها کما يحلو له، وهو يواجه نفس الامر الذي کان يعمل من أجله بالنسبة لبلدان المنطقة أي التغيير.
الانتفاضة الايرانية الواسعة الرافضة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي تدخل اسبوعها الثاني علی الرغم من کل مابذلته السلطات الايرانية من أجل السيطرة عليها، يبدو إنها وعندما رفعت شعار”الموت للديکتاتور”، والذي تقصد به المرشد الاعلی للنظام، فإنها قد أفصحت عن هدفها الاهم وهو التغيير الجذري في إيران، ذلک إن المرشد الاعلی للنظام هو حجر الاساس و الزاوية للنظام کله و بإزاحته فإن النظام کله لن يبقی له أي معنی أو وجود ذلک إنه بني علی أساس السلطة الانفرادية الاستبدادية للولي الفقيه، أي المرشد الاعلی.
شعار (لاغزة لا لبنان، روحي فداء لإيران ) و شعار(أترکوا سوريا و فکروا في حالنا)، من أهم الشعارات المرفوعة من قبل المنتفضين بعد شعار(الموت للديکتاتور)، وهذا مايعني إن المنتفضين يرفضون سياسة التدخلات في بلدان المنطقة و يطالبون بإنهائها، وإن إنهاء التدخلات کإنهاء القمع من جانب النظام الايراني حيث يؤثر سلبا عليه و بقوة ذلک إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد بني علی أساس رکيزتي قمع الشعب الايراني في الداخل و تصدير التطرف و الارهاب و التدخلات في المنطقة و إن هناک ترابطا و تداخلا قويا بين الرکيزتين لأنهما يعتمدان علی بعضهما البعض وإن غياب أو فقدان أحدهما يعني فقدان الآخر، ولهذا فإن النظام الايراني يتخوف کثيرا من هذه المطالب و يزعم إنها فتنة لأنها تستهدفه من الاساس و تعمل من أجل التغيير، وإن فتح الابواب أمام أذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة للذهاب الی إيران و التدخل لصالح النظام، يدل علی مدی و درجة تخوف و رعب النظام من الانتفاضة وماصارت تمثله من خطر کبير عليها.
التغيير في إيران کما أکدنا مرارا، سوف يکون له تأثيرات و تداعيات قوية جدا علی الاوضاع في العراق و الذي أبتلي بتدخلات هدا النظام، وإن سقوط هذا النظام يعني سقوط مشروعه في العراق مما يعني أن أذرعه في العراق ستبقی من دون غطاء و سند و من دون الخط السياسي ـ الفکري المرسوم لها، خصوصا وإن سقوط المرشد الاعلی يعني إن نظرية ولاية الفقيه تنهار من أساسها فلايبقی هناک أي مشروع تعمل عليه هذه الاذرع، وبإعتقادنا فإن ذلک اليوم سيکون يوما خالدا في تأريخ العراق لأنه سينهي کل الاوضاع الشاذة في العراق و الی الابد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة