الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوم"الغضب الساطع" للشعب العراقي ضد نظام الملالي وعملائه

“الغضب الساطع” للشعب العراقي ضد نظام الملالي وعملائه

0Shares

كان يوم الجمعة الموافق 1 نوفمبر يومًا مميزًا أثناء الانتفاضة العراقية. يومٌ أُطلق عليه اسم يوم "الغضب الساطع" وكان هذا الغضب مركزًا على الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وعناصرها الإجراميين. حيث كان مئات الآلاف من الناس يصرخون ويهتفون يدًا واحدة في ساحة التحرير بالعراق والشوارع المحيطة ضد النظام الإيراني  الحاكم في إيران وعناصره وعملائه.

 

 الانتفاضة مستمرة رغم القمع

بحلول يوم الغضب الساطع دخلت المرحلة الثانية من الانتفاضة العراقية أسبوعها الثاني وتستمر أكثر إشراقًا وتطرفًا وتنظيمًا من الجولة الأولى، ويمكننا أن نؤكد الآن أن الانتفاضة قد استقرت، أي أنه  على الرغم من القمع الوحشي والدموي، ورغم قتل 300 شخص وإصابة 12000 شخص، إلا أن الانتفاضة مرت عبر القمع، ولا يعني هذا أنه لم يعد هناك قمع وقتل، بل القصد أنه رغم القمع والقتل لم ينجحوا في إخضاع الشعب وتخويفه؛ فالروح المعنوية وتضامن مختلف طبقات الشعب مرتفعه جدًا ومشاهد مساعدة الناس لبعضهم البعض تذكرنا بمشاهد الثورة المناهضة للملكية وانتفاضتي 2009 و يناير 2017 في إيران. 

 

العفو الدولية تتهم القوات العراقية باستخدام قنابل غاز "غير مسبوقة" تخترق الجماجم

 

والناس لا يكترثون بالأحكام العرفية في جميع المدن، ويتدفقون  إلى الشوارع، ونجد أن الحكومة ووضع المبادرات على نحو ما في يد الشعب، في العديد من شوارع ومناطق المدينة. 

كما تم تنظيم الناس نسبيًا خلال هذه الفترة، وشاركت مختلف الطبقات في المظاهرات، مثل العمال والأطباء والطاقم الطبي والطلاب والتلاميذ وهذا دليل على التنظيم.  وعلى العكس من ذلك، نشاهد أن الإحباط والتفكك والاضطراب سمة للجبهة المعادية للشعب بشكل واضح. فهناك الحديث عن استقالة رئيس الوزراء، وعلى الجانب الآخر، ليس من الواضح من هو المسؤول وما هي الخطة التي سيتخذونها. فبداية خيوط الخطط والمؤامرات في يد الولي الفقيه، مثل الشعارات المتطرفة لمكافحة الفساد وما شابه ذلك، أو الدعوة إلى السلام والحوار التي لم يكترث بها الشعب  وسخر منها، وحرق العناصر التي أرسلها الولي الفقيه إلى الميدان لهذا الغرض وألقى بهم بعيدًا.

 

صرخة الشعب العراقي من كربلاء: النظام الإيراني سبب المأسي للعراق وتحطيم البنية التحتية

 

 

 علامة فارقة في الانتفاضة

يُعتبر يوم "الغضب الساطع" علامة فارقة في انتفاضة العراق التي استمرت لمدة شهر، للأسباب التالية:

  • أولًا، كانت المظاهرات مليونية في بغداد ضمت مختلف الطبقات في صفوف مدمجة وموحدة في كثير من الأحيان، وأظهروا علامات تدل على أنهم منظمين.
  • ثانياً، تركزت الانتفاضة وهتافاتها بملء الحناجر ضد الولي الفقيه وقادة نظام الملالي وعناصره القمعية، وخاصة خامنئي والحرسي قاسم سليماني. وبات هذا النمط واضحًا في الوقت الراهن لدرجة أن ولي الفقية الذي حاول في وقت سابق في حملته الدعائية أن يصور الانتفاضة على أنها احتجاجات مشتتة ناجمة عن عدم الرضا عن أوجه القصور وعدم الكفاءة، أصبح الآن مضطرًا إلى الاعتراف بحجم الانتفاضة وتوجهها الذي يتمثل في رفض الولي الفقيه وتدخلاته.  ومع ذلك يصورها على أنها ناجمة عن  الاستفزازات الأجنبية من جانب أمريكا والسعودية ودول أخرى، وفي بعض صلوات الجمعة يوصي المتظاهرين بحماقة بالإنطلاق للاستيلاء على السفارة الأمريكية على طريقة البربر من منطلق أنها عش التجسس والفتنة والمؤامرة. 

 

العمق الاستراتيجي للولي الفقيه آخذ في الانهيار

لقد أحرق الولي الفقيه الورقة التي كان يلعب بها على المستويين الإقليمي والدولي مدعيًا أنه يتمتع بنفوذ وقاعدة اجتماعية في العراق وبين الشيعة في هذا البلد، وفقد كل استثماراته السياسية والمادية. وبالتالي، يرمز يوم "الغضب الساطع" إلى ضربة استراتيجية موجة لنظام ولاية الفقيه.  وهي ضربة تسببت في انهيار العمق الاستراتيجي لهذا النظام باعتباره أحد الركائز الرئيسة للحفاظ على الولي الفقيه.

 

خوف خامنئي من الانتفاضة في العراق ولبنان.. محاولة لتقليل مطالب المنتفضين من تغيير النظام إلى مطالبات اقتصادية

 

وفي خطابه العلني يوم الأربعاء الموافق  30 أكتوبر ، أمر خامنئي عملاءه المرتزقة في العراق بقمع الانتفاضة، وأرسل الحرسي المجرم، قاسم سليماني، إلى العراق لإدارة عمليات القمع .

يبدو أن خامنئي قد أعلن ذلك علنًا عن قصد، وربما سرب الولي الفقيه وعناصره وعملائه خبر وجود قاسم سليماني في العراق وتكليفه بقيادة قوات القمع  استغلالًا لسمعة هذا العنصر سفاك الدماء في بث الرعب في قلوب المتظاهرين، نظرًا لأن اسم هذا المجرم في العراق مثل سوريا، يذكر العراقيين بالمذابح والإبادات الجماعية والسيارات المفخخة. بيد أن المشاهد في بغداد والمدن العراقية الأخرى تدل على أن خدعة الولي الفقيه هذه لم تؤد إلى رعب الناس ، بل إنها حثتهم على المزيد من الصمود في وجه الولي الفقيه بشكل غير مسبوق ووحدتهم  وفشلت مؤامرة الانتهازين في صرف الانتباه عن الولي الفقيه. ووصل الأمر إلى حد أن الشعب يطرد كل من يظهر في كلامه ومواقفه دعمه لولي الفقيه أو يتستر على دوره في العراق .

 

وهذا الوضع يسري في لبنان أيضًا، فعلى الرغم من  التنوع العرقي والديني في لبنان،  إلا أن الشعب اللبناني  يزداد اتحادًا يوما بعد يوم ضد الولي الفقيه والعناصر والتيارات التي شكلها خامنئي في لبنان ويدعمها.  حيث  أن التصنيفات الرجعية الاستعمارية على أساس الدين والطائفة وما شابه ذلك  تسببت في خسائر فادحة غير مسبوقه، وهذا دليل آخر على انهيار العمق الاستراتيجي لنظام ولاية الفقيه.

وبهذا يتضح أن خامنئي قد تعرض إلى ضربة إستراتيجية ساحقة. وحول معنى العمق الاستراتيجي كان خامنئي قد قال : إذا كنا لا نريد محاربة العدو في سوريا والعراق، فعلينا مواجهته في شوارع المدن الإيرانية.

نعم، عندما يتم تمريغ أنف ولاية الفقيه بالتراب في بغداد وبيروت،  ستظهر آثار ذلك عاجلاً أو آجلاً في الشوارع الإيرانية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة