يقول محللون في شؤون إيران إن نظام الملالي راهن على جيوب الناس في كبح خناقه الاقتصادي من خلال التسويق بالانتخابات والزعم بالتغيير من جهة وانتهاج طريق التفاوض من جهة أخرى لكي يضمن بقائه ولو وقتيًا. في حسابات النظام، تكاد جميع الألغاز تكون محسوبة. لكن اختفى من باله حساب واحد: مقاومة الشعب الإيراني والانتفاضة الوطنية. الانتفاضة الهائلة للشعب الإيراني التي جعلت النظام يفقد توازنه، بحيث رأى بأم أعينه كل طموحاته ذهبت أدراج الرياح، وقلما يمر يوم ولا يتأوه المسؤولون ووسائل الإعلام عن الإطاحة بالنظام، والجميع يؤكد بطريقة ما كراهية الشعب للنظام وزعيمه الأعلى خامنئي.
الخوف من طرد وعزل الولي الفقيه على لسان عناصر وكلاء النظام هو أحد آثار الزلزال الذي هز أركان النظام خلال انتفاضة الشعب الإيراني. في أحدث مثال قال المعمم ”ماندكاري“:
«التحذير هو موجه لي ولك أيضا. إذا تركنا الإمام وزعيمنا وحده، فإن قائدنا ليس موقعه أعلى من موقع أمير المؤمنين الإمام علي فيبقى وحيدًا لا حول له ولا قوة… لم يصل ولائنا ومودتنا لولاية الفقيه بعد إلى ذلك الحد الذي لا نترك الإمام وحده ولا ندع يده مقيدة بالحبل، ولا نترك أن يرفع رأس الإمام فوق الرمح » (تلفزيون النظام25 ديسمبر).
لقد دب الرعب في قلوب قادة النظام من استمرار الانتفاضة إلى درجة حتى عند الاستعراض للقوة المزيفة، لا يستطيعون التخلص من التذكير بالانتفاضة المطيحة بالنظام وينسون ما كانوا يقولون. العميد أشتري قائد قوى الأمن الداخلي هو أحد الأمثلة حيث قال:
«لقد تعرضنا للهجوم بأبعاد مختلفة من ناحية الأمن الاقتصادي والثقافي والعسكري … وانظروا إلى أعمال الشغب الأخيرة. لقد كانت نتيجة كراهية العدو التي ركبت قضية اقتصادية واجتماعية … بالتأكيد لن يتخلوا عنا إنهم يريدون ضربنا في كل فرصة. (تلفزيون النظام 25 ديسمبر).
يتحدث المنظرون الحكوميون بشكل أكثر صراحة عن الخوف من الإطاحة بهم لأنهم رأوا ودهشوا من علامات الإطاحة بالدوائر المرتبطة بالسلطة في النظام قبل الآخرين. أحد المنظرين هو عماد أفروغ ، العضو السابق في مجلس الشورى للنظام الذي حذر العصابات الحاكمة في حواره مع الصحف الحكومية، بما في ذلك صحيفة ”آرمان“ ، في 25 ديسمبر قائلا: «توقفوا عن المشي على أعصاب الناس». وفي إشارة إلى ردود الفعل المخيفة لدوائر النظام ، قال: «لقد ظلت منظمات المجتمع المدني الدينية لدينا صامتة لسنوات، لكنها خرجت فجأة من قوقعتها. كما ترى في كل شبكة اجتماعية تنظر إليها، يأتي رجل دين ويوجه انتقادات قاسية. هذه الانتقادات جيدة، لكن أين كنت حتى الأمس؟ لو كان هناك نقد بناء وعقلاني مستمر، لما كانت الأمور تجري بهذه الطريقة.» وحذر خبير النظام هذا من أن «هذه الراديكالية الحالية يمكن أن تؤدي إلى انهيار النظام والانهيار الاجتماعي والفوضى»..