الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانلاعزاء لطهران

لاعزاء لطهران

0Shares

منی سالم الجبوري

 

 

يبدو ان الامور تسير بسياق لاتحبذه طهران بعد إعتبار المستشار الالمانية أنجيلا ميرکل من أن الاتفاق الموقع مع إيران حول ملفها النووي غير کاف لإحتواء طموحاتها النووية، کما جاء في تصريحات لها علی أثر زيارتها الاخيرة لواشنطن و إلتقائها بالرئيس الامريکي، فقد کانت طهران تری بأن ميرکل قد تسعی لنوع من المسايسة مع ترامب و تسلک اسلوبا أقرب لدعم الاتفاق النووي و الموقف الايراني، لکن وکما يظهر لاشئ من ذلک.
الموقف الامريکي بعد أن کان إستقوی أکثر بالموقف الفرنسي، فإن الموقف الالماني الجديد عزز من قوته و رسخه و ثبته أکثر في وجه طهران التي لم يعد في وسعها سوی إطلاق التهديدات و التحذيرات المتباينة من مغبة الهجمة السياسية الامريکية ضد الاتفاق النووي الذي يبدو أنه يتجه لمفترق صعب لغير صالح إيران.
الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في تموز عام 2015، تشير معظم التقديرات بأنه وخلال تلک الفترة تحديدا، کان مفيدا الی إيران و الی طموحاتها المختلفة، ومع إن الشعب الايراني قد تنفس الصعداء عقب الاتفاق ظنا منه بأن الاوضاع الاقتصادية للبلاد ستنتعش و إن أوضاعه المعيشية ستتحسن، لکن لم يحدث شئ من ذلک إطلاقا، بل إن المليارات التي تم إطلاقها من الاموال الايرانية المجمدة، قد ذهبت لخدمة التدخلات في بلدان المنطقة و لتصدير التطرف و الارهاب و تطوير البرنامج الصاروخي و تعزيز و تقوية الاجهزة الامنية، أي تماما کما أکدت المقاومة الايرانية في حينها علی أثر الاتفاق النووي عندما طالبت بأن تشرف لجنة دولية علی صرف المليارات المجمدة التي يتم إطلاقها کي تکو في خدمة الشعب الايراني.
الجديد في الموقف الامريکي ـ الفرنسي ـ الالماني، هو إنه يتقدم بخطی ثابتة للأمام في غمرة التطورات الايجابية الحاصلة علی صعيد ملف کوريا الشمالية و الذي کانت إيران تکتسب من تعنتها دعما معنويا و تری فيه تعزيزا لموقفها، لکن مايحصل يبدو إنه قد جاء بمثابة ضربة سياسية إضافية أخری موجهة لها في وقت حرج جدا.
الاتجاه الامريکي للضغط بإتجاه تغيير الاتفاق النووي و جعله أشد صرامة و حزما علی طهران، يبدو إنه صار يلقی تإييدا دوليا واضحا الی جانب دعم و تإييد عربي ملحوظ خصوصا وإن الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في عام 2015، قد ساهم في تعزيز و توسيع و تقوية النفوذ الايراني في بلدان المنطقة، وهو أمر صار جليا للبلدان الغربية بل و مصدر قلق لها بعد أن بدأت طهران تسعی من أجل توظيفه في أکثر من إتجاه و لأکثر من هدف، لکن الذي يجعل طهران تشعر بالکثير من القلق ولايهأ لها بال عندما تجد هذه التطورات متزامنة مع تحرکات و نشاطات غير مسبوقة للمقاومة الايرانية داخليا و خارجيا، حيث إن أي آثار أو تداعيات للضغوط الامريکية ـ الاوربية من الممکن جدا أن تلقي بظلالها علی الاوضاع الداخلية المتأزمة و الساخنة تلقائيا وهذه المرة قد لاينجو النظام بجلده إذ أن المقاومة الايرانية قد هيأت الامور للتفاعل مع أي حدث إستثنائي طارئ بما يخدم مصلحة الشعب الايراني.

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة