الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتالنظام الإيراني في مأزق سياسي واقتصادي حاد بسبب العقوبات الدولية

النظام الإيراني في مأزق سياسي واقتصادي حاد بسبب العقوبات الدولية

0Shares

أدت العقوبات الأمريكية الجديدة لدفع  طهران للعودة للجلوس إلى طاولة المفاوضات وقبول شروط واشنطن الإثني عشر إلى تفاقم الأزمة داخل النظام الإيراني . على الرغم من أن وجهة النظر الرسمية للنظام وصفت العقوبات بأنها غير فعالة ومتكررة، إلا أن  مواقف وبيانات المسؤولين الحكوميين لا تظهر ذلك ،بل تعكس أيضاً المأزق الذي وصل إليه النظام بسبب العقوبات . ويتجلى هذا المأزق بشكل واضح في التردد في اتخاذ الخطوة الرابعة من خفض الالتزامات النووية وفي موضوع قبول أو رفض المفاوضات مع أمريكا.

 

الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على قطاع الإنشاءات المرتبطة بقوات الحرس في ايران

 

كان رد فعل تلفزيون النظام في 2 نوفمبر على العقوبات الأمريكية الجديدة هو تكرار لمزاعم وزير الخارجية ظريف بأن العقوبات الجديدة ماهي إلا علامة على فشل سياسة الضغط الأقصى، ونقل موقف ظريف المتناقض مع هذه التصريحات، والذي يطالب بعقد مفاوضات مع الولايات المتحدة، قائلاً: "لقد صرح ظريف أن الإيرانيين لن يستسلموا للبلطجة الأمريكية، وأن على الولايات المتحدة أن تتخلى عن سياساتها الفاشلة وأن تعود إلى الاتفاق النووي".

إن ادعاء التلفزيون الإيراني المضحك بفشل فعالية العقوبات المفروضة، يتناقض مع قلقه تجاه الإعلان عن المزيد من العقوبات، إذ أورد : "في الوقت نفسه، أجرى براين هوك، المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران، مقابلة مع قناة العربية وتحدث عن إتفاق واشنطن مع الحكومات الأوروبية حول جعل آلية «انيستكس» لتفادي العقوبات، غير فعالة، وأضاف هوك أنه من خلال هذه القناة، لن يتم تنفيذ أي نشاط مشبوه ينتهك العقوبات الأمريكية. كما أن وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي عن الإرهاب كررت ادعاءاتها بتسمية إيران وعدة دول أخرى معارضة للولايات المتحدة، بما في ذلك كوريا الشمالية وسوريا، وأدرجتها في قائمة الدول التي تدعم إرهاب الدولة."

 

وأضاف تقرير تلفزيون النظام في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) حول العقوبات الجديدة، معلقاً: "هناك خبر آخر هو أن مستشار البعثة الإيرانية لدى الامم المتحدة قد أدان العقوبات الأمريكية المفروضة على وكالة الفضاء الإيرانية ومركز البحوث والتكنولوجيا التابع لوزارة الاتصالات. وقال صحراوي "المؤسسات التي فرضت عليها العقوبات مدنية ومسؤولة عن الاستكشاف السلمي".

أقرت صحيفة "سياست روز" التي تديرها عصابة خامنئي، بعجز النظام عن إيجاد الحلول تجاه الخروج من مأزق العقوبات الأمريكية، قائلةً: "الآن إذا اتخذ الأوروبيون تدابير عقابية ضد جمهورية إيران الإسلامية بسبب الخطوة الرابعة في الحد من إلتزاماتها، فإن المجتمع الدولي سيوافق عليها. وحتى دول مثل العراق وباكستان والهند والصين وروسيا ستحذو حذوه".

 

وقللت هذه الصحيفة التي تديرها الحكومة من أهمية الخطوة الرابعة في تقليص التعهدات النووية التي سعى من خلالها  النظام لابتزاز أوروبا وتخفيف نظام العقوبات، قائلة: "أي عمل من قبل جمهورية إيران الإسلامية يخدم مصلحة الأوروبيين. لذلك إذا اتخذت طهران الخطوة الرابعة بقوة، فإنها ستفيد أوروبا، لأنه سيتم تشكيل تحالف جاد بين القارة الخضراء والولايات المتحدة ضد جمهورية إيران الإسلامية".

وأقرت الصحيفة المقربة من عصابة حسن روحاني بفشل الأسلوب الابتزازي الذي ينتهجه النظام لتخفيف ضغوطات العقوبات الأمريكية ، قائلة: "إذا اتخذت إيران الخطوة الرابعة مع الحفاظ على الاعتبارات الدبلوماسية، فإن ذلك سيجعل الخطوة ضعيفة، وهو ما سيفيد  الأوروبيين أيضاً، لأنه يحافظ على الاتفاق النووي،أي أن  رد  فعل  إيران في الخطوة الرابعة سيكون فوزاً لأوروبا.

 

إذا تقاربت المواقف الأوروبية والأمريكية بشأن الاتفاق النووي، فلن يكون رد فعلنا (الخروج من الاتفاق) بالتأكيد في مصلحتنا".

تحدثت عصابة حسن روحاني بإنفتاح أكثر حول هذا الموضوع و أكدت رغبتها مواصلة المفاوضات.

أشار الخبير الحكومي فريدون مجلسي يوم 2 نوفمبر، إلى الوضع الإقتصادي للنظام وانتفاضات الشعبين العراقي واللبناني التي غيرت التوازن الإقليمي بما لايخدم  النظام،   كما أشار  للتفاهم الجديد لوزارة الخزانة الأمريكية مع الهند لتشديد دائرة العقوبات ضد النظام، وحذر المسؤولين الحكوميين، قائلاً:

"يبدو أن الهنود مضطرون أن يتعاونوا مع الولايات المتحدة لأن احتياجاتهم من الأسواق والسلع المالية الأمريكية أكبر بعشرات المرات من احتياجاتهم  من إيران".

كرر هذا الخبير الحكومي الحاجة إلى التفاوض والخروج من دائرة العقوبات، مذكراً: "يجب أن تكون إيران الغنية ذات الثقل السكاني الكبير والمتميزة، قادرة على التجارة والتداول مع العالم بحرية تامة. تحتاج إيران إلى أن تكون قادرة على تجارة السلع والخدمات بحرية وكذلك الوصول إلى الأنظمة المصرفية العالمية".

 

تطرق عبد الله الناصري، أحد شخصيات التابعة لعصابة النظام المهزومة، في مقال في 2 نوفمبر أيضاً الى الأزمة في المنطقة و حالة الإحتقان الكبيرة التي يعاني منها المجتمع، وحذر النظام من أنه لا توجد طريقة أخرى سوى الاستسلام لطاولة المفاوضات. وقد كتب قائلاً: "إن أكبر ما يثير قلق الناس بغض النظر عن ميولهم السياسية هو  سبل العيش والاقتصاد. وإذ لم تتحسن الحالة المعيشية، فإن لذلك تداعيات سياسية وأمنية لأن الأمور الإقتصادية وسبل عيش المواطن مسألتان مرتبطتان بالصادرات والعقوبات، وأهم شيء يجب فعله هو فتح باب المفاوضات. ما لم تؤخذ مسألة المفاوضات مع القوى الكبرى على محمل الجد ومالم تستطع  إيران إعادة ترتيب علاقتها بالمجتمع  الدولي، فلن يكون هناك تحسن في الإقتصاد ولا في مستوى معيشة الشعب".

على هذا النحو، فإن الحل الوحيد الذي يقدمه كلا الفريقين هو إما  الغرق في المازق أو الاستسلام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة