الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرمعنى اعتراف روحاني بتفشي وباء كورونا في السجون الإيرانية

معنى اعتراف روحاني بتفشي وباء كورونا في السجون الإيرانية

0Shares

إن ما أعلنه روحاني في فيديو كنفرانس حول إصابة 100 سجين من إجمالي 120 سجينًا في أحد سجون نظام الملالي بفيروس كورونا كان خبرًا صادمًا. والجدير بالذكر أن روحاني مرعوب منذ 3 أشهر من انفجار بركان غضب الشعب، لذلك، يلجأ إلى فبركة الأكاذيب واحدة تلو الأخرى معترفًا  بالتكاليف السياسية الباهظة ويتستر على الحقائق لكي يتظاهر بأن الأوضاع عادية وأن كل شيء على ما يرام.

  فما هو السبب في اعترافه فجأة بإصابة أكثر من 85 في المائة من السجناء بفيروس كورونا في سجن واحد؟     

"منذ بضعة أيام، دخل فرد واحد مصاب بفيروس كورونا في أحد السجون، وقبل أن يدركوا إصابته بالفيروس كان قد نقل العدوى إلى 100 فرد من إجمالي الـ 120 فردًا المتواجدين في هذا المكان، بناءً على نتائج الاختبار". (موقع روحاني، 10 مايو 2020)

وإذا قمنا بتعميم هذه الإحصائية على سجون نظام الملالي الأخرى، حتى ولو بوتيرة أكثر ليونة، فإن أبعاد هذه المأساة ستصبح أكثر وضوحًا.

فمنذ بداية تفشي وباء كورونا، كان من الواضح أن السجناء هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا الفيروس والوفاة، بسبب الوضع الصحي الكارثي والبيئة المغلقة في السجون. وقد حذرت المقاومة الإيرانية من هذا الوضع المتردي الخطير منذ اليوم الأول.

ولذلك، خاطبت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية أكثرة من مرة، وحذرت من عواقب عدم الإفراج عن السجناء، ولاسيما السجناء السياسيين.

 

أعراض البرد

كتبت وكالة "إيسنا" للأنباء في 11 مايو 2020، نقلًا عن الإدارة العامة لسجون محافظة خوزستان:

" راجع عدد من السجناء ممن يعانون من أعراض البرد العيادة الصحية في السجن بسبب الطقس والحاجة الملحة إلى استخدام مكيفات الهواء في المهاجع، وثبتت إصابتهم بالحساسية بعد أن أجرى الطاقم الطبي في السجن الاختبارات اللازمة".

وفي نفس اليوم، كتبت وكالة "هرانا" للأنباء في تقرير تحذيري مشيرةً إلى أن عدم رعاية المعايير الصحية اللازمة في سجون نظام الملالي، فضلًا عن قبول عدد من السجناء فوق طاقتها وعدم توافر المناخ المعيشي المناسب للسجناء، وعدم وجود المياه الصالحة للشرب والماء الساخن للاستحمام، وتدني جودة الطعام وأحيانًا ما يكون الطعام غير صحي، والتقاعس عن إرسال السجناء المرضى للعلاج ، وعدم حصول السجناء على الحد الأدنى من المستلزمات الصحية:

 

" إن قلق السجناء في مثل هذه الظروف، فضلًا عن تفشي فيروس كورونا؛ بشأن وضعهم الصحي، والخوف الجماعي من هذا الفيروس القاتل، وكذلك انتشار الأخبار المتتالية عن إصابة السجناء وحتى وفاتهم بهذا الفيروس في مختلف سجون البلاد، أدى إلى ظهور اضطرابات واسعة النطاق في السجون، ومن بينها سجني شيبان وسبيدار في الأهواز، أسفرت عن تعرض السجناء للقمع وتلفيق القضايا لهم ونقلهم إلى الحبس الانفرادي، وإطلاق النار عليهم، وحتى قتل بعضهم".

لقد دفع تجاهل نظام الملالي من باب العناد للتحذيرات المختلفة المتعلقة بضرورة الإفراج عن السجناء، وعلى وجه الخصوص السجناء السياسيين؛ السجناء في معظم السجون إلى العصيان والاشتباك المسلح مع الضباط العسكريين للحيلولة دون تعرضهم للموت داخل السجون الموبوءة بفيروس كورونا.    

 

إن اعتراف روحاني بالوضع الوخيم في أحد السجون فقط دليل على تفشي وباء كورونا في السجون، وهو الأمر الذي طالما تستر عليه روحاني بفبركة الأكاذيب والخداع.

بيد أنه تصدر المشهد مسبقًا الآن خوفًا من ردرد الفعل الاجتماعية على الإصابات والوفيات المتعددة بين السجناء لتهيئة الرأي العام من ناحية، ولكي يقول من ناحية أخرى أنه قد أبلغ بالكارثة مسبقًا ويتملص من عواقبها، في حالة تسريب الأخبار المتعلقة بتفشي هذا الوباء.   

 

لماذا يدور الحدث حول وجود مدن من الصفيح في البلدان الغنية؟ 

إن التدقيق في تصريحات روحاني الخادعة في هذا الفيديو كنفرانس يكشف النقاب بشكل أكثر وضوحًا عن أن زعماء نظام حكم الملالي، ومن بينهم خامنئي شخصيًا مرعوبون من الانفجار الاجتماعي المحتمل. ولذلك، يسعون إلى التظاهر بأن الأوضاع على ما يرام. 

وفي هذا الصدد، أشار رئيس الجمهورية للنظام بوقاحته المعهودة إلى وجود فقراء وجياع ومعاقين ومدن من الصفيح حتى في الدول الثرية جدًا التي تتمتع بوضع اقتصادي ممتاز، قائلًا:  

"حتى أنكم ترون بجوار المطارات الدولية على بعد ما يتراوح بين 200 إلى 1000 متر في البلدان الثرية جدًا التي تتمتع بوضع اقتصادي ممتاز؛ بعض الناس يعيشون في مدن من الصفيح".  

والجدير بالذكر أن الملا المحتال ادعى أكثر من مرة بتباه مثير للاشمئزاز وجود الفقر والجوع في البلدان الثرية من أجل تطبيع مثل هذه الظواهر المكروهة في إيران، والتي هي نتاج 4 عقود من ممارسة الملالي قمع الشعب ونهبه.

وإذا دققنا في تصريحات خامنئي عندما قال : " يبدو أننا نتميز عن الأوروبيين في الأداء"  يتضح أن الملالي مازالوا يستغلون هذه الورقة بوقاحة ؛ وهذا ما يشير بطبيعة الحال إلى شعورهم بخيبة الأمل.

كما صرح روحاني، قائلًا:

"لا نعلم ما إذا كانت كورونا ستختفي في غضون أسابيع أو أشهر قليلة. والآن، تتبني بعض البلدان بعض الإجراءات، وحل هذه الأزمة بعد عام 2020 ، وووضعوا في الاعتبار أننا سنعاني من هذا الوباء حتى نهاية هذا العام ".

 

عواقب تبجحات روحاني

إذا وضعنا هذه التصريحات التي تتعارض تمامًا مع ادعاءات وتبجحات الثعلب الكذاب روحاني بشأن السيطرة على وباء كورونا وأن الأمور طبيعية وكل شيء على ما يرام، إلى جانب الأخبار والإحصاءات المتزايدة والمروعة حول تفشي وباء كورونا، ولاسيما  في محافظة خوزستان، سوف ندرك معني ذلك بدقة أكثر.

   إذ إن روحاني بهذه التصريحات يتبنى استراتيجية لتمهيد الرأي العام للاستعداد لموجة جديدة من الوفيات والفقر والجوع في البلاد. وهي حقيقة لاشك في أنها سوف تسفر عن رد فعل عام.

نعم، لقد حان الوقت لرئيس الجمهورية ونظام الملالي برمته أن يدفعوا ثمن أكاذيبهم المستمرة التي لا تتوقف في اللعب بأرواح أبناء الوطن وثرواتهم ومصيرهم. 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة