الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتقرار تيرانا الشجاع

قرار تيرانا الشجاع

0Shares

بقلم : سلمان المسعودي

سلمان المسعودي

جاء في بيان وزارة الخارجية الألبانية "صدرت الأوامر إلى اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين، بمغادرة الأراضي الألبانية فورًا، بوصفهما من العناصر غير المرغوب، فيها نظرًا لقيامهما بأعمال تتنافى والنظام الأساسي لألبانيا، ومبادئ اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية."

 

دولة ألبانيا في هذا الإجراء، لم تكن الوحيدة ،وهي بالتأكيد لن تكون الاخيرة، فقد عانت كل دول العالم من الفاشیة الدینیة الحاکمة في إیران واتخذت الكثير من هذه الدول، ذات الإجراء المتعارف عليه دبلوماسياً، وزادت عليه بعضها، المنع من دخول أراضيها، والوضع في قوائم سوداء .

 

خامنئي يدرك خطورة هكذا مواقف دولية، وأيضا يدرك خطورة مثل هذا التعاطف الدولي، مع الشعب الإيراني، ولذلك ليس غريباً، أن يوجه هجومه الأخير ضد هذه الدولة الرائدة، فقد وصفها بأنها: ( دولة صغيرة، حقيرة، وشريرة ) وهو مايوضح حجم الألم، الذي شعرت به الطغمة الحاكمة في طهران، من توجهات تيرانا الأخيرة .

 

خيراً فعلت الحكومة الألبانية، في اتخاذها مثل هذا الإجراء، وخيراً فعلت باحتضانها لشخصيات، من المعارضة الإيرانية، فهي في الحقيقة، تقوم بمهمة نبيلة وسامية، في سبيل تخليص الإيرانيين والمجتمع الدولي، من واحد من أكثر الأنظمة فاشية، وديكتاتورية في العالم.

 

إن النظام الإيراني ، ذو طبيعة متوحشة وديكتاتوية، وبالتالي، فهو لايؤمن بالحلول الدبلوماسية، ولا القانونية_ لما يختلقه باستمرار من مشاكل، وتعقيدات _وإن مارسها، فهي للتقية السياسية لا أكثر، ولذلك ليس جديداً القول: أن شن الحروب، المهددة للأمن والسلم الدوليين، كالحرب ضد العراق 1980، والتفجيرات الإرهابية، لدور العبادة كما حصل في الحرم المكي عام 1989، واستهداف المقار الدبلوماسية والدولية، واغتيال الشخصيات المدنية والثقافية، وعمليات الإبادة والتهجير، فضلاً عن المافياوية والمخدرات، وإسقاط الطائرات، هي صناعة إيرانية بامتياز، وارتبطت ارتباطاً وثيقاً بحكومة طهران الدينية .

السقوط الأخلاقي لنظام الملالي، والذي عرفه العالم لاحقاً، لم يكن جديداً، فقد دشنه الملالي، ضد جماهير الشعب الإيراني، عقب ثورة 79 _ الثورة التي سرقها الملالي  _حيث بدأت واحدة، من أعنف عمليات القتل والإعدامات، طالت قطاعات واسعة وعريضة، من عموم الشعب الإيراني البسيط، ومن الكفاءات الوطنية والفكرية، وحتى تلك الدينية المعارضة لبدعة ولاية الفقيه ! .

لقد ذاق الشعب الايراني والعالم الأمرين، من إجرام هذا النظام، وعلى دول العالم الحر، أن تتخذ الإجراءات المناسبة، والتي من شأنها أن تجبره على تعديل سلوكه، أو إزالته ودرء شره، وهي إجراءات بسيطة، وغير مكلفة، ليس أقلها طرد دبلوماسييه وممثليه، كما فعلت ألبانيا مؤخرا .

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة