الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتتورط وزارة خارجية النظام الإيراني في أعمال إرهابية

تورط وزارة خارجية النظام الإيراني في أعمال إرهابية

0Shares

لقد مر الآن أكثر من عام على اعتقال "أسد الله أسدي" بتهمة الإرهاب في ألمانيا وتسليمه إلى بلجيكا للمحاكمة من ناحية ومن ناحية أخرى، واصل النظام بضعف متزايد وحالة من اليأس أنشطته الإرهابية مما دفع إلى إعادة فتح قضية أسدي من جديد. أدت هذه القضية إلى إرتفاع حدة الأزمة وتأجيج الصراع بين عصابات النظام المختلفة، فضلاً عن تصاعد المواقف الدولية المنددة بإرهاب النظام وتفاقم أزمته على الصعيد الدولي.

 

إتساع نطاق قضايا الإرهاب الخاصة بنظام الملالي

قبل بضعة أيام، كتب موقع "مشرق" التابع لعصابة خامنئي مقالاً بعنوان "ظريف جالس تحت المكيف ويتصبب عرقا" جاء فيه: "من المحتمل أن يكون أحد الثوريين المزيفين الجالسين دائماً تحت المكيفات صاحب الصورة أدناه هو "أسد الله أسدي"، السكرتير الثالث للسفارة الإيرانية في النمسا، والذي تم اعتقاله قبل 14 شهراً في ألمانيا ومن ثم تم نقله إلى بلجيكا!

اكتفى السيد ظريف طوال كل هذه الفترة التي كان "أسد الله أسدي" جالساً تحت المكيف، بتغريدة واحدة قال فيها: ما يثير الدهشة أنه تم اعتقال دبلوماسي أثناء زيارة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له إلى أوروبا (النمسا)".

خارج النظام، تعد قضايا الإرهاب الخاصة بهذا النظام المستبد من أكثر القضايا إثارة للجدل في العالم على الساحة الدولية.

وفي هذا السياق قال مايك بومبيو، في خطاب ألقاه في كانساس بالولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة 6 سبتمبر 2019: "إنهم، في الواقع، أكبر داعم للإرهاب في العالم، لديهم حملة إغتيالات نشطة في العواصم الأوروبية حتى عندما نتحدث الآن".

ولكن الحدث الأبرز الذي لفت إنتباه العالم إلى الجوانب الإرهابية للنظام، كان اعتقال أسد الله أسدي، الأمر الذي أدى إلى طرد عدد من دبلوماسيي النظام الإرهابيين في الدول الأوروبية، وكشف العديد من الخطط الإرهابية وبالتالي وجه ضربة كبيرة لجهاز الإرهاب التابع لمخابرات نظام الملالي مما جعل طرح المسألة بشكل واسع في وسائل الإعلام الدولية.

 

تبعات إعتقال أسدي تهيمن على جهاز إرهاب النظام

بعد إلقاء القبض على أسد الله أسدي، كشف أنصار مجاهدي خلق داخل البلاد، وكذلك الإيرانيين الأحرار، عن معلومات واسعة النطاق عن ضباط المخابرات داخل البلاد وخارجها، ونشروا مواد مهمة، لا سيما سوابق أسد الله أسدي، بما في ذلك سوابقه الاستخباراته في مكتب استخبارات محافظة لورستان، وكذلك خلفيته في دعم الإرهاب في العراق.

كل هذا ساعد في توضيح دور أسد الله أسدي في الأعمال الإرهابية التي تقوم بها وزارة المخابرات  التابعة للنظام.

 

محطة مخابرات النظام الإيراني في باريس

"حسين شهرابي فراهاني"، الذي طرد بعد بضعة أسابيع، من فرنسا في سبتمبر 2018. "أحمد ظريف"، المعروف باسم عبادي، رئيس "محطة باريس للمخابرات"، كان يدير شبكة مخابرات النظام الإيراني في فرنسا، خاصة ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة بين أعوام 2013 ـ2018. قبل ذلك، كان "حميد رضا عادل حسن آبادي" و"حسن جواديان" من عام  2004 وحتى2008، و"محمد شيرازي" و"غلام رضا جعفري" من مديري محطة مخابرات نظام الملالي في باريس.

محطة مخابرات النظام الإيراني في ألمانيا

"مرتضى شعباني" الذي جاء إلى ألمانيا في عام 2004، "رضا داد درويش" في 2006، و"أفشار مقدم" في عام 2010، و"عباس جعفري" في 2014، "حسين مهديان فرد" سبتمبر / أيلول 2015 دخلوا ألمانيا تحت غطاء السكرتير الثاني، وكلهم شاركوا في التجسس وجمع المعلومات الإستخبارية ضد المقاومة. في ألمانيا، بالإضافة إلى سفارة النظام في برلين، يوجد عملاء المخابرات أيضًا في قنصليات نظام الملالي في ألمانيا. كما يتضح من التقارير السنوية لجهاز الأمن الألماني، فإن الهدف الرئيسي لوزارة مخابرات النظام في ألمانيا هو مراقبة وملاحقة  المعارضة، ولا سيما مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة. 

 

محطة مخابرات النظام الإيراني في ألبانيا

بمجرد أن وافقت الحكومة الألبانية على استضافة أعضاء مجاهدي خلق على أراضيها في بداية عام 2013، أنشأت وزارة المخابرات محطة مخابرات خاصة بها في ألبانيا عن طريق إرسال أحد عملائها، "فريدون زندي علي أبادي"، في شتاء نفس العام.

 في العام 2017، عاد "فريدون زندي علي آبادي" إلى إيران وحل محله "مصطفى رودكي". "مصطفى رودكي"، الذي شغل سابقاً منصب رئيس محطة مخابرات النظام في النمسا ومنسق محطات وزارة المخابرات في أوروبا، دخل ألبانيا تحت عنوان سكرتير أول في سفارة النظام.

في صيف عام 2016، دخل "غلام حسين محمدنيا"، الذي كان مدير الشؤون الدولية لمنظمة الاستخبارات الأجنبية والحركات بوزارة المخابرات، الى ألبانيا تحت غطاء سفير. وكذلك "محمد علي أرض بيما نعمتي" الذي استقر في البانيا منذ سبتمبر 2018.

الغرض الرئيسي من نشر هؤلاء العملاء هو جمع المعلومات وإدارة شبكة العملاء بهدف تنفيذ أعمال إرهابية ضد أعضاء مجاهدي خلق المستقرين في ألبانيا.

 

محطة مخابرات  النظام الإيراني في العراق

بسبب وجود منظمة مجاهدي خلق في العراق، أصبحت محطة مخابرات النظام في سفارة الملالي في العراق بعد عام 2003، أكبر محطة مخابرات تلاحق مجاهدي خلق في البلدان الأجنبية، وكان لديها أكثر من عشرة  موظفين في السفارة. منذ أوئل عام 2005، عمل "هاشمي" (أبوهاشم)، "اسماعيل بور مهدوي" ورسول معيني" كرؤساء للمحطة وعملاء رئيسيين للمخابرات في سفارة النظام لدى العراق.

من أوائل عام 2005 حتى عام 2008 كان "أسد الله أسدي" في محطة مخابرات سفارة النظام في بغداد.

منذ العام 2009، حل "كيومرث غلامعلي رشادتمند"، المعروف باسم "الحاج علي نويدي"، محل أسد الله أسدي كرئيس لمحطة مخابرات السفارة.

تم استبدال "كيومرث غلامعلي رشادتمند" بـ"كيان مهر"، الملقب بـ"سجاد"، في عام 2013، ولقد بقي في نفس المنصب حتى رحيل المجاهدين من الأراضي العراقية في عام 2016.

لقد كان عناصر مخابرات نظام الملالي في العراق، مسؤولين عن الهجمات الإرهابية الإجرامية على مدينة "أشرف" و"مخيم ليبرتي" وقتل مجاهدي خلق العزل على الأراضي العراقية، فضلاً عن اغتيال شخصيات عراقية معارضة للملالي وقوات التحالف.

بعد رحيل أعضاء مجاهدي خلق عن العراق، استقر "مهدي قاسمي"، كرئيس و"علي قائمي" نائبا له و"بهروز نوروزبور" من موظفي وزارة المخابرات في محطة المخابرات في سفارة النظام في بغداد.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد 2-3 افراد من عملاء المخابرات الآخرين في محطة المخابرات في السفارة العراقية.

 

دور وزير الخارجية ووزارة الخارجية في محطات المخابرات في السفارات

صرحت السيدة رجوي، قبل 15 سنة (2003)، أن إرهاب النظام يشكل أكثر خطورة بنسبة 100٪ من اسلحته النووية.

أصبحت هذه الحقيقة في الوقت الحاضر واضحة للمجتمع الدولي، وإحدى العبارات المقتبسة من هذا التصريح هي إبراز دور وزير الخارجية ووزارة الخارجية في هذا الصدد.

وزير الخارجية هو أحد الأعضاء الرئيسيين في المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام، حيث يتم اعتماد القرارات الإرهابية فيه. جميع القرارات بخصوص العمليات الإرهابية الكبرى وكذلك جميع الأعمال الحربية للنظام، مثل التدخل في البلدان وكذلك الاستيلاء على الناقلات أو مهاجمة الطائرات بدون طيار تتخذ في المجلس الأعلى ويتم إبلاغها للتنفيذ بعد كسب إذن خامنئي.

الأمر الآخر، عمل جميع الدبلوماسيين المطرودين الستة (غلام حسين محمدنيا، مصطفى رودكي في ألبانيا، حسين شهرابي فراهاني في فرنسا، وأربعة دبلوماسيين آخرين في هولندا، بالإضافة إلى أسد الله أسدي) تحت إمرة "ظريف" وكان على علم تام بأنشطتهم الاستخباراتية الإرهابية.

ترون أنه في هذا المثال فقط، شاركت أربع سفارات مهمة للنظام مباشرة في العمليات الإرهابية.

كما يوجد قسم لمكتب الشؤون الخارجية لوزارة المخابرات  في وزارة الخارجية بصورة رسمية، ويسمى "الإدارة العامة لمراجعة التقارير"،التي يرأسها حاليًا المدير العام لوزارة المخابرات رضا لطفي.

الخلاصة و في الواقع، سفارات النظام هي حاضنة لوجود محطات مخابرات في مختلف البلدان.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة