الأربعاء, مايو 15, 2024
الرئيسيةأخبار إيراننظام يقف علی الجمر

نظام يقف علی الجمر

0Shares


بقلم: محمد حسين المياحي


مع إتجاه الازمة في المنطقة من مختلف النواحي و علی مختلف الاصعدة الی التصعيد، فإن الاوضاع و التطورات المستجدة علی الساحة، تطرح العديد من التفسيرات و الاحتمالات المتباينة و التي يبدو أن المسار العام لها يسير بإتجاه المزيد من التصعيد و التوتر، وهذا الامر بات واضحا في الاحداث التي جرت خلال الاسابيع الماضية و التي تؤکد بأن هناک رسائل عملية متبادلة بين دول المنطقة و العالم ولاسيما بين واشنطن و موسکو و الرياض و طهران بما يشير الی إنها قد تسفر عن أمور و مستجدات قد لاتکون إيجابية للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.
التهديدات الامريکية لطهران و السعي العربي ـ الخليجي للوقوف بوجه التمدد الايراني الذي لم يعد بوسع المنطقة السکوت عنها و تحمل نتائجه و تداعياته و الاحداث و التطورات التي جرت عقب الضربة الصاروخية التي تم توجيهها لنظام الاسد و ماقيل و يقال عنها، تشير جميعها الی إن منطق القوة هو الذي يتکلم و في ضوء ذلک فإن خيار طاولة المفاوضات مستبعد حاليا، بل وحتی إن الاوضاع الداخلية لدول المنطقة و إيران نفسها تسير بإتجاه الاستعداد لمواجهة لامناص منها.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تری دول المنطقة بأنه يتحمل القسط الاوفر من جر المنطقة الی أجواء التوتر و التصعيد، وتری إنها السبب في نشوء و تقوية و دعم الاحزاب و الجماعات و التنظيمات الدينية المتطرفة بشقيها الشيعي و السني، وهذا الاتهام قد سبقه إتهام تم توجيهه من قبل قيادي بارز في المعارضة الايرانية التي تتخذ من باريس مقرا لها، وهو محمد محدثين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، حيث کان قد أصدر کتابا في عام 1993، تحت عنوان(التطرف الاسلامي..التهديد العالمي الجديد)، حذر فيه بقوة من الدور الذي يقوم به رجال الدين في إيران بهذا الخصوص ومن إن نشاطهم و تحرکاتهم تشمل الشيعة و السنة علی حد سواء.
إيران التي تبذل کل جهودها للرد علی هذه الاتهامات و السعي للتأکيد علی إنها بنفسها ضحية للإرهاب و تشارک في مکافحته، لکن دفاعها المسميت هذا تفنده و تدحضه الکثير من الامور الموجودة و الجارية علی أرض الواقع في المنطقة، خصوصا وإن التطرف الديني الذي تحاول طهران جاهدة التنصل من حقيقة کونها مصدره و بؤرته الاساسية بفعل العلاقات الوثيقة التي تربطها بالکثير من الاحزاب و التنظيمات و الميليشيات و الشخصيات الاسلامية المتطرفة سواء شيعية کانت أم سنية، کل هذا يجعل من موقفها و تأکيدتها مهزوزة و ضعيفة و غير قابلة للإعتداد بها. وإن حقيقة العلاقة المشبوهة بين إيران و بين الجماعات المتطرفة و تدخلاتها السافرة في المنطقة، قد صارت معروفة للبلدان الغربية بشکل خاص ولذلک فإنها وفي خضم تصاعد الاحتقان بينها و بين إيران علی صعيد ملف الاتفاق النووي و إحتمالات إلغائه و ملف الصواريخ الباليستية و ملف التدخلات الايرانية في المنطقة، فإن علی دول المنطقة أن تعلم جيدا من إن الموقف الايراني ضعيف الی أبعد حد علی الرغم من کل التصريحات النارية المنطلقة من طهران وإن الاخيرة في وضع لاتحسد عليه أبدا خصوصا وإن الشعب ناقم علی النظام و ينتظر مع المقاومة الايرانية اللحظة المناسبة للخلاص منه، من هنا فإن من المهم الحذر جدا من أية تطورات جديدة علی صعيد الاوضاع في إيران وعدم الانسياق في أي إتجاه أو طريق من شأنه أن يخدم هذا النظام، لأنه کالواقف علی الجمر و سيحترق في أية لحظة.

 


 

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة