الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومهدف النظام الإيراني من مراسم الأربعين هو احتلال العراق وتواجد قوة...

هدف النظام الإيراني من مراسم الأربعين هو احتلال العراق وتواجد قوة القدس هناك

0Shares

في حين أنه لم يبق وقت سوى أيام  حتى الأربعين الحسيني، فإن دعاية نظام الملالي وتدابيره العملية  للقيام بالحملة السياسية العبثية التي بدأها منذ عدة شهور بحجة الأربعين الحسيني، قد وصلت إلى ذروتها. فقد خصصت جميع القنوات الإذاعية والتلفزيونية الحكومية جزءًا كبيرًا من أخبارها وتقاريرها لهذا الموضوع، وقد أشبع هذا الجدل العبثي وسائل إعلام نظام الملالي المقروءة والإفتراضية. 

 

في حين أنه، من ناحية قتل أكثر من 180 فرد واصيب 7000 فرد آخرين في انتفاضة الشعب العراقي، الذين قتل معظمهم على يد قوات حرس الملالي والعناصر الإجرامية العميلة لنظام الملالي، ولهذا وصل الغضب والكراهية بشكل غير مسبوق لنظام الملالي الإجرامي في العراق إلى ذروته، لاسيما في المحافظات الشيعية، لدرجة أنه من الممكن أن يشتعل مرة أخرى في أي لحظة. 

ومن ناحية أخرى، تم إنفاق تكاليف فلكية لإطلاق هذه الحملة في حين أن نظام الملالي الإيراني على شفا الاختناق اقتصاديًا وعظام الناس تتهشم في ظل الضغوط الاقتصادية والغلاء المتزايد يومًا بعد يوم. وتشير التقارير إلى تراجع عدد الصفوف على المخابز في الأحياء الفقيرة في المدن نتيجة لغلاء الخبز بنسبة 50 في المائة، لأن الفقراء والجوعى لم يتمكنوا حتى من شراء ما يكفيهم من الخبز.

 هدف نظام الملالي من «عمليات الأربعين الحسيني»

والسؤال إذن هو لماذا، ولأي غرض، ينفق نظام الملالي مليارات الدولارات في مثل هذه الظروف لجلب الملايين من الناس، حسب قوله، إلى العتبات وتسوية مجموعة كبيرة من المشاكل اللوجستية والنقل لمثل هذا الحشد من الناس؟

من البديهي أن الدافع الديني في هذه المهمة ليس بقدر ما يشير نظام الملالي نفسه، على الإطلاق، إلى مسيرة الأربعين بكل الاحتيال بوصفها "حملة سياسية". ومؤخرًا يسميها على شاشات تلفزته بـ "عمليات الأربعين". ويبدو أن نظام الملالي يتعمد أن يظهر هذه المسيرة على أنها تضاهي العمليات العسكرية، ليرفع الروح المعنوية لقواته المنهاره للغاية في ظل الظروف التي يعيش فيها في مأزق من كل جانب وحصاره بالأزمات. إن انهيار القوات، وخاصة في قوات حرس الملالي، أمر خطير لدرجة أن خامنئي نفسه اعترف به قائلًا: «الانهيار في كل مكان وحرس الملالي ليس مستثنى من الانهيار» (خطاب له في اجتماعه مع قادة حرس الملالي في  2 أكتوبر 2019)

ومن ناحية أخرى يعتبر تصدير الإرهاب أمرًا استراتيجيًا بالنسبة لنظام الملالي. والتوسع الإقليمي هو الدافع والديناميكية لقوات حرس الملالي والسبب في وجودها، ولم يتم إدراج إسم إيران فيها عمدًا. وفي الآونة الأخيرة، أكد قادة نظام الملالي وقادة حرس الملالي عدة مرات على أن مهمة قوات حرس الملالي لا تقتصر على النطاق الجغرافي لإيران إطلاقًا. 

ويمكن تفسير عمليات الأربعين في نفس السياق استنادًا إلى كل هذه النفقات الباهظة. فمشروع الأربعين بالنسبة لنظام الملالي مشروع أمني، ويمكن مقارنة التكاليف الفلكية التي تنفقها حكومة الملالي على هذا المشروع بتكاليف الحرب والعمليات العسكرية.

إن هدف نظام الملالي على المدى الطويل هو تحقيق شهوة الخميني الملعونة القائمة على التوسع الإقليمي لولاية الفقيه، والعراق هو محطتها الأولى. كما أن الهدف المرحلي من عمليات الأربعين هو إضفاء الطابع المؤسسي على  تواجد فزتن حرس الملالي، وعلى وجه التحديد ، قوة القدس الإرهابية في العراق.

 

الاعتراف بتواجد قوة القدس الإرهابية

دون أي تحفظ كشف الحرسي العميد رمضان شريف، في تصريحات كان لها صداها في وسائل الإعلام الحكومية  في 12 أكتوبر، عن انتشار قوة القدس في العراق بحجة حماية الزوار. قائلًا: إن قوة القدس وقوات الشرطة العراقية والحشد الشعبي تحمي الزوار في الأراضي العراقية.

 

ووفقاً لوكالة "إيسنا" الحکومیة فقد أكد شريف في مقابلة إذاعية، الخميس، أن فيلق القدس يعمل مع قوات الأمن الداخلي العراقي والحشد الشعبي في تأمين حركة الزوار داخل الأراضي العراقية التي بدأت منذ حوالي أسبوع لتجتمع في كربلاء بعد 8 أيام في مراسم "الأربعين ".

 

وأضاف: إن قوات حرس الملالي تمارس مهامها في عدة مجالات بشكل محدد؛ مثل قطاعات البنية التحتية لمقر إعمار خاتم ، بموجب الاتفاق المبرم مع المحافظين والمسؤولين المحليين، والطرق والممرات ومواقف السيارات وأعمال البنية التحتية في مجال الطرق والمواصلات في المحافظات الثلاث الموجودة على طريق تردد الزوار. 

إن القيام بـ «أعمال البنية التحتية» في أراضي بلد آخر لا معنى له سوى الاحتلال.

لا شك في أن هذا الاحتلال كان يحدث سرًا في العراق لسنوات عديدة، والآن يحتاج نظام الملالي إلى تسليط الضوء عليه بسبب ما يعانيه من ضعف وانهيار. فخلال السنوات الأخيرة، وبعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق، سيطرت قوة القدس التابعة لحرس الملالي على جميع سفارات وقنصليات النظام تحت غطاء دبلوماسي. وبطبيعة الحال، كان العراق خارج سيطرة وزارة الخارجية منذ البداية مثلما هو الحال في سوريا ، وكان جميع السفراء السابقين لنظام الملالي الإيراني في بغداد من قادة قوة القدس.

 

إيرج مسجدي، المستشار الأعلی لقائد فيلق القدس التابع لقوات الحرس الإيراني الحرسي قاسم سليماني، سفيراً لطهران في بغداد.

 

وفي الوقت الراهن أيضًا نجد أن سفير نظام الملالي الإيراني هو الحرسي اللواء ايرج مسجدي الذي كان لسنوات من كبار قادة قوة القدس وشارك في قيادة العديد من العمليات الإرهابية. وبالتالي، فإن كل قناصل نظام الملالي في قنصليات البصرة وكربلاء والنجف وإربيل والسليمانية من قادة قوة القدس، وقام هؤلاء الحراس الذين يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية بتنفيذ العمليات الإرهابية في هذه المدن والمناطق المحيطة بها. 

 

ردود الأفعال على دور نظام الملالي الإيراني في قمع الانتفاضة العراقية

أصبح وجود قوة القدس التابعة لقوات حرس الملالي وتدخلها في عملية القمع الدموي لانتفاضة الشعب العراقي الأخيرة جليًا بشكل غير مسبوق، واحتج عليه بعض البرلمانيين العراقيين، وكان له صدى واسع النطاق في الصحافة العربية.

قال البرلماني العراقي، أحمد الجبوري، إن عناصر نظام الملالي لعبت دورًا قياديًا في قمع الانتفاضة الشعبية. كما أكد برلمانيان آخران، هما ظافر العاني وفائق الشيخ، على أن نظام الملالي يقتل المتظاهرين على يد القناصة.

 

كتبت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن في 11 أكتوبر 2019 مشيرةً إلى تواجد القوات الإيرانية الآخذ في التزايد في العراق وتورطها في قمع المحتجين: انتشر الآلاف من قوات حرس الملالي ومقاتلو حزب الله اللبناني في العراق بوصفهم قوة احترازية لإنقاذ الحكومة العراقية في حالة وصول التهديد إلى نقطة خطيرة. 

 

الحضور الواسع لقوة القدس في العراق تحت الغطاء الدبلوماسي

انتفاضة العراق.. إجرام النظام الإيراني لم يغب عن المشهد

 

ومن هذا المنطلق يحاول نظام الملالي أن يبث الرعب في قلوب الشعب العراقي بطريقتين سواء بتكثيف القمع والقتل، أو بالجحافل البشرية في نوعها الجديد في شكل مسيرة، وأن يمنعه من المضي قدمًا في طريق الحرية والديمقراطية التي تشكل تهديدًا لديكتاتورية ولاية الفقيه.

 

ويخشى نظام الملالي في الوقت الراهن من أن تصبح مراسيم الأربعين الحسيني داخل العراق، وفي بعض المدن مثل كربلاء والنجف دافعًا لإشعال حركة الشعب العراقي المضطهد، ويسعى هذا النظام إلى السيطرة على الأوضاع بإرسال المزيد من حرس الملالي والقوات الخاصة التابعة لقوات الشرطة للنظام الإيراني، بالإضافة إلى تعبئة قوات الحشد الشعبي والميليشيات الأخرى المكرسة له.

 

إلا أن الهدف النهائي والاستراتيجي لنظام الملالي الإيراني هو تنفيذ شهوة الخميني الغبية والإجرامية في التهام العراق؛ فخامنئي أيضًا يعمل على تحقيق هذا الحلم الشرير. إذ أكد في كلمته لقادة حرس الملالي في  (2 أكتوبر): إن امتداد العمق الاستراتيجي أحيانًا يكون من أوجب الواجبات".

نظرًا لأن معنى "أوجب الواجبات" هو حماية نظام الملالي (وفقًا لتعريف خميني).  والآن يعتبر احتلال العراق من النوع الثالث أي بالزحف وتنظيم المسيرة. بيد أن هذا قبل أن يكون دليل على القوة وأنه خطوة هجومية فهو في عمقه خطوة دفاعية تهدف إلى حماية نظام اتضحت ملامح انهياره من كل جانب.

 

أمير عبد اللهيان، المساعد الخاص لرئيس مجلس شورى النظام للشؤون الدولية: نحن نعتبر أمن العراق أمنًا لجمهورية إيران الإسلامية. إن انعدام الأمن في العراق يضر جمهورية إيران الإسلامية

 

وتثبت هذه التطورات مرة أخرى للجميع صحة تحليل المقاومة الإيرانية NCRI وهو أنه في ظل وجود نظام ولاية الفقيه لن يتم حل أي من المشاكل والأزمات في المنطقة. فالنظام الإيراني ليس جزءًا من الحل، ولكنه الجزء الرئيسي للأزمة. لذلك، ندعو إلى طرد ولاية الفقيه بالكامل من بلدان المنطقة، ولاسيما من سوريا والعراق. ومن المؤكد أن القضاء على السياسات الإيرانية التي يتبعها هذا النظام سيتحقق بالإطاحة وطرد هذا النظام المحتل بقوة الشعب الإيراني. (بيان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية NCRI في أغسطس 2018).

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة