الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريراللعب بورقة كورونا ردًا على مقاطعة أبناء الوطن للانتخابات في إيران

اللعب بورقة كورونا ردًا على مقاطعة أبناء الوطن للانتخابات في إيران

0Shares

سيطرت الأجواء الخطيرة المتعلقة بمقاطعة الانتخابات المزمع إجراؤها في الثلث الأخير من شهر يونيو 2021 وألقت بظلالها على نظام الملالي برمته. وتبذل الآلة الإعلامية لهذا النظام الفاشي قصارى جهدها لحث أبناء الوطن على المشاركة في هذه الانتخابات بتمهيد الأجواء. كما تُعد هذه المسرحية، وهي واحدة من أهم المسرحيات خلال الـ 42 عامًا من عمر نظام الملالي، فضيحة منقطعة النظير، من حيث ندرة المرشحين على مدى العقود الـ 4 الماضية.

وتجدر الإشارة إلى أن هاشم خواستار أكد في رسالته المفتوحة الأخيرة التي وجهها إلى خامنئي من سجن وكيل آباد في مشهد؛ على رعب المحققين وحراس السجن من مصيرهم في المستقبل. ویبدو الأمر کما لو أن هذا الوضع يسري الآن على العناصر الحكومية فيما يتعلق بموضوع الترشح.

والجدير بالذكر أن إجراء الانتخابات المقبلة هو أصعب مهمة في الوقت الراهن تواجه وكلاء نظام الملالي والحكومة المنتمية لولاية الفقيه. وعلى الرغم من أنه يتبقى أقل من شهر على تسجيل أسماء المرشحين، بيد أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن حتى ولو اسم واحد محدد والبت فيه.

ويضغط هذا الوضع بالمؤشرات المشار إليها بشدة على عنق نظام الملالي. ولهذا السبب تلجأ السلطة الفاشية إلى تحضير سبب الفشل في هذه الانتخابات مقدمًا باستخدام تكتيك اتهام بعضهم البعض بالسرقة في الصراعات والخلافات الداخلية.

والهدف من هذا التكتيك هو التعتيم على المقاطعة الوطنية والمسرحية الحكومية المحسومة. واعترفت صحيفة "شرق" الحكومية، في هذا الصدد، في إحدى ملاحظاتها في عددها الصادرة في 17 أبريل 2021 تحت عنوان "تحليل الأصوليين لأسباب تدني المشاركة في انتخابات 2021"؛ ببعض الأمثلة المتعلقة بالتحضير للتعتيم على مقاطعة أبناء الوطن للانتخابات. وخصصت هذه الصحيفة الساحة الجديدة لصراع الزمر داخل نظام الملالي لهوامش الانتخابات وكتبت:

" إن الأصوليين يتوقعون من الآن أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة متدنية بسبب جائحة كورونا واستياء الشعب من الحكومة الحالية".

وذكرت هذه الصحيفة مثالًا مثيرًا للاهتمام عن صراعات الزمر لا ينطوي على أي عبء سوى أن الأجواء الخطيرة لمقاطعة مسرحية الانتخابات تلقي بظلالها على أركان نظام الملالي؛ مستشهدة بفكر وسياسة الزمرة المهيمنة، من أجل تمهيد الطريق ومكافحة السبب في عدم إقبال أبناء الوطن على صناديق الاقتراع. 

وقال حميدرضا ترقي، مساعد رئيس المجلس المركزي لحزب المؤتلفة الإسلامية: إن مشاركة المواطنين في الانتخابات تواجه عقبتين رئيسيتين: العقبة الأولى والأساسية هي استياء المواطنين من الوضع المعيشي والمشكلات الاقتصادية. والعقبة الثانية هي الجدل حول قضية وباء كورونا.

ويتم استخدام السياسة اللاإنسانية التي ينتهجها وكلاء نظام الملالي لاستخدام وباء كورونا كمصيدة للشعب الإيراني، فضلًا عن تبني استراتيجية الحفاظ على هذا النظام الفاشي؛ كأسلوبٍ في مواجهة الانتخابات المقبلة. وقد أشرنا في الملاحظات السابقة إلى أن الموجة الرابعة من تفشي وباء كورونا آخذة في الازدياد والانتشار بشكل مريب، ولم ولن يتخذ وكلاء نظام الملالي أي إجراء لحل المشكلة والسيطرة عليها.

والجدير بالذكر أن من بين الأدلة على صحة هذا التقدير لاستخدام وباء كورونا كتكتيك حكومي وربطه بالانتخابات، هو اعتراف صحيفة الزمرة المغلوبة على أمرها بأن الترويج لوباء كورونا يهدف إلى إيجاد سبب لركود سوق المسرحية الانتخابية المقبلة. دققوا النظر فيما يلي:

" كانت سياسة الحكومة خلال أيام النوروز على نحو لم تولي فيه اهتمامًا بوجهة نظر خبراء الصحة والعلاج وأصدرت أمرًا بحرية التنقل والسفر متعمدةً وصول تفشي وباء كورونا في البلاد برمتها إلى مرحلة الخطر، وأن تستمر معاناة البلاد من مرحلة الخطر هذه من تفشي الوباء حتى موعد الانتخابات.

وعندما يعاني المواطنون من هذين الهاجسين معًا لا يمكننا أن نتوقع أن تكون هناك مشاركة كبيرة في الانتخابات".

وكلما اقترابنا من موعد مسرحية الانتخابات، فإن كل اعتراف حتمي تشير إليه وسائل الإعلام الحكومية عن المناخ الخطير لمقاطعة الانتخابات، وكل تكتيك يتبناه وكلاء نظام الملالي للتعتيم على مقاطعة الانتخابات؛ تُعتبر جميعها دليل على تصاعد المعركة المصيرية بين أبناء الوطن ونظام ولاية الفقيه الحاكم برمته.

معركةٌ سرعان ما سيتبلور سببها الوحيد بين المواطنين وهذا النظام الفاشي، في مسرحية الثلث الأخير في شهر يونيو 2021.

 

ذات صلة:

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة