الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومروحاني وفشل سياسة الأكاذيب القصوى

روحاني وفشل سياسة الأكاذيب القصوى

0Shares

بينما يدّعي حسن روحاني، بصفته زعيم خط إعادة فتح البلاد وإلغاء التباعد الاجتماعي، أنّ وباء كورونا تحت السيطرة وأنّ الوضع آخذ بالتحسّن والاستقرار، هناك تیار آخر في النظام يشمل أعلى مستويات الإدارة من بعض الوزراء والمحافظين، يشير إلى تفجّر الوباء بشکل کارثي في مختلف محافظات البلاد على عكس ما یدّعیه الرئیس المحتال.

وقد أعلن روحاني خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمکافحة کورونا يوم الخميس 14 مایو أنه: «مع زيادة عدد المدن البيضاء (الخالیة من الفیروس) والاقتراب من مرحلة احتواء الفيروس، يمكن إعادة فتح أعمال ومراكز أخرى مزدحمة مثل الملاعب والمراكز الثقافية».

وبالفعل تمّ إدراج إعادة فتح المساجد والأماکن الدينية من جهة والأماكن الرياضية من جهة أخرى في جدول أعمال الحکومة، وتحدث روحاني نفسه عن «دراسة طريقة وشروط إقامة صلاة عيد الفطر» و«إعادة فتح الأضرحة المقدسة» وصياغة بعض التعليمات والبروتوکولات في هذا الصدد.

ووعد حريرجي، نائب وزير الصحة، بإعادة فتح 29 فرعاً رياضیاً، وأعلن مسؤول رياضي آخر عن استئناف تدريبات الفرق الریاضیة اعتباراً من السبت.

تستند جميع إجراءات إعادة الفتح هذه على فرضية مغلوطة مفادها أنّ فیروس کورونا قد تمّ احتوائه والسيطرة عليه وأن منحنی الإصابات آخذ في الانخفاض، في حين أنّ تياراً واسعاً داخل النظام یعطي صورةً مغایرةً تماماً عن الوضع الحالي. علی سبیل المثال:

-وزير الصحة نمكي قال: أكبر خطأ يرتكبه الناس هو الاعتقاد بأننا وصلنا إلى وضع جيد فيما يتعلّق بكورونا.

-وتحدّث زالي، رئيس لجنة مکافحة كورونا في طهران، عن الظروف غير المستقرة والهشة تماماً في طهران.

-وصرّح مرداني عضو في اللجنة الوطنیة لمکافحة كورونا قائلاً: نحن قلقون من ارتفاع معدل الوفيات في المستقبل.

وبالإضافة إلی تصريحات مسؤولي الصحة، يمکننا الوقوف علی الظروف الحرجة والمتفجرة الراهنة في البلاد من خلال تصریحات مسؤولي النظام المحليین کالمحافظين، فقد:

-وصف رئيس بلدية بهبهان الوضع في المدينة بأنه بالغ الخطورة وعلى وشك الانفجار.

-وأعلن تلفزيون النظام الإیراني في الأهواز عن انفجار قنبلة كورونا  الیوم في محافظة خوزستان، وإصابة 550 شخصاً بالفیروس في غضون یوم  واحد.

حتى أنّ بعض المسؤولين المحليين اتّخذوا قرار الإغلاق وفرض الحجر الصحي علی المدن بسبب الأوضاع المتأزمة، على الرغم من سياسة إعادة الفتح العامة المتبعة من قبل الحکومة.

علی سبیل المثال، أعلن حاكم بروجرد أنّ المدينة ستغلق بالكامل يومي الخميس والجمعة، وأعلن حاکم آبادان أنه سيتم تنفیذ قواعد الحجر الصحي بالكامل في المدينة اعتباراً من يوم الأحد.

الأمر المثير للسخرية هو أنه على الرغم من هذا التناقض الواضح في الجهاز التنفيذي الذي اعترفت به وكالة أنباء قوات الحرس مرغمة بالقول إنّ الحکومة تعاني من الازدواجیة والتناقض في الأقوال، إلا أنّ روحاني واصل ثرثرته المتناقضة وأكاذيبه المفضوحة في اجتماع يوم الخميس، مدّعیاً أنّ السبب الرئيسي في نجاح إدارة أزمة فیروس كورونا والسیطرة علیه یرجع إلی «تماسك ووحدة المسؤولين على مختلف المستويات في کافة البلاد».

 

سبب وجذور تناقضات النظام

 

یا تری من أين ینشأ هذا التناقض والانقسام وما هي جذوره؟ ولماذا لا يستطيع النظام تجاوزه؟

يجب البحث عن الجواب أولاً في الأبعاد المروعة للواقع. فقد بلغ انتشار الوباء وارتفاع حصیلة إصاباته ووفياته درجة عالیة لا یمکن للنظام تغطيتها بأسالیب التستّر والإخفاء، ومنع انتشار الإحصائیات والأرقام الحقیقیة.

من ناحية أخرى، هو غير قادر على احتواء الفيروس والسيطرة عليه. لأنه لا یريد دفع تکالیف الحجر الصحي، وقد اختار خط إعادة الفتح واستئناف الأنشطة التجاریة بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي یمرّ بها وحاجته الملحة لنهب أموال الناس. من الواضح أنّ العواقب الحتمية لهذا الخط ستتجلی في الانتشار الواسع للفيروس وارتفاع حصیلة الإصابات بشکل کارثي مروّع.

بالإضافة إلی ذلك، فإنّ جهاز الرقابة والکبت للنظام مهترئ وغير قادر على التحكّم حتی في وكلائه وعملائه ولجم ألسنتهم ومنعهم من إفشاء الحقائق.

نتيجة لذلك، فإنّ سياسات الخداع والحد الأقصى من الأكاذيب التي يسعى إليها روحاني قد فشلت وانفضحت بشدة، لدرجة أنّ وسائل إعلام النظام وعملائه یعترفون بأنه لا أحد في العالم ولا حتى داخل النظام يصدق ادعاءات النظام وإحصائياته المزیّفة.

من جانب آخر، يتجلى هذا التناقض والانقسام في الممارسة والتطبيق أیضاً، ويزيد من الاضطراب والأزمة الداخلية للنظام ويفاقم انقساماته وتشتته.

يمكن رؤية هذا الانقسام والتشتّت في جميع سياسات وممارسات النظام، والتي تبدو للوهلة الأولی أنها لا تمتّ لتناقضات النظام في التعامل مع أزمة كورونا بصلة، بما في ذلك فضيحة قصف وتدمير فرقاطة كنارك بصاروخ أطلقته سفینة بحریة أخری للنظام، مما سیؤدي بلا شك إلى إجراءات مماثلة أخرى تؤذن بقرب انتهاء صلاحیة النظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة