الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةالمرئياتإصداراتكشف الدور اللاّإنساني للحرس الثوري الإيراني في تعبئة وتدريب وزجّ الأفغان في...

كشف الدور اللاّإنساني للحرس الثوري الإيراني في تعبئة وتدريب وزجّ الأفغان في الحرب السورية

0Shares

تقرير شامل

كشف الدور اللاّإنساني للحرس الثوري الإيرانيفي تعبئة وتدريب وزجّ الأفغان في الحرب السورية

               تشرين الثاني / نوفمبر 2017

من إعداد لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

التقرير

لا يملك فيلق الحرس الثوري الإيراني القدرة على إرسال قوات إيرانية أو أفراد من ميليشيا الباسيج المدنية إلى سوريا. فهناك معارضة عامّة قوية للتدخّل في سوريا. وهكذا، استغل النظام الشعب الأفغاني الفقير لدفع فاتورة الحرب في سوريا.

ففي السنوات الأخيرة، وردت تقارير مختلفة عن قيام النظام الإيراني بنشر الأفغان في سوريا لتنفيذ أهدافه الشريرة دعماً للدكتاتورية السورية. ويقدّم هذا التقرير صورة شاملة عن التّعبئة ومراكز التدريب وأماكن نشر الأفغان في سوريا وعدد الضّحايا وظروفهم المعيشية بعد عودتهم من سوريا. كما يحدّد التقرير بعض الأعضاء الرئيسيين في النظام الإيراني المشاركين في هذا المشروع. ويستند هذا التقرير إلى عشرات التقارير التي أعدّتها شبكة أنصار مجاهدي خلق الإيرانية داخل إيران.

ويبيّن التقرير بوضوح أنّه، خلافا لما يدّعيه النظام، لا توجد أساسا أي عناصر طوعية في هذا الصدد، وأنّ عمليات إرسال ونشر القوات الأفغانية في سوريا منذ البداية وحتى النهاية يقوم بها الحرس الثوري الإيراني باستخدام جميع المرافق الحكومية للنظام الإيراني.

يعتبر الأفغان من بين قوات الجيش الأجنبية الأكثر فعالية من حيث التكلفة. ويقدّر عدد المواطنين الأفغان الذين يعيشون في إيران بحوالي 3 ملايين. في بداية الحرب السورية، بدأت قوات الحرس الثوري الإيراني بإرسال الأفغان الموجودين في إيران إلى سوريا، وأصبحوا الآن فرقة عسكرية تضمّ حوالي 15000 إلى 20000 جندي يطلق عليهم اسم «فاطميون».

ويسلّط هذا التقرير الضوء على قيادة وسيطرة الحرس الثوري الإيراني بشأن تنظيم قوات أفغانية وعملية التّجنيد وتفاصيل مراكز التسجيل في جميع أنحاء إيران وتفاصيل مراكز التدريب العسكرية الأفغانية في إيران وعملية إرسال القوات ونشرهم في سوريا، ومناطق العمليات وتنظيمها هناك وكيفية دفع رواتب الضحايا من القوات الافغانية وعودة القتلى والجرحى، ومحاولة النظام للحدّ من استياء أسر الأفغان القتلى.

فيلق الأنصار التابع لفيلق القدس يقود القوّات الأفغانية المرتزقة

يتولّى فيلق الأنصار التّابع لفيلق القدس قيادة القوات الأفغانية المنتشرة في سوريا. وهذا الفيلق هو المسؤول عن التدخّل في أفغانستان وباكستان. وعندما بدأ فيلق القدس أنشطته عام 1991، أصبح عميد الحرس إسماعيل قاآني، النائب الحالي لقاسم سليماني، قائدا لفيلق الأنصار في مشهد. وفي الوقت الراهن، فإنّ قائد الأنصار هو عميد الحرس حسين موسوي. لفيلق الأنصار مقرّ مركزي في  مدينة مشهد و أربعة مقرات تابعة في المحافظات الشرقية لإيران. ويعتبر لواء “فاطميون” جزءا من فيلق القدس.

ويتولى بعض قادة الحرس الثوري الإيراني مسؤولية الشؤون المتعلّقة بالأفغان. على سبيل المثال، يتابع العميد كاظم وليوني في طهران عمليات إرسال القوات إلى سوريا في مركز إسناد الحرب السورية، بينما يتابع العميد جواد هاشمي في  مدينة قم  الشؤون المتعلقة بالأفغان في مؤسسة الشهيد.

بالإضافة إلى قادة الحرس الثوري الإيرانيين الذين يتولوّن قيادة قوات فاطميون، فإنّ بعض الأفغان الذين لديهم تجربة أكثر في العمل في صفوف قوات الحرس يتولّون قيادة وحدات في هذه القوّة.

كيفية استقطاب و تجنيد القوات الأفغانية

ونظرًا لأنّ حجم ضحايا الحرب السورية يؤدي إلى إستياء الأسر الإيرانية، فقد قرّر النظام دفع أقلّ التكاليف السياسية والإجتماعية بإرسال القوات الأفغانية بما أنّ الأفغان يفتقرون إلى أي حقوق إنسانية واجتماعية داخل إيران.

علاوة على ذلك، فمن خلال إرسال النظام لمقاتلين من بلدان أخرى وخاصّة القوات الأفغانية أو التظاهر بأنّهم انضموا طواعية فإنّه يحاول أن يجعل النطاق الواسع لتدخّله غير واضح.

الأساليب التي يتّبعها الحرس الثوري الإيراني لتجنيد القوات الأفغانية كالتالي:

أوّلا، إنّ غالبية هذه القوات هي من الأفغان الفقراء المقيمين في إيران و الذين هم على استعداد للانضمام للمقاتلين لعدم وجود فرص عمل لهم خاصة وأنّهم يمكنهم الحصول على دخل مؤقت أو الحصول على بطاقات الهوية وتصاريح الإقامة في إيران بعد نشرهم في سوريا عدّة مرات.

ثانيا، يُجنّد البعض الآخر من المقاطعات الشيعية في أفغانستان. يقوم النظام من خلال شبكته الدينية في تلك المناطق بإرسال الأفغان الشيعة ويعدهم بإيجاد فرص عمل لهم.

ثالثا، العديد من هؤلاء الأفغان هم من السجناء الذين يُرسلون إلى سوريا حيال حريتهم.

وفي جميع هذه الحالات، تُستخدم نفس الأساليب المتّبعة في تحفيز قوات الباسيج عندما تمّ إرسالهم إلى الحرب الإيرانية العراقية، أي من خلال التلاعب بالمشاعر الدينية للأفغان الشّيعة. ولتحقيق هذه الغاية، أطلق النظام على القوات المرسلة إلى سوريا اسم “المدافعين عن الضريح المقدّس“.

ومن بين الأفعان الذين أُرسلوا إلى سوريا الكثير من الأطفال دون سن الثامنة عشرة  وبعضهم لا تتجاوز أعمارهم الـ12 سنة.

مراكز تجنيد الأفغان في إيران

أنشأ الحرس الثوري الإيراني مراكز لتسجيل الأفغان وإرسالهم إلى سوريا في العديد من المقاطعات. وتُستخدم هذه المراكز لتجنيد وإرسال القوات الأفغانية وسُميت بعضها من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني بـ ” تأهيل قدر“.

 حدّدت شبكة المقاومة الإيرانية أحد عشر مركزاً لتجنيد القوات الأفغانية في مختلف المقاطعات والمدن الإيرانية:

 مكتب الحرس الثوري الإيراني في محطّة مترو القريب من مقبرة خميني ومكتب الأجانب في محافظه طهران ومكتب التجنيد في شهر ري ومكتب بلدة بيشوا في ضواحي طهران ومكتب مشهد ومكتب شيراز ومكتب قم  ومكتب ساوه، ومكتب ديليجان، ومكتب كرمان، و مكتب  تربت جام.

التدريب في إيران

وبعد تجنيد وتسجيل الأفغان في  قواعد الحرس الثوري الإيراني ومكاتب المقاطعات، تبدأ قوات الحرس الثوري الإيراني بتدريب هذه القوّات بالمواقع والثكنات العسكرية التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني و فيلق القدس. وتمتدّ فترة التدريب من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، حيث يتعلّم المُجنّدون كيفية استخدام مختلف الأسلحة ويتمّ ارسالهم إلى ساحات القتال في سوريا بأدنى قدر من التّدريب.

وفيما يلي خمس من أهم قواعد التدريب التي تستخدم للمُجنّدين الأفغان:

أوّلا، ثكنة بازوكي: يدير فيلق القدس هذه القاعدة وتقع في منطقة ورامين جنوب شرقي طهران العاصمة وبالقرب من قرية جليل آباد. و في كلّ دورة تدريبية يتمّ تدريب حوالي 200 أفعاني ومن ثم إرسالهم إلى سوريا،. ويشمل تدريب المشاة استخدام بنادق هجومية من طراز AK47، ومدفع رشاش ومدفع هاون وبندقيات قنص وتكتيكات، وما إلى ذلك. جميع المدرٍّبين هم من أعضاء الحرس الثوري الإيراني و فيلق القدس.

وبعد الإنتهاء من تدريبهم، يتمّ تنظيم المُجنَّدين في صفوف وحدات لواء فاطميون. وتقع هذه القاعدة إلى جانب قاعدة الحرس الثوري الإيراني  بجليل آباد وهي في الواقع جزء منفصل عن هذا الموقع. سيد مصطفي حسيني هو أحد قادة قوات القدس المتمركز في هذه القاعدة.

وقد كشفت المقاومة الإيرانية النقاب عن وجود هذه الثكنة و14 مركزاً آخر لتدريب عملاء قوات القدس في شهر شباط من العام الجاري 2017، وتم نشر بعض من هذه المعلومات في دراسـة لمكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن في شهر حزيران من هذا العام.

صورة جوية لثكنة بازوكي التابعة للحرس الثوري الإيراني

صورة جوية لثكنة بازوكي التابعة للحرس الثوري الإيراني

ثانيا، ثكنة جمرانتقع هذه الثكنة على بعد 5 كيلومترات من معسكر جليل آباد في بلدة بيشوا جنوب شرقي طهران. ويشارك في كل دورة تدريبية  100 شخص على الأقل بهدف إرسالهم إلى سوريا، معظمهم من الأفغان المقيمين في إيران.  وقائد هذه القاعدة هو العقيد حسيني مقدم. ويشمل التدريب استخدام بنادق قنص ونيران قناصة وقاذفات هاون وتكتيكات المشاة.

ثالثا، مركز مشهد: يتم تدريب معظم المُجنّدين الأفغان في هذا المركز المعروف بإسم الرمز 4000. وفي كل دورة يتلقى التدريب مجموعات مكوّنة من 300 شخص. هذا المركز متّصل بفيلق أنصار التابع لقوة القدس.

رابعا، ثكنة صدوقي في مدينة يزدهذا الموقع هو مركز التدريب في مقاطعة يزد، ويُستخدم أيضا لتدريب المُجنّدين الأفغان. والمسؤول عن مكتب قيادة هذه القاعدة شخص يدعى زاير والمسؤول عن التدريب يُدعى مفيدي. ويخضع المجنّدون الأفغان في هذه القاعدة لفترة تدريب مدّتها 25 يوما.

صورة جوية لثكنة صدوقي بالقرب من الطريق السريعة بمدينة يزد.

صورة جوية لثكنة صدوقي بالقرب من الطريق السريعة بمدينة يزد.

خامسا، قاعدة الحرس الثوري الإيراني في شيراز: يجرى تدريب جزء من المجنّدين الأفغان في شيراز. ينتمي هذا الموقع العسكري إلى قوات الحرس الثوري الإيراني في مقاطعة فارس.

المجنّدون الأفغان الموفدون إلى سوريا

وبعد أن يحدّد الحرس الثوري الإيراني موعدا دقيقا لإرسال القوات، يتمّ إبلاغ جميع المقاطعات بجدول الأعمال. وتشير التقارير إلى أنّه منذ أوائل عام 2017 أرسل إلى سوريا أسبوعيا حوالي 2000 شخص. 

ويتجمّع المُجنّدون المُدرّبون في الموقع العسكري «خير الحافظين» بالقرب من بلدة شهريار الواقعة جنوب طهران ليتمّ إرسالهم بعد ذلك إلى سوريا. ويقع هذا الموقع على بعد 11 كم من طهران على طريق كرج القديم (طريق فتح السريع)، على بعد كيلومترين من الطريق السريع باغستان  بابّجاه شهريار و قبل الوصول إلى قرية سعيد أباد.

تقع هذه القاعدة تحت قيادة الحرس الثوري. ويضطلع بالشؤون اليومية أعضاء لواء فاطميون الذي يرأسه قادة من الحرس الثوري الإيراني. ويتولّى ضابط في فيلق القدس بإسم خاوري مسؤولية إرسال المُجنّدين إلى سوريا. وتُستخدم هذه القاعدة أيضا كمركز للنقاهة بالنسبة للأفغان المصابين والجرحى في سوريا.

صورة جوية لموقع خير الحافظين بالقرب من بلدة شهريار

صورة جوية لموقع خير الحافظين بالقرب من بلدة شهريار

ويتمّ نقل المُجنّدين الأفغان من قاعدة شهريار إلى مطار الإمام الخميني الواقع بالقرب من هذا الموقع عبر حافلات مغطاة نوافذها. ويتمّ إرسال هؤلاء المُجنّدين إلى سوريا أسبوعيا أيام الثلاثاء عبر خطوط «ماهان» الجوية والطائرات الإيرانية المستأجرة.

المُجنّدون الأفغان الموفدون من إيران عبر طائرات مستأجرة

المُجنّدون الأفغان الموفدون من إيران عبر طائرات مستأجرة

قواعد ومراكز الحرس الثوري الإيراني المُستخدمة من قبل لواء فاطميون في سوريا

جميع المجنّدين الذين أرسلهم الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا مسجّلون في “المبنى الزجاجي” من قبل قيادة الحرس الثوري المجاورة لمطار دمشق الدولي. ويحصل كلّ منهم على بطاقات هوية عند دخولهم إلى سوريا. و تتمركز القيادة المركزية للحرس الثوري الإيراني في سوريا بالمبني الزجاجي المكوّن من خمسة طوابق.

وفي دراسة بعنوان «كيف تعمل إيران لتأجيج الحروب في سوريا؟» التي نشرها مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن في شهر يوليو من العام 2016 تم كشف النقاب عن ما جمعه 18 مركزاً وثكنة تابعاً لقوات لاحرس على الأراضي السورية.

صور جوية للمبني الزجاجي الواقع داخل محيط مطار دمشق الدولي

صور جوية للمبني الزجاجي الواقع داخل محيط مطار دمشق الدولي

ثكنة شيباني (المعروفة بإسم  ثكنة الإمام الحسين)

يتمّ نقل معظم القوات الأفغانية إلى ثكنة الشيباني (المعروفة باسم الإمام الحسين) الواقعة غرب دمشق، ومن هناك إلى مختلف المناطق في جميع أنحاء سوريا. ويتلقى المُجنّدون غير المدرّبين في إيران تدريبهم في هذه القاعدة. ويوجد بهذه القاعدة أيضا أعضاء من حزب الله.  ولكل من أعضاء الحرس الثوري الإيراني وفاطميون وحزب الله مرافق منفصلة في هذه القاعدة.

صورة جوية لثكنة الشيباني، غرب دمشق

صورة جوية لثكنة الشيباني، غرب دمشق

ثكنة شيباني (المعروفة بإسم ثكنة حضرت رقیة)

وتعدّ ثكنة «بحوث» أحد المواقع التي يتمركز فيها المُجنّدون الأفغان في سوريا. وتقع هذه الثكنة بجنوب شرق مدينة السفيرة جنوب شرقي حلب وهو مجمع لمركز بحوث تابع للجيش السوري. الاسم الرمز لهذا المرفق هو 350. وقد أطلق الحرس الثوري الإيراني على الموقع إسم «حضرة رقیة».

و يمثّل هذا الموقع المركز اللوجستي الرئيسي للقوات التابعة للحرس الثوري الإيراني بجنوب حلب. وإلى جانب أعضاء الحرس الثوري الإيراني والأفغان، يتمركز بهذه القاعدة  قوات حزب الله وعراقيون.

صورة جوية لموقع بحوث الواقع جنوب شرق مدينة السفيرة.

صورة جوية لموقع بحوث الواقع جنوب شرق مدينة السفيرة.

ثكنة جورين

جورين هي قاعدة أخرى حيث يتمركز فيه المجنّدون الأفغان في سوريا. يقع هذا الموقع العسكري شمال مدينة اللاّذقية باتّجاه بلدة جسر الشغور. ويتمركز في هذه القاعدة أعضاء الحرس الثوري الإيراني والمُجنّدون الأفغان وتقع هذه المنطقة بين مقاطعتي ادلب واللاذقية. وتتمركز هذه الوحدات في هذه القاعدة لمنع أي هجوم محتمل من جانب قوات المعارضة السورية.

وهناك العديد من المواقع العسكرية والمراكز الأخرى المخصّصة للمجندين الأفغان في مناطق سورية أخرى، بما فيها مقاطعات حمص ودرعا وحلب وحماه.

قوات فاطميون والأسلحة

أوّلا، وفقا للتقارير الأخيرة، فإنّ عدد القوات التّابعة للواء فاطميون يتراوح بين 15000 و 20000 مقاتل.

(هذه المعلومات مأخوذة من دراسة «كيف تعمل إيران لتأجيج الحروب في سوريا؟» نشره مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن.)

ثانيا، يتألّف هذا اللواء من وحدات المشاة والمدرعات والقناصة والقذائف.

وثالثا، واستنادا إلى الهيكل التنظيمي للحرس الثوري الإيراني فإنّ لكل كتيبة من هذا اللّواء حوالي 200 رجل.

رابعا، تُسمّى معظم الكتائب باسم القادة الأفغان الذين قُتلوا. ومن بينهم: الشهيد جويد – الشهيد إبراهيم – الشهيد محمد – الشهيد حسين فاضائي – الشهيد كريمي – الشهيد ربيع.

خامسا، يزوّد الحرس الثوري الإيراني فاطميون بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

سادسا، هناك عدد من الدبّابات القديمة والبالية والعربات المدرّعة التي يقدّمها الجيش السوري إلى فاطميون.

مناطق عمليات لواء فاطميون

تحدّد قيادة الحرس الثوري الإيراني مهام لواء فاطميون في جميع مناطق العمليات. وتشير الخسائر الفادحة  في صفوف القوات إلى استخدامهم كوقود أمام فوّهات المدافع من قبل قوات الحرس الإيراني.

وخلال الأشهر الأخيرة، تم إرسال قوات فاطميون إلى مسرح الهجمات التي شُنّت في شرق سوريا. وكانوا ضالعين في الهجمات التي شُنّت في هذه المنطقة بهدف السيطرة على مدينة دير الزور والميادين والبو كمال.  ونتيجة لذلك، فإنّ معظم الجثث التي نقلت إلى إيران في الأشهر الأخيرة كانت لعناصر لواء فاطميون.

مقاتلون من فاطميون في سوريا

مقاتلون من فاطميون في سوريا

 رواتب أعضاء فاطميون

تتراوح رواتب المجنّدين الأفغان الموفدون إلى سوريا بين 2 إلى 3 مليون تومان أي ما يعادل 600 إلى 700 دولار شهرياً. ويودّع هذا الراتب في حساباتهم في إيران، ممّا يجبرهم على البقاء في سوريا حتّى نهاية مهامهم. بالإضافة إلى ذلك، يدفع لهم 100 دولار نقدا في سوريا.

ويُعطى لأعضاء فاطميون وعود بأنّ أسرهم ستحصل على رواتبهم إذا قُتلوا أو جرحوا في سوريا. ولكن في معظم الحالات، تُقطع رواتبهم بعد عودتهم إلى إيران، تاركين أسرهم في حالة يرثى لها.

الضحايا الأفغان في سوريا

يُدفن الأفغان الذين قتلوا في سوريا في مقبرة الإمام زاده عبد الله الواقعة في شهر ري بجنوب طهران العاصمة.

وقد قتل في سوريا عدد كبير من القادة الأفغان لفاطميون.

ارتفاع عدد الضحايا الأفغان في سوريا يظهر بوضوح أنهم اُستخدموا من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني وكبار قادته كوقود للمدافع.

تشييع توابيت الأفغان الذين سقطوا في سوريا

تشييع توابيت الأفغان الذين سقطوا في سوريا

بعض قادة فاطميون الذين قتلوا في سوريا:

1. علي رضا توسّلي، وهو معروف باسم أبو حامد، ونائبه رضا بخشي، كانا أوّلا قائدين للواء فاطميون. قُتلا في تلّة القرين بالقرب من درعا في العاشر من آذار/ مارس من عام 2015. وقاد توسّلي أوّل مجموعة مجنّدين بلواء فاطميون وكانت مكوّنة من 22 فردا أرسلوا إلى سوريا في عام 2011. ويُعتبر مؤسس هذا الفصيل.

علي رضا توسلي مع قاسم سليماني

علي رضا توسلي مع قاسم سليماني

3.  قتل رضا خواري، وهو من مؤسسي فاطميون، بالقرب من حلب في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015.

رضا خواري

                                                            رضا خواري

3. قتل مصطفي صدر زاده، الملقّب بسيد إبراهيم، في23 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، جنوب حلب (منطقة القرسية). وكان قد قاد في السابق كتيبة عمار التابعة للواء فاطميون. وهو عضو إيراني في هذه الفصيل.

مصطفى صدر زادة مع قاسم سليماني

مصطفى صدر زادة مع قاسم سليماني

4. حسين فدائي كان أوّل قتيل في صفوف لواء فاطميون في سوريا، وهو قائد أفغاني آخر كان عضوا رفيع المستوي ويعتبر أحد مؤسسي هذه الوحدة.

حسين فدائي

حسين فدائي

5. قُتل علي جعفري الذي كان أحد كبار القادة بلواء فاطميون في الخامس من كانون الثاني/ يناير 2017 بالقرب من بلدة تدمر. وكان يعيش في مدينة أصفهان في إيران.

علي جعفري

علي جعفري

جرحى وأسر ضحايا فاطميون
يعيش أعضاء فاطميون الذين أصيبوا بجروح في سوريا وأسر القتلى في ظروف مأساوية في إيران.
وقد تمّ إرسال العديد من المصابين إلى مستشفى «بقية الله» التابع لقوات الحرس الإيراني. وتُخصّص الأجنحة 5 و 6 من هذا المستشفى لفاطميون. وعادة ما هذه الأجنحة التي تقدّر سعة إستيعابها بـ 100 سرير مليئة بالجرحى. وينقل الأشخاص الذين لا يمكن إيواؤهم إلى ثكنة خير الحافظين. والتي تفتقر إلى الحدّ الأدنى من المرافق لتوفير العناية الطبية. وبعد مرور بعض الوقت، يتّم إرسال كلّ فرد إلى البلدة أو المدينة التي يعيشون فيها.
ولا يتقاضى معظم الأفراد المصابين أي راتب أو تعويض. وينطبق الشيء نفسه على أسر هؤلاء الأفراد الذين قُتلوا في سوريا. وقد أدّى هذا إلى القلاقل واكراهية بين الأفغان الذين يرسلون إلى سوريا وبين أسرهم. ولا يقدّم الحرس الثوري الإيراني ومؤسسة الشهيد وغيرها من كليانات النظام أي دعم لهؤلاء الأشخاص.
الأفغان الذين يشيّعون قتلاهم الذين سقطوا في سوريا وهم حفاة على الثلوج في مدينة مشهد

الأفغان الذين يشيّعون قتلاهم الذين سقطوا في سوريا وهم حفاة على الثلوج في مدينة مشهد

تقرير من قائد بفاطميون عاد من سوريا إلى جنوب طهران
أنا ذهبت إلى جميع الأماكن للحصول على علاج طويل المدى (حقوق التقاعد بسبب إصاباته) وأولئك الذين هم على رأس المؤسسة لا يفعلون أي شيء.
لدي طفل مريض ولكن ليس لدي المال لنقله إلى المستشفى، ولم أدفع الإيجار لبضعة أشهر، والمالك سيقوم بطردي، ولا أستطيع البوح بمشاكلي للجميع، وعندما قُتل علي رضا توسلي (الملقب بأبو حامد) قائد فصيلنا، اتّصل أحد أقربائي من سوريا وقال  إذا لم تتمكّن من حلّ مشكلتك في إيران فلا تزعج نفسك بالقدوم إلى سوريا لأنّه من الواضح أنّهم لا يفعلون أي شيء لأي شخص على الإطلاق. لهذا السّبب فإنّني خائف، وإلّا كنت قد ذهبت إلى هناك 100 مرّة.
ليس لدي المال على الإطلاق، وليس لدي حتّى 100 ألف تومان (30$) لدفع الإيجار وأطفالي جائعون. أنا الآن أبحث عن شخص ليقرضني 100 ألف تومان (30$) فقط للبقاء على قيد الحياة ولكي لا أموت من الجوع.

تقرير من قائد من لواء فاطميون أصيب بجروح في سوريا وعاد إلى طهران
العديد من أقاربي استشهدوا في هذه الحرب و لم نعثرعلى جثثهم أبداً. وعلى الرّغم من الإصابات، لم نر أي شيء من السلطات ما عدا قلّة الإحترام والإهانة. وفي هذا الشتاء البارد أنا وعائلتي بلا مأوى، و لا اعرف هل أتعامل مع آلام إصاباتي والشظايا في جسدي أو آلام الشتائم من قبل السلطات أو ألم  رؤية عائلتي في البرد.
هناك الكثيرون الذين هم مثلي بقوا بلا مأوى.  وضع قدامى محاربي فاطميون الآن غير جيّد. تحدّثنا مع السلطات ومع قادة الحرس الثوري الإيراني وممثلي المرشد الأعلى في مختلف المنظمّات الحكومية وقلنا لهم أنّ هذا ليس جيداً للشيعة، وأنّه ليس جيدا للجبهة الإسلامية. على الأقلّ أعطوا لهؤلاء المحاربين رواتبهم.  هذا الوضع الآن هو عار على النظام.  يشهد الله أنّني لا أملك مالاً و آكل الخبز فقط كطعام، و أعيش بفضل قرض. هناك حوالي 10 رصاصات في جسدي وأنا أعاني من أثار إنفجار. لا أعرف ماذا أفعل في حين اتنقّل بين قوات الحرس الثوري الإيراني و مؤسسة الشهيد.  أين يجب التعامل مع هذه الوضعية؟

تقرير من وكلاء التجنيد التابعين لفيلق القدس في طهران
العديد من أعضاء جيش فاطميون يحتجّون الآن على تجاهلهم و يقولون أنّه لا يتمّ التعامل مع الجرحى من عناصرهم ولكن يتم إرسالهم من سوريا ونقلهم إلى مستشفى  بقية الله التابع للحرس الثوري ليتمّ بعد ذلك إخراجهم. أمّا أولئك الذين ليس لديهم مكان للعيش، فيُرسلون إلى “ثكنة خير الحافظين” الواقعة في مفترق طرق «شهريار»، والتي تفتقر إلى المرافق الأساسية.

محاولات النظام الرامية إلى الحدّ من إستياء أسر الأفغان القتلى 
أدّى إرسال القوات الأفغانية إلى الحرب في سوريا وفشل النظام في التعامل مع أُسَر القتلى إلى انشقاقات واحتجاجات بين الأهالي ممّا أجبر الملالي لإتّخاذ سلسلة من  التدابير. و من بينها لقاء المرشد الأعلى علي خامنئي عشية رأس السنة الإيرانية الجديدة أو المناسبات الأخرى الدينية ببعض أفراد عائلات الأفغان المتوفين في العامين الماضيين. وحاول خامنئي أن يبرّر بنفاق ذبح هؤلاء الأشخاص في سوريا باسم الدّين.

لقاء خامنئي بالأسر الأفغانية

لقاء خامنئي بالأسر الأفغانية

وقال سيد محمد علي شهيدي محلّاتي مدير مؤسسة الشهيد والمسؤول عن شؤون محاربي النظام القدامى في مقابلة مع صحيفة «جوان» (الشباب) يوم 11 آذار/مارس2017 أنّه وفقا لما ذكره خامنئي فإنّه يجب منح الجنسية الإيرانية لأسر الضحايا الأفغان الذين قتلوا في الحرب السورية. وأضاف خلال نفس المقابلة، أنّ 2000 من المدافعين عن الضريح قد قتلوا خلال العام الماضي، ولذلك يجب على مؤسستنا دفع المعاشات التقاعدية لـ 10000 فرد من أسر الضحايا .
في 27 فبراير/شباط 2017، أعلن سيد إبراهيم رئيسي ، رئيس مؤسسة آستان قدس رضوی، بناء 36 وحدة سكنية في حي باقر آباد في جنوب طهران لأسر الأفغان الذين قتلوا في الحرب السورية.
وفي تقرير صدر في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2017 حول نشر وقتل المراهقين الأفغان في الحرب السورية، أصدرت هيومن رايتس ووتش صورة لثمانية مراهقين أفغان دون سن الثامنة عشرة قتلوا في الحرب السورية .
وفي 2 تشرين الأول/أكتوبر 2017، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأفغانية احمد شكيب مستغني أنّ عددا من اللاّجئين الأفغان في إيران يدفعون للضّغط على الولايات المتحدة لاتّخاذ إجراءات ضدّ المبادئ الدولية.

قبور ثمانية من الشباب الأفغان الذين قتلوا في سوريا وكانت أعمار معظمهم أقل من 18 عاماً

قبور ثمانية من الشباب الأفغان الذين قتلوا في سوريا وكانت أعمار معظمهم أقل من 18 عاماً

الخاتمة:
يبيّن هذا التقرير بوضوح أنّ المصدر الرئيسي للتّعبئة الأفغانية من أجل الحرب في سوريا هو الحرس الثوري الإيراني الذي يترّصد ويراقب جميع هذه الخطوات المتعلقة بعملية استخدام الأفغان، بما في ذلك تعبئة وتدريب ونشر واستخدام هذه القوات في الجبهة السورية. وفي الواقع، تُستخدم هذه القوات كجزء من قوات الحرس الإيراني ولا سيما  فيلق القدس في سوريا.

ومن المعروف جيّدا أنّ الحرس الإيراني يستغل حالة الفقر والبؤس والحرمان والظلم الواقع على الأفغان، ويستخدم التسلط والترهيب لإرغامهم على الانتشار في سوريا للمشاركة في قمع الشعب السوري.

علامة لواء فاطميون

علامة لواء فاطميون

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة